في خان يونس .. تربية النحل والدواجن سلاح المراة الريفية لمكافحة الفقر وتحسين الدخل
نشر بتاريخ: 12/05/2007 ( آخر تحديث: 12/05/2007 الساعة: 18:10 )
خان يونس-معا- في زحمة الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على الفلسطينيين ، وفي دهاليز الفلتان الامنى والفوضى المنظمة يجد الفلسطينيون أنفسهم يعيشون أوضاعا اقتصادية ومعيشية غاية في التعقيد والصعوبة ، نظرا للحالة الاقتصادية المتردية وارتفاع نسبة البطالة والفقر إلى مستويات عالية ، مما دفع المواطنين للبحث عن فرص تمكنهم من تحسين دخلهم ليمكنوا من التغلب على متطلبات الحياة اليومية الكثير .
فلجأ العديد منهم للعمل في حرف لم يعرفوا شياً عنها ، ومارسوا أنواعا كثيرة من التجارة التي بالكاد تؤمن قوت أبنائهم ، ومنهم من لجا إلى مشاريع الإقراض من مشاريع الدول المانحة، وكان هنا للمرأة الفلسطينية دور كبير في الوقوف إلى جانب زوجها وأبنائها من اجل تامين حياة كريمة لهم ومساعدة زوجها في ظل تفشي الفقر في مصروفات البيت وتوفير متطلبات المدرسة والجامعة .
ميلاد مشروع :
" قيزان النجار'' منطقة ريفية صغيرة تقع جنوب مدينة خان يونس ، تشتهر بأراضيها الزراعية الخضراء وبمحاصيلها الوافرة شهدت ميلاد أول مشاريع تحسين الدخل للأسرة المواطنة" نعمة النجار " التي تعمل على تربية أبنائها العشرة بعد أن فقدت المعيل لهن ، كما أنها فقدت بيتها خلال انتفاضة الأقصى منذ خمسة أعوام مضت.
وتقول النجار التي تبلغ الخمسين من عمرها ،أن سعت بكل الطرق من اجل الحصول على مصدر إضافي للاستعانة على تربية الأولاد ، لان زراعتها وفلاحتها للأرض لم تعد ذات أهمية بسبب الوضع الاقتصادي الصعب للمواطنين وفي ظل إغلاق المعابر وحالة الحصار المفروضة على الفلسطينيين .
15 فرخة وديك :
وتضيف المواطنة النجار" لجأت إلى جمعية الإغاثة الزراعية من أجل الحصول على مشروع لتحسين دخل الأسرة ، وبعد وقت حصلت على مشروع متواضع " لتربية الدواجن " وهو عبارة عن 15 فرخه وديك ومتطلباتهم وذلك لتحسين دخلي وتوفير متطلبات العائلة ، بعد أن أصبحت الحياة مؤلمة وصعبة .
وتضيف " النجار " أن تربية الدواجن تمثل مساهمة هامة في معيشة الأسر الريفية الأكثر عرضة للمصاعب في المناطق النامية. فالدجاج والبط والإوزّ والدجاج الحبشي تشكل كلها مصدراً لدخل تلك الأسر، وتساعد على الوفاء بالتزاماتها الأسرية والاجتماعية.
و تقول بعد أن انهي عملي في المزرعة أتفرغ بشكل كامل لتربية الدواجن وأقوم برعايتهن بانتظام، حتى يتم وضع البيض من الفراخ ومن ثم إعادة تفقسيها حتى يكون هناك عدد كبير من الدجاج ومن ثم تم بيع البيض الناتج عنها .
تربية النحل :
المزارعة " نعيمة النحال " 41 عاما صاحبة أسرة مكونة من 9 أفراد وفقدت زوجها وهى المعيل الوحيد استفادت من مشروع تربية النحل ضمن مشروع تدريبي ل 40 سيدة ريفية على كيفية تربية النحل والمحافظة على البيئة مع تقديم خليتان نحل وملابس واقية لكل متدربة بهدف تحسين دخلها وتوفير قوت أطفالها اليومي من خلال بيع العسل وبيع خلايا نحل بعد تكاثره " تقسيم الخلايا "
وتقول النحال لقد أصبحت خليتا النحل تمثلان حياة كاملة لي فمن خلالهن اعمل على إعالة أسرتي وتوفير متطلبات الحياة ، وعلى الرغم من أن المشروع متواضع وبسيط إلى أنني اطمح إلى أن يتسع هذا المشروع ويكون لي 10 خلايا نحل وأكثر مع مرور الوقت وتضيف بعزيمة المرأة الصابرة والثابتة أنها تطمح إلى تطوير مشروعها بكل الطرق من اجل خدمة أبنائها وتوفير حياة مطمئنة لهم .
وتقول النحال ، أنها سعت إلى المشروع لأنها تريد أن تحدث تغييراً نوعياً في حياتها وتريد أن يشعر أبناؤها أن لهم دخلا ثابتا بدل من أن ينتظروا مساعدة الجمعيات والهيئات الخيرية ، موضحة أن غالبية الشعب الفلسطيني ألان بحاجة إلى مساعدة نتيجة انقطاع الرواتب والوضع الاقتصادي الصعب .
زيادة دخل الأسرة :
وأوضح عاشور اللحام رئيس جمعية المزارعين الفلسطينيين الذى جمعيته نفذت مشروع " الدواجن " بقيمة 86 ألف دولار بدعم مساعدات الشعب "النرويجى" استفاد منه 61 مزارعة و 36 مزارعا من محافظات رفح وخان يونس والمنطقة الوسطي و أنه اشتمل على تدريب 20 سيدة على تربية الدواجن بالأساليب والطرق الحديثة والسليمة في الاعتناء بتربية الدواجن و أساليب التغذية والإيواء والرعاية الصحية التي تنعكس إيجابا على ارتفاع معدل الإنتاجية وزيادة كفاءتها بهدف زيادة دخل الأسرة الريفية عن طريق تسويق المنتج إضافة إلى تحسين الوضع الغذائي للأسرة باستهلاك المنتجات المحلية .
موضحا انه تم إعطاء كل متدربة قفصا و15 دجاجة بياضة و100 كيلو من الأعلاف للمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية.
وفيما يتعلق بالمناحل، أوضح اللحام أن البرنامج استهدف النسوة الريفيات ذوات الدخل المحدود أو اللاتي يعتمدن في معيشتهن على برامج الضمان الاجتماعي واشترط البرنامج أن تكون المرأة المستفيدة من العاملات في مجال الزراعة ولديها الرغبة في تربية نحل العسل ويتم تنفيذ البرنامج بهدف تنويع مصادر وزيادة دخل الأسرة الريفية من نشاط زراعي يتلاءم مع إمكانيات وطبيعة المرأة الريفية .
واوضح أن تنفيذ المشروع أدى لزيادة دور ومساهمة المرأة الريفية في مجال تربية وإكثار نحل العسل و تنشيط الإرشاد الجماعي النسائي فيما بينهن للسعي في تحسين دخل الأسرة من خلال مساهمة المرأة الريفية في إنتاج وإكثار الخلايا وتسويق مخرجاتها من العسل والشمع و تحسين المستوي الغذائي لدى الأسرة الريفية.