جماعي رفح هل من منقذ ؟
نشر بتاريخ: 30/09/2013 ( آخر تحديث: 30/09/2013 الساعة: 21:44 )
بقلم : رضوان مرار
نبدا كلامنا بمقولة عمر بن الخطاب الذي وجه رسالة شديدة اللهجة الى وزارته وحكومته الرشيدة , وكل اجهزته الامنية والمدنية , عندما شكا البعض من سوء بعض الطرق في الارض الاسلامية والعربية انذك,.حيث قال كلمته المشهورة "لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها " وسيقول البعض فوراً هذا الكلام في زمن الخلفاء الراشدين ! نعم نحن في زمن فيه الخير وفيه الرحمة ورباط الاخوة ,ولن تنقطع الروابط المتينة بين مجتمعنا الفلسطيني الى الابد بعون الله مادام فينا عرق ينبض بالحياة .
الذي دفعني الى استذكار مقولة ابن الخطاب التي عمرها اكثر من الف واربعة مئة عام ونيف والرجوع الى الوراء قرون عديدة ,هو موضوع نادي جماعي رفع ,بعد ما اعلن افلاسه وعدم قدرته على المضي في الاشتراك في بطولة الدوري الكروي نتيجة الظروف المادية ,ولاستحالة توفر السيولة النقدية باعتبارها عصب الحياة والدم الذي يجري في العروق ,وكان رد الاتحاد السلبي وحسب القوانين الحديدية المرعية , تخسيره معظم اللقاءات الماضية والللاحقة ,وتهبيطه الى الدرجة الثانية وما الى ذلك من قرارات املتها الظروف المثقلة بالهموم والالام, نتيجة ما يمربه الاشقاء في القطاع الحبيب من حصار داخلي وعدوان خارجي من كل حدب وصوب .
واذا كان جماعي رفع رفع الراية البيضاء عاليا, واعلن عن عدم قدرته على المنافسة ومقارعة الظروف الاقتصادية السيئة ,عوضا عن المنافسة الرياضية فهو بذلك يرمي ويسدد الكرة في مرمى المسؤولين ليس خارجه , اذن قضية جماعي رفع لا نريد ان تكون قصة عابرة غيتها الظروف, ونطويها كما يطوى السجل للكتب ونقول كفى الله المؤمنين البكاء , بل لابد لها من وقفة مع الذات فيها الكثير من التدقيق والتمحيص, والتحليل المستوفي كافة الشروط المنطقية والموضوعية ,لايمكن ان نسقط ناديا او فريقا كان جزء مهم من الحراك الرياضي في الماضي والحاضر, بهذه السهولة والسلاسة الغير معهودة .
لا اريد هنا اخاطب كافة المسؤولين سواءا السياسيين في الضفة وغزة فحسب ,بل اريد توجيه رسالة حرة الى كافة الزعماء العرب لينقذوا قطاع غزة من الضائقة الاقتصادية ومن مرارة الظروف الحياتية الصعبة ,وما نادي جماعي رفح الا شريحة واحدة , من الرموز التي عجزت عن السير قدما نحو طريق النجاح والازدهار بسبب الظروف المقيته .
وهذه مسؤولية العرب والمسلمين في كل مكان, ومسؤولية الميسورين الوطنيين في الداخل والخارج ,فالتعثر الحاصل في غزة سواء كان رياضيا او اجتماعيا لابد من منقذ ومرشد لعدم حصول اسقاطات او انهيارات اخرى في العديد من المؤسسات التي ترعى الشباب الرياضي الفلسطيني وكذلك المؤسسات الاجتماعية التي ترعى الايتام والفقراء والمحتاجين, وهم كثر في ظل الهجمة الشرسة على ابناء شعبنا الفلسطيني .
القضية بالطبع لا تتوقف على ابناء رفح في ظل الحصار المزدوج من هنا وهناك وهي قضية جماعية ,,ويتوقع الكثيرون ان تحصل فجوات اخرى في المجال الرياضي والشبابي , اذا لم نصنع الفعل المضاد او الوقائي لحالة التقهقر الرياضي والاجتماعي الحاصل منذ اشتداد ازمة المعابر والمنافذ الحدودية مع المحافظات الجنوبية, على جانب ارضنا الفلسطينية المحتلة .
تعثر رفح الرياضي, هو ناقوس خطر يدق باستمرار لاخذ الحيطة والحذر من وقوع اندية فلسطينية اخرى لاسمح الهر , في شرك فقدان السيولة المادية وفقدان المنقذين والغيورين على رياضتنا التي نعتبرها الوجه الحضاري لفلسطين ولشبابنا الرياضي ,فعثرة جماعي رفح الرياضي لها اسباقيات محزنة قبل التفكير في السير نحو التوقف والجمود الاني والقهري ,امنياتنا كرياضيين واعلاميين ان تصلح الاحوال ما افسده الدهر المضني لاشقائنا في غزة .