السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

البطريرك ثيوفيلوس الثالث عقد جلسة اعتيادية للمجمع المقدس لمعاقبة ثلاثة اكليريكيين عرب

نشر بتاريخ: 11/05/2007 ( آخر تحديث: 11/05/2007 الساعة: 15:30 )
القدس- معا- عقد غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث, بطريرك القدس للروم الأرثوذكس, امس الخميس, جلسةً اعتيادية للمجمع المقدس حضرها اعضاء المجمع المقدس.

وطرح البطريرك ثيوفيلوس في مستهل الجلسة مسألة معاقبة ثلاثة اكليريكيين عرب هم: المطران عطاالله حنا, رئيس اساقفة سبسطيه للروم الأرثوذكس، قدس الارشمندريت ملاتيوس بصل, الرئيس الروحي لطائفة الروم الأرثوذكس في رام الله, وقدس الارشمندريت خريستوفوروس عطاالله, الوكيل البطريركي في اربد وشمال الاردن.

وقد اقترح البطريرك بان يتم توقيف هؤلاء عن خدمة الكنسية عقاباً لهم على مشاركتهم وحضورهم الاجتماع الارثوذكسي الموسع, الذي عقد في عمان والذي شارك فيه اكثر من مائة شخصية ارثوذكسية من الاردن وفلسطين واسرائيل.

وعندما طُرح هذا الموضوع للتصويت فشل البطريرك في تمرير اقتراحه اذ ان الغالبية الساحقة من اعضاء المجمع المقدس رفضت هذا الاقتراح جملةً وتفصيلاً, وذلك بحسب البيان الذي وصل "معا" نسخة منه اليوم الجمعة.

وأكد البيان ان الاجتماع انفض بعد نقاش عاصف احتدمَ بين البطريرك وعدد من اعضاء المجمع المقدس الذين انتقدوا بشدة اقتراحه هذا, الذي اعتبروه غير منطقي وغير مقبول, وانتهى الاجتماع دون ان تؤخذ اية قرارات.

وبدوره, صرح المطران عطا الله حنا بما يلي " يؤسفنا جداً ان يقوم غبطة البطريرك بهذا العمل اذ كان الاجدر به ان يناقش ما صدر عن اجتماع عمان من قرارات ويسعى لتلبيتها نزولاً عند رغبة الطائفة", مضيفاً "وكنا نتمنى ايضاً ان يعالج البطريرك هذه القضايا معالجة روحية ورعوية وان يحتضن ابناءه الاكليريكيين والمؤمنين كافةً ويلبي مطالبهم العادلة التي تَنّصَب في مصلحة الكنيسة والبطريركية والشعب", وقد برهن وابرز غبطته في جلسة المجمع الاخيرة سوء نيته وحقده الدفين وعنصريته وكراهيته للاكليروس العرب, بحسب ما جاء في البيان.

واعتقد البطريرك ان "معاقبة عدد من الاكليريكيين قالوا كلمة حق فيما يحدث من مهاترات وصراعات داخل البطريركية بانه انجاز يحققه، واعتقد بان انزال العقوبة بحق هؤلاء الاكليريكيين هو انجاز حقيقي, مضيفاً ونحن نقول لغبطته:" بان الانجاز الحقيقي هو ان تطبق القانون البطريركي وتعمل على خدمة ورفعة الرعية الارثوذكسية, التي انت مؤتمن عليها, فالانجاز الصالح الذي من المفترض ان تحققه يا غبطة البطريرك هو ان تلبي احتياجات الطائفة الروحية والرعوية, وليس ان تعاقب اكليريكيين مؤمنين وملتزمين بخدمة الرعية والشعب".

وأكد بأن اي تلويح باية عقوبات لن تثنينا عن واجبنا الروحي والكنسي والوطني, متبنياً لكل ما صدر عن مؤتمر عمان من قرارات والتي يبدو ان البطريرك لم يأخذها بعين الاعتبار في مجمعه المقدس, مضيفاً فهي تدل بشكل واضح على مواقفه "العدائية" للطائفة الارثوذكسية وضربه بعرض الحائط لكافة مطالبها, ومناشداتها واحتياجاتها, وهذه المطالب هي مطالب كافة ابناء الطائفة وهي مطالب لطالما نادى بها أباؤنا واجدادنا منذ عقود, ولكنها تحطمت على صخرة "غرور وعنجهية وعنصرية" القيادة الكنسية الغير مؤتمنة على مصالح الرعية والشعب, كما جاء في البيان.

وأضاف البيان ان جلسة المجمع المقدس الاخيرة اظهرت سوء نية البطريرك وعدم رغبته في اجراء اصلاحات او تغيرات على حالة البطريركية "المترهلة", مشيراً وهذا يجعلنا نؤكد مطالبتنا للحكومتين الاردنية والفلسطينية بسحب الاعتراف من البطريرك ثيوفيلوس هذه الثقة التي لا يستحقها وليس جديراً بها.

وطالب "المجمع المقدس بتحمل مسؤولياته التاريخية والروحية والرعوية امام الله وكنيسته المقدسة، وان يتخذ الاجراءات الضرورية والرادعة لوقف هذا النزيف وهذا الاستهتار وهذه الاعمال الغير مسؤولة التي تصدر عن البطريرك ثيوفيلوس".

وتوجه الى البطريرك المسكوني برثلماوس, والى سائر البطاركة, ورؤساء الكنائس الارثوذكسية في العالم, للنظر " الى الازمة البطريركية في القدس, وان يعملوا على معالجتها فالقدس مدينة ايماننا وازمة كنيستها يجب ان يكون هنالك اهتمام ارثوذكسي عالمي لمعالجتها, لان هذا الخلل وهذا الضعف وهذا الوضع الذي تعاني منه البطريركية, يهدد الحضور المسيحي في الارض المقدسة وهذا يعني مزيداً من التراجع والضعف".