الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة إسرائيلية لذكرى المحرقة تعلن عن طبيب مصري كأول عربي ينقذ اليهود

نشر بتاريخ: 30/09/2013 ( آخر تحديث: 30/09/2013 الساعة: 16:27 )
القدس- خاص معا - لأول مرة، أعلنت مؤسسة "ياد فاشيم" الإسرائيلية التي أقيمت كمركز أبحاث في أحداث الهولوكوست (المحرقة النازية) عن الطبيب المصري د. محمد حلمي كـ"نصير اليهود" الألمان ابان المحرقة النازية، ليكون العربي الأول الذي نجح في حماية عائلة يهودية في تلك الفترة.

وجاء في بيان للمؤسسة الإسرائيلية وصل معا نسخة عنه أنّ المرحوم حلمي الذي ولد في الخرطوم، عاصمة السودان، لأبوين مصريين عام 1901، وصل عام 1922 لدراسة الطب في العاصمة الألمانية برلين، حيث سكن هناك وعمل في التدريب على الطب في مستشفى "روبيرت-كوخ" إلا أن تقدمه المهني توقف بسبب عدم كونه من الأصل الآري. وانتقد حلمي النظام النازي، حتى تمت اقالته من المستشفى عام 1937 ومنعه الغستابو من الزواج من خطيبته الألمانية. وقد تم اعتقال حلمي عام 1939 مع مصريين آخرين، إلا أنه تم الافراج عنه بعد عام لأسباب صحيّة.

وبالرغم من مطاردة النظام النازي للطبيب المصري، إلا أنه استمر في انتقاده وحتى أنه شكل خطرا على حياته لانقاذ أصدقائه من اليهود. وقد منح ملجأ في بيته لليهودية آنه غوطمان-بوروس، التي هربت من الألمان، في بيته في برلين. وحين تم اعتقاله والتحقيق معه، اهتم بنقلها إلى أماكن آمنة وذلك حتى العاشر من مارس/آذار 1942 – انتهاء الحرب.

وكتبت آنه غوطمان في يومياتها: "الدكتور حلمي كان طبيب العائلة، وبالرغم من أن النازيين علموا بوجود منزله في برلين، إلا أنه نجح بالتملص منهم، ونقلني إلى منازل أصدقائه وعرفني على أنني ابنة أخيه. وبعد انتهاء الخطر عدت إلى منزله. كان ذلك العمل تطوعا منه وسأكون شاكرة له وللعالم على ذلك".

وكان حلمي اهتم بحماية والدة آنه وزوجها الثاني، جولي وجورج ويهر، وكذلك جدتها سيسيلي رودنيك. وقدم لهم العلاج الطبي والأدوية لأكثر من عام كامل.

وكانت أكثر الفترات توترا في حياة حلمي، حين تم القبض على الزوجين ويهر في العام 1944 وكشفوا النقاب عن قيام حلمي بمنح ملجأ في بيته لآنه، واعترفا أنه قدم لهما المساعدة، فنقل حلمي آنه إلى بيت فريده شطرومان – التي تلقت هي الأخرى شهادة "منقذة اليهود" - وتملص من النازيين الألمان.

وبقي حلمي في برلين بعد زواجه من خطيبته الألمانية حتى وفاته عام 1982. وبالرغم من أن آنه وأبناء عائلتها هاجروا إلى الولايات المتحدة بعد الحرب، إلا أنهم لم ينسوا من أنقذهم من براثن النازية. وقد تم معرفة أمر حلمي وشطرومان على أساس رسائل بعثتها العائلة إلى برلين ووصلت إلى مؤسسة "ياد فاشيم" مؤخرا.

وقالت مساعدة الناطقة بلسان مؤسسة "ياد فاشيم"، يفعات بخراخ-رون، في حديث لمراسل "معا"، إنّ "الطبيب المرحوم محمد حلمي هو العربي الوحيد الذي تشير إليه المؤسسة كمنقذ لليهود، حيث سبق الاعتراف بعدد من المسلمين الذين ساهموا في انقاذ اليهود من براثن النازيين في الماضي".