لاستباق انهيار السلطة - خطة سلام اردنية جديدة والغاء فك الارتباط الاردني مع الضفة على طريق الكونفدرالية
نشر بتاريخ: 11/05/2007 ( آخر تحديث: 11/05/2007 الساعة: 19:45 )
بيت لحم- تقرير معا- قالت مصادر صحفية اسرائيلية ان رئيس الوزراء الاردني السابق ورئيس وفد المفاوضات الاردنية الاسرائيلية عبد السلام المجالي قد عرض على رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وعددا من رؤساء الاحزاب الاسرائيلية خلال زيارته اسرائيل الاسبوع الماضي خطة اردنية جديدة لاحلال السلام مع الفلسطينيين .
واضافت المصادر ان الخطة الجديدة تقوم اساسا على تحمل الاردن مسؤولية مركزية في السلطة الفلسطينية عموما والضفة الغربية خصوصا مما يعني الغاء قرار فك الارتباط مع الضفه الذي صدر عام 1988 اضافة الى استعداد الاردن الى اقامة اتحاد " غير فدرالي او كنفدرالي " مع السلطة الفلسطينية والاعلان عن شكل جديد للدولة الاتحادية حتى قبل قيام دولة فلسطينية مستقله .
واشارت المصادر الى ان مخاوف الاردن من انهيار سريع للسلطة الفلسطينية هي من تقف وراء فكرة الخطة الجديدة اضافة الى اعتقاد الاردن بانه من السهل على اي حكومة اسرائيلية و اجراء مفاوضات سلمية مع وفد فلسطيني يكون من بين مكوناته ممثلين رئيسيين للاردن.
ويسود اعتقاد لدى الاردن - حسب المصادر الصحفية - بان علاقات العائلة المالكة الجيدة مع حركة الاخوان المسلمين ستسهل مهمتها في اقناع حماس بتبني الخطة الاردنية الجديدة والتعامل معها.
واكدت المصادر الصحفية الاسرائيلية ان الخطة الجديدة عرضت على الرئيس الفلسطيني محمود عباس دون ان تفصح عن موقف الاخير منها مشيرة في ذات الوقت الى عقبة اساسية تقف امام المشروع الاردني متمثلة بالمعارضة السعودية المصرية للخطة .
وادعت المصادر ان المعارضة المصرية نابعه اساسا من مخاوف الحكومة المصرية من اي نجاح اردني في مناطق الضفة الغربية يكون مقدمة لدور اردني اكثر فاعلية في قطاع غزة الامر الذي عارضته مصر تاريخيا فيما ارجعت المصادر الاسرائيلية المعارضة السعودية الى موقف تاريخي يعارض اي قوة عسكرية او سياسية قد تكتسبها العائلة الهاشمية .
وفيما يتعلق بالموقف الاسرائيلي من الخطة الاردنية ذكرت المصادر الاسرائيلية ان ايهود اولمرت اوفد ممثل حزب كاديما في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست "عيتونائيل شينلر " لمقابلة عبد السلام المجالي والاستماع منه لتفاصيل الخطة فيما التقى الموفد الاردني فيما بعد بعدد من الساسة الاسرائيليين مثل رئيس حركة ميرتس يوسي بيلن ورئيس حزب اسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان وطرح امامهم الخطوط العريضة للخطة الاردنية مؤكدا لهم بان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لم يقرر حتى الان تبني او عدم تبني الخطة المقترحه دون ان تتطرق المصادر الى الموقف الاسرائيلي منها .
وادعت المصادر الاسرائيلية ان خطة المجالي تلقى قبولا متزايدا داخل البلاط الملكي الاردني واجهزة الامن الاردنية التي تخشى ان يجد الاردن نفسه نهاية الصيف الحالي امام جبهتين متفجرتين هما العراق التي يعتقد الاردنيون بقرب الانسحاب الامريكي منه والسلطة الفلسطينية القريبة من الانهيار التام الامر الذي سيجعل من الفوضى والارهاب سيد الموقف في قطاع غزة وصولا الى الضفة الغربية .
ونقلت المصادر الصحفية عن من اسمتهم بمصادر عسكرية ان الاردن بدأ منذ فترة بالاستعداد عسكريا وامنيا لمثل هذه التطورات التي تقف وراء تشديد الملك الاردني في كل مناسبة على محدودية فرص السلام مع الفلسطينيين ونفاذ الوقت المتبقي لتحقيقه داعيا الى سرعة التحرك قبل فوات الاوان ..
وقال الدكتور عبد السلام المجالي وفقا للمصادر الاسرائيلية ان الاردن سيشرع في حوار مع الفلسطينيين لتحقيق هدفين اساسيين على طريق تطبيق الخطة الجديدة هما :
1- التوصل معهم الى تفاهم حول طبيعة العلاقات التي ستسود بين الاردن والضفة الغربية وطبيعة العلاقة الامنية والسياسية بين الجانبين .
2- التوصل الى تفاههم اردني فلسطيني حول المطالب الفلسطينية التي ستعرض على اسرائيل خلال المفاوضات التي ستتناول الحل النهائي .
واضاف المجالي لمحدثيه الاسرائيليين " لقد ساد حتى وقت قريب الاعتقاد بان الاتحاد الكونفدرالي بين الاردن وفلسطين سيقوم فقط بعد اقامة دولة فلسطينية مستقلة لكن الخطة الجديدة اسقطت فكرة الاتحاد الكنفدرالي وبات الاردن يبحث عن شكل جديد للدولة المشتركة لم تتضح بعد خطوطه الاساسية .
وقالت مصادر امنية اسرائيلية حاورت عبد السلام المجالي انه : بات متأخرا جدا انقاذ سلطة الرئيس الفلسطيني ابو مازن او منع انهيار السلطة معربين عن اعتقادهم بان انهيار السلطة وحكم ابو مازن سيكون اسرع مما تعتقده الاوساط الاسرائيلية والفلسطينية .
ووجهت الاوساط الامنية سؤالا استنكاريا للمجالي جاء فيه " حتى ينتهي الاردن من بلورة خطته الجديدة مع من سيقوم بتنفيذها ؟ وذلك في اشارة الى اختفاء السلطة الفلسطينية وانهيارها .