الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

هدم منزل قديم بالنقب- هل بدأ تنفيذ مخطط "برافر" ؟

نشر بتاريخ: 02/10/2013 ( آخر تحديث: 02/10/2013 الساعة: 13:57 )
بئر السبع - تقرير خاص معا - قامت جرافات وزارة الداخلية الإسرائيلية، معززة بقوات كبيرة جدا من الشرطة على هدم بيت المواطن فؤاد إسماعيل الجرجاوي، لتبقيه وزوجته وأولاده الثمانية يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

وقال شهود عيان في حديث لمراسل معا في النقب إنّ أكثر من 100 شرطي وجرارات صغيرة وخيل وطائرة مروحية قدمت صباح اليوم إلى القرية، ثم قامت بمحاصرتها وأقدمت الجرافات على هدم البيت المبني من "البلوك" والمسقوف بـ"الاسكوريت"، ومساحته نحو 140 متر مربع، وثم غادرت المكان.

ووصف رئيس اللجنة المحلية لقرية وادي النعم، لباد أبو عفاش، ما رآه بالقول: "كأنهم حضروا لمحاربة أهل القرية، حيث قاموا بالانسحاب واحد تلو الآخر بعد اتمام عملية الحصار والهدم".
|242210|

وفي حديث لمراسل معا في النقب أضاف أبو عفاش: "بالرغم من أن السلطات الإسرائيلية تقول إنها لا تهدم البيوت القديمة، إلا أنها هدمت بيت عمره أكثر من 16 عاما، ووصاحب المنزل لديه ثمانية أولاد سيعودون من المدرسة ليجدون أن بيتهم هدمته جرافات إسرائيل".

وأردف رئيس اللجنة المحلية قائلا: "هناك استياء كبير في القرية، خاصة بعد هدم منزل قديم فما بالك في البيوت الحديثة. نحن لم نرفض التفاوض مع السلطات الإسرائيلية حول مستقبل القرية، ولكنهم يعاملوننا بالقوة محاولة منهم على فرض الأمر الواقع".

قرية وادي النعم: 10 آلاف نسمة دون خدمات
يشار إلى أنه يعيش حوالي 10 آلاف نسمة في قرية وادي النعم، الواقعة على شارع رقم 40 جنوب غرب بلدة شقيب السلام في النقب، وثلاث مدارس، تفتقر هذه القرية إلى كافة الخدمات الأساسية التي يجب أن تقدمها كل دولة في العالم لسكانها ومواطنيها.
|242209|

ويناضل الأهالي في هذه الأيام ضد المؤسسات الحكومية الاسرائيلية التي تجمعت كلها من أجل إغلاق المدارس الثلاث في القرية، وذلك لإرغام الأهالي على الانتقال للسكن في بلدة شقيب السلام.

أما بالنسبة للمياه، فيتم إيصالها إلى القرية "بالقطّارة"، كما يقول الأهالي، حيث يتم تغريم صاحب كل بيت من كوب الماء الأول، ليدفع السكان بدل اللتر المكعب الواحد بين 15 إلى 20 شيقل. ويضطر غالبيتهم إلى شراء الصهاريج لكي يوصلوا المياه إلى بيوتهم.
|242211|

أما بالنسبة للكهرباء، فبالرغم من وجود محطة الطاقة المركزية لشركة "كهرباء إسرائيل" داخل القرية، حيث تم وضعها بين بيوت السكان، إلا أنهم لا يملكون حتى أن يحلموا بشبكة كهرباء قطرية، حيث يضطر السكان إلى امتلاك المولدات الكهربائية أو ايصال بيوتهم بالطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشميسة، في محاولة منهم للبقاء على أرضهم بالرغم من المضايقات السلطوية المستمرة ضدهم. وكل ذلك، بدون الإشارة إلى الخطر على صحتهم من المحيط الكهرومغناطيسي، الذي أثبتت الأبحاث أنه يشكل خطرا على حياة السكان، ويمكن أن يصابوا بأمراض مستعصية.
|242212|
|242213|

تنفيذ لمخطط برافر"
هذا، وأعتبر النائب طلب أبو عرار "إقدام سلطات الهدم الإسرائيلية على هدم بيت بني قبل أكثر من 16 عاما في وسط تجمع عائلة الجرجاوي في قرية وادي النعم، بأنه تطور لا يمكن السكوت عنه، على اعتبار أنّ حجج الهدم للسلطات - المرفوض أصلا - هي البناء الجديد وغير المرخص، إلا أنها امتنعت في الماضي عن هدم البيوت القديمة".

وأضاف أبو عرار أن هذا الإجراء هو "تنفيذ لمخطط برافر، وبداية واضحة لتطبيقه، رغم انه لم يقر في الكنيست بشكل رسمي، على اعتبار أن المخطط ينص على تهجير وادي النعم، ويعتبر أن جميع المنازل في القرى غير المعترف بها غير قانونية، وتنص مسودة القانون على هدمها جميعا".

وأشار إلى أن "عمليات الهدم وإبقاء السكان في العراء أمر غير قانوني، فلو أخرج يهودي من بيت لم يدفع اجرته لقامت السلطات الإسرائيلية بتنظيم مأوى له على حسابها، ولكن العربي يهدم بيته ويترك في العراء".

وبين النائب أبو عرار أن "هذا الهدم وخاصة لبيت قديم العهد يدل على الشروع في تهجير قرية وادي النعم، وذلك يكذب ما تدعيه السلطات أنها تفحص إمكانية الاعتراف بقرية وادي النعم، إلا أن أفعال الحكومة وأذرعها تظهر حقيقة ما تضمر الحكومة".

يشار إلى أن "وزير الأمن" الإسرائيلي، بوغي يعلون، أشار خلال زيارته الثلاثاء إلى "مضي الحكومة إلى تنفيذ مخطط برافر"، مدعيا أنّ "وجود معارضين من الجانبين للمخطط (يعني من العرب واليهود)، يؤكد أن المخطط جيد".

المخطط سيحضر للكنيست يوم عيد الأضحى
وعلم مراسل معا في النقب أن المخطط سيتم تداوله في الكنيست الإسرائيلي كمشروع قانون، يوم الـ16 من الشهر الجاري، أي في عيد الأضحى المبارك.

واستهجن الناشطون في النقب طرح المخطط كقانون يوم العيد، حيث قال الناشط القانوني، المحامي شحدة بن بري، بسخرية: "حكومة إسرائيل تقدم لنا هدية العيد!".