لأول مرة: مناظرة انتخابات لرئاسة البلدية في رهط وتغيب معظم المرشحين
نشر بتاريخ: 29/09/2013 ( آخر تحديث: 29/09/2013 الساعة: 22:15 )
رهط – تقرير معا- في غياب لمعظم المرشحين لرئاسة البلدية في مدينة رهط، قدمت رابطة أكاديميي رهط، بالتعاون مع مركز "إعلام"، أمس السبت، في سابقة هي الأولى من نوعها في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، مناظرة حول الانتخابات المحلية في رهط بعنوان "تنتخب مين؟"، والتي شارك فيها مرشحون لرئاسة بلدية رهط للعام 2013.
وجرت المناظرة وسط أجواء من الترقّب، حيث توافد الحضور من داخل المدينة وخارجها ومن مختلف الأعمار والمسميات الوظيفية من كلا الجنسين.
وافتتحت المناظرة بكلمة لرابطة أكاديميي رهط، ألقاها رئيس الرابطة أنس أبو دعابس، عن نشأة الرابطة كمبادرة شبابية، عارضا آخر مشاريعها، مؤكدا ان هذه المناظرة وسيلة حضارية لطرح قضية هامة مثل الانتخابات بنوع من الشفافية وكونها فرصة لالتقاء الناخب بالمرشح في جو مناسب، وإخراج صورة الانتخاب من أضيق المناظير القبلية والعائلية والحمائلية وإرقائها إلى أعلى المستويات - مستوى الفكر والرأي والكفاءة. كما وأكد انه تم التوجه إلى كافة المرشحين بشكل شخصي بدون استثناء، مبيّنا أنّ رابطة أكاديميي رهط غير منتمية لأي حزب سياسي ولا إلى أي مرشح، وليس الهدف إطلاقا من المناظرة الدعاية لصالح أي حزب أو قائمة، وهي على جاهزية للتعامل مع الرئيس القادم للبلدية.
ميثاق شرف انتخابي
الدكتورة صفاء أبو ربيعة، المتخصصة في علم الإنسان، والعضوة في هيئة التدريس في مركز "ماندل" للقيادة في النقب، تحت عنوان "دور الشباب في القيادة السياسية المحلية: إلى أين"، أدرجت الكثير من النقاط الهامة حول الوعي السياسي لشريحة الشباب والدور الضاغط والريادي الملقى على كاهله لتحقيق تطلعاته والأخذ بزمام الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والذي سيكون - على حد تعبيرها- ملازما للنهوض بدور المرأة كشريك في هذا التطور الهام.
أدار المناظرة الإعلامي وائل عوّاد الذي دعا في البداية كافة المرشحين أو النائبين عنهم للتوقيع على "ميثاق الشرف الانتخابي 2013". ويتضمّن الميثاق خطوط عريضة حول الأخلاقيات العامة في محاربة الفساد والعنف والتزام النزاهة والخدمة العامة.
وحتى اللحظة وقعت على الميثاق كل من القوائم التالية: الهدى والسلام برئاسة فايز أبو صهيبان، الأخوة والمساواة برئاسة طلال القريناوي، الإصلاح والتغيير برئاسة د. عامر الهزيّل، صوت الحق برئاسة ربحي أبو لطيف، الوحدة والسلام برئاسة نايف أبو عابد، الوسط برئاسة أحمد النصاصرة، الرسالة برئاسة سليمان عبد الخالق الطوري – حيث لا يزال المجال مفتوحا لبقية القوائم للتوقيع والالتزام ببنود الميثاق.
بين المرأة و"برافر"
تقدّم إلى منصة المناظرة كل من رئيس البلدية الحالي رئيس قائمة الهدى والسلام الشيخ فايز أبو صهيبان، ونائبه والقائم بأعماله الدكتور عامر الهزيّل الذي يرأس قائمة الإصلاح والتغيير الديمقراطية، وأجاب كل منهما على نفس الأسئلة الموجهة إليهما بالتناوب في وقت محدد حسب قواعد المناظرة الذي كان قد أشير إليها في البداية.
وقد تنوعت الأسئلة بين التعريفية حول الكفاءة والإنجاز والسيرة الذاتية للمرشحين والتي تؤهلهم لهذا المنصب الحيوي، حول المشاريع الفعلية النوعية على لائحة العمل المرتقبة على مدار دورة انتخابية جديدة، عن تفعيل الشباب ودور المرأة وزيادة فرص العمل وتحسين الجودة النوعية للشريحة الأكاديمية وتفعيلها، حول الاقتصاد المحلي وخطط الازدهار به، كذلك طرقت الأسئلة باب السياسة المحلية مع الدولة وما ستنتهجه البلدية في حال فوز المرشح فيما يخص قضايا ساخنة مثل مخطط "برافر" وسياسة الهدم والموقف الفعلي منها وطرق المواجهة والصمود، حول دعم السلك التربوي التعليمي والمشاريع بعيدا عن الشعارات السياسية من منطلق ثابت أنّ العلم رافعة المجتمع والسبيل المعوّل عليه الأكثر وضوحا في المرحلة الحالية وأسئلة أخرى في مضامين أكثر تفصيلية.
ومن الجدير الإشارة الى الجو الأخوي والودّي الذي توسطته المناظرة، والتي عكست جوا من الحفاوة بهذه المبادرة الشبابية النوعية من قبل الجمهور، رغم تفاوت ردات الفعل منذ الإعلان عن المناظرة بين متخوّف وحريص ومتفائل ومؤيد. ويبدو أنه كان من أهداف المناظرة كما أعرب أحد المنظمين لها "ان يستسيغ المجتمع الرأي الآخر ويسمعه ويحاوره وليس بالضرورة أن يصادمه أو ينجر إليه".
وعن السؤال المتكرر للجمهور حول تغيّب عدد من المرشحين عن منصة المناظرة قال أبو دعابس لمراسل "معا" في النقب: "كنا قد توجهنا بشكل شخصي إلى جميع المرشحين دون استثناء، والبعض منهم قد هاتفنا واعتذر لأسباب شخصية، والأصح ان يوجّه الجمهور السؤال للمرشحين أنفسهم أملا أن يجد إجابات مقنعة".