لجنة اعمار الخليل تطلق تشغيل المهندسين حديثي التخرج
نشر بتاريخ: 29/09/2013 ( آخر تحديث: 29/09/2013 الساعة: 19:55 )
الخليل - معا - اطلقت لجنة اعمار الخليل وبالشراكة مع بلدية الخليل وجامعة بوليتيكنيك فلسطين وصندوق الشغيل الفلسطيني التابع لوزارة العمل، برنامج تشغيل المهندسين حديثي التخرج،من خلال مشروع تحديث الخطة الشاملة للحفاظ على البلدة القديمة في مدينة الخليل، وذلك تزامنا مع نمو المدينة واتساعها وتطور اساليب ووسائل الحياة فيها وظهور عناصر التكنولوجيا الحديثة، وما واكب ذلك من تغير كبير في مفاهيم تخطيط المدينة الحديثة، لذا فقد ارتأت تلك المؤسسات وضع تصور جديد يسمح بالحفاظ على خصوصية البلدة القديمة كموقع من مواقع التراث الثقافي، ويعيد الحياة الى كافة مبانيها وازقتها وحاراتها واسواقها، ويحافظ على شخصيتها وتكوينها التقليدي، ولايسمح بذوبانها او ابتلاعها في المدينة الحديثة.
ويأتي هذا العمل نتاج تعاون مشترك بين لجنة اعمار الخليل وبلدية الخليل ورابطة الجامعيين في الخليل وبتمويل من الحكومة الاسبانية، وفي جزئية تعتبر الأهم في هذا المشروع تتعاون الجهات المذكورة مع صندوق التشغيل التابع لوزارة العمل ونقابة المهندسين في اجراء عملية المسح الميداني لكافة منازل ومباني البلدة القديمة في الخليل، حيث من المفترض ان يعمل نحو ثلاثين مهندس ومهندسة حديثي التخرج ضمن برنامج التشغيل الذي ترعاه نقابة المهندسين وصندوق التشغيل التابع لوزارة العمل.
وقد اطلقت لجنة اعمار الخليل احتفالا بهذه المناسبة بحضور وزير العمل الدكتور احمد المجدلاني والدكتور علي القواسمي رئيس لجنة الاعمار والاستاذ احمد سعيد التميمي رئيس رابطة الجامعيين ورئيس مجلس امناء جامعة بولتكنيك فلسطين والمنهدس احمد العديلي نقيب المهندسين والدكتور خالد فهد القواسمى عضو الهيئة الادارية في لجنة اعمار الخليل والسيد مروان سلطان نائب محافظ الخليل والاستاذ سليمان ابو اسنينة امين سر لجنة اعمار الخليل والمهندس ابراهيم عمرو عضو الهيئة الادارية للجنة والسيدة نسرين عمرو مديرة التربية والتعليم بالخليل والسيد زياد كرابليه مدير صندوق التشغيل ونقيب المهندسين في الخليل الدكتور اسحق سدر ومدير التعاليم العالي في الخليل السيد علاء الجعبري ومندوب عن البنك الاسلامي وعدد من شخصيات وفاعليات المدينة.
وقد افتتح المؤتمر الدكتور القواسمى مرحبا بكافة الحضور ومشيرا الى ان البلدة القديمة بتميزها المعماري الذي يختلف عن الكثير من المدن لاحتوائها بشكل أساسي على عمارة شعبية والقليل فقط من العمارة الرسمية وهي عمارة منسجمة إلى حد بعيد تعكس الانسجام الاجتماعي والطبقي، لذا فان البلدة القديمة تطلب من المؤسسات جهودا جماعية لحمايتها من الاندثار وللحفاظ على رونقها التاريخي العريق ، وهذا بالفعل ما تسعى اليه لجنة اعمار الخليل بالتعاون مع المؤسسات المحلية التي تعتبر البلدة القديمة صلب اهتمامها وعلى رأس اولويتها ، فلتلك المؤسسات كل الاحترام والتقدير
وفي كلمة التميمي شكر فيها القائمين على المشروع على المستوى العالمي والمستوى المحلي، واشار في كلمته الى التعاون القائم بين جامعة بولتكنيك فلسطين وطلبتها في اعداد الدراسات التميهيدية لخظة الحفاظ على البلدة القديمة، والتأكيد على استمرارية هذا التعاون لتحقيق افضل النتائج التي تخدم البلدة القديمة وممتلاكتها ومواقعها الدينية والتاريخية والسياحية، كما وتحدث عن بداية العمل في البلدة القديمة في عام 1987 بعد ان اغلق الاختلال الاسرائيلي جامعة البولتكنيك اثناء احداث الانتفاضة وتم تكوين فريق من اكثر من 25 مهندس وفني، ومن ثم تابعت لجنة اعمار الخليل هذه المسيرة بتوظيف المهندسين ذوات الخبرة والكفاءة.
واضاف عديلي، الذي تحدث عن ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي المعماري من فهو مسؤولية جماعية تقع على كافة المؤسسات والنقابات بما فيهم نقابة المهندسين التي تضع البلدة القديمة على رأس اولويات عملها وهي مستعدة دائما لتقديم المزيد ، وتابع حديثه عن الفوائد التي سيكتسبها المهندسين من خبرات عملية في عمليات الترميم والمساهمة في الجهد الوطني لمحاربة الاستيطان
اما معالي الدكتور احمد المجدلاني فقد شكر المؤسسات القائمة على هذا المشروع وكافة المؤسسات المحلية التي تدعم البلدة القديمة وانه بالفعل فخور بمدينة الخليل التي تضم العديد من المؤسسات التي تدعم الاتجاه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والصحي وهذه يدل على التماسك الاجتماعي بين اهالي المدينة، واضاف ان هذا المشروع يساعد على تخفيض نسبة البطالة في المجتمع المحلي، حيث يستهدف هذا المشروع الخريجين الجدد من كلا الجنسين ومن مختلف التخصصات وتبرز اهميته في اطار المسؤولية الجماعية وتطوير الموارد البشرية ، ويأتي هذا المشروع استكمالا لمشروع مهندسون في الميدان، وقد انهى كلمته الوزير بالتاكيد على الشراكة الوطنية بين كافة المؤسسات.
وأشار عماد حمدان مدير عام لجنة اعمار الخليل، الى ان اللجنة قامت باعداد خطة شاملة للحفاظ على البلدة القديمة خلال الاعوام 1999-2001، حيث اشتملت المرحلة الاولى من الخطة على تأسيس قاعدة بيانات شاملة لجميع المباني في منطقة البلدة القديمة لتكون اساسا مرجعيا لاعداد الدراسات التخطيطية وتحديد الاحتياجات اللازمة لتطوير البلدة القديمة من جميع نواحي الحياة، و شملت هذه البيانات النواحي المعمارية والتاريخية اضافة الى تسجيل النواحي الاجتماعية والاقتصادية في البلدة القديمة.
وأضاف حمدان، في عام 2013 تطلبت الحاجة الى تحديث قاعدة البيانات وكافة البيانات المعمارية والاجتماعية والاقتصادية من خلال إجراء مسح ميداني شامل لكافة المباني والمرافق في البلدة القديمة، بحيث تعتبر قاعدة البيانات هذه مرجعا أساسيا للدراسات التخطيطية اللازمة لتطوير البلدة القديمة وتحديد الاحتياجات اللازمة لإعادة الحياة اليها، حيث سيتم تحليل هذه البيانات والخروج بتقارير شاملة تقف على الوضع القائم للبلدة القديمة من النواحي المعمارية والاجتماعية والاقتصادية، كما تشكل قاعدة البيانات قاعدة معلوماتية عن البلدة القديمة يستفيد منها الباحثين وطلاب الجامعات والمؤسسات المختلفة.
وقد تخلل الحفل تقديم عرض مصور من المهندسة نهى دنديس بينت من خلاله الية العمل التي جرت اثناء تنفيذ المشروع والدراسات التي شملتها الخطة، والذي كان بالتعاون مع الحكومة الاسبانية، مستعينة بالصور والخرائط.