الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل سيبلور الفلسطينيون إستراتيجية "جديدة" لحل قضيتهم؟

نشر بتاريخ: 29/09/2013 ( آخر تحديث: 29/09/2013 الساعة: 07:31 )
بيت لحم- تقرير معا - اجمع سياسيون ومحللون على ضرورة صياغة إستراتيجية وطنية جديدة، للتعامل مع القضية الفلسطينية في ظل ما آلت إليه نتائج الانتفاضات والمفاوضات والنهج الفلسطيني على مدى سنوات الصراع مع الإسرائيليين.

وفي الذكرى الـ13 لانتفاضة الأقصى استطلعت معا آراء عدد من السياسيين والمحليين حول آثار الانتفاضة على الشعب الفلسطيني ومسعاه لنيل استقلاله، وما شهدته القضية من تطورات مفصلية هامة على مدى سنوات مضت، انتهاء بالتوجه للأمم المتحدة وبروز حركة المقاومة الشعبية والعودة للمفاوضات.

وقال جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لـ معا إن الانتفاضة الثانية غيرت في ميزان القوى ووضعت القضية الفلسطينية على طاولة المجتمع الدولي، ولكن تم استثمارها بشكل خاطىء؛ فهي لم تستغل في إطار وطني موحد، والاحتلال استطاع أن يقوض دورها.

مزهر: العودة إلى المفاوضات أضرت بالمقاومة
وأشار إلى أن ما وصفه بـ "محاولات" العودة إلى المفاوضات أضرت بالمقاومة وأثرت سلباً على نتائج الانتفاضة الثانية التي خلقت توازن في ميزان الرعب مع الاحتلال.

وأضاف مزهر أنه هناك عدة خيارات إستراتجية مطروحة الآن أمام الفلسطينيين، وأبرزها الوحدة الوطنية، والعمل على خلق برنامج وطني مشترك لكل الفصائل، والتمسك بخيارات المقاومة بكل أشكالها، إضافة إلى الاستمرار بالذهاب إلى المؤسسات الدولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، لافتا إلى أن هذه التوجهات قد تشكل طريقا نحو عزل إسرائيل دوليا.
|239822|
واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة الأقصى، في 28 سبتمبر 2000، وتميزت هذه الانتفاضة مقارنة بسابقتها بكثرة المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، وراح ضحيتها الالاف من الشهداء والجرحى الفلسطنيين.

غياب "إستراتجية جديدة" لإنهاء الاحتلال
من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أن الوضع الفلسطيني الحالي ممزق في ظل غياب "إستراتجية جديدة" لإنهاء الاحتلال، فبعد عشرين عاماً من التفاوض مع الاحتلال زاد الوضع الفلسطيني سوءً، فالاحتلال أصبح أعمق من أي وقت مضى.

وقال عوض لـ معا إن الشعب الفلسطيني ينتظر تغير الأوضاع القائمة وسيلجئ إلى سياسة "الانتظار"، مضيفاً أن أسلوب التفاوض والتوجه إلى المؤسسات الدولية لن يحقق للفلسطينيين حريتهم بوقت قصير.
|239821|
الانتفاضة الثانية لم تقدم الفلسطينيين نحو أهدافهم
وحول انتفاضة الأقصى، أردف عوض قائلا: "إن الانتفاضة تجربة تضاف لمجموعة تجارب الشعب الفلسطيني، والانتفاضة الثانية لم تقدم الشعب الفلسطيني نحو أهدافه؛ لأنها انتهت بجدار فاصل يجثم على الأراضي الفلسطينية ويمزق وحدتها، وحواجز عسكرية، وانقسام فلسطيني، وخسارة لآلاف الشهداء، وأخيرا إجبار الفلسطينيين على تغير تعاملهم مع إسرائيل".

ويعتقد عوض أن البيئية الحالية خصبة وجاهزة جداً لانتفاضة شعبية جديدة؛ لان الاحتلال يواصل انتهاكه لحقوق الفلسطينيين ولا يريد أن يصل إلى تسوية، وإنما يريد أن يغير اسم الاحتلال إلى دولة "مؤقتة".

وكانت الزيارة الاستفزازية التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "اريئيل شارون" للمسجد الأقصى في السابع والعشرين من أيلول (قبل اندلاع الانتفاضة بيوم)، هي الشرارة التي أشعلت فتيل الانتفاضة الثانية، حيث اندلعت عقب الزيارة مواجهات داخل الحرم القدسي، ما أدى لاستشهاد 7 فلسطينيين، وجرح المئات، ما أدى لاندلاع مواجهات في كافة أنحاء فلسطين، بما فيها أراضي 48.

المطالبة بتصويب أوضاع مؤسسات السلطة
وأما عن صورة الأوضاع الميدانية والسياسية الفلسطينية اليوم، فطالبت النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح، نجاة أبو بكر لـ معا بضرورة مشاركة السلطة الفلسطينية في بناء الهوية الوطنية، من خلال إعادة تصويب أوضاع مؤسسات السلطة، وإعادة تركيب الموازنة الفلسطينية، ومحاربة الفاسدين.

وتابعت أبو بكر قولها: ينبغي أن نخرج من عهد البرامج الفصائلية إلى عهد البرنامج الوطني الشمولي, الأقدر والأقوى على مواجهة الاحتلال وتحقيق المطالب الوطنية.

ودعت أبو بكر القيادة الفلسطينية الى ما أسمته بـ "تقنين" كل جرائم الاحتلال والتقدم بشكوى إلى المحاكم الدولية لمحاسبة إسرائيل.