فيديو.. يوجد أشياء أخرى في غزة
نشر بتاريخ: 03/10/2013 ( آخر تحديث: 03/10/2013 الساعة: 12:19 )
غزة- معا - لم يعد قطاع غزة مركزا لتوزيع التطرف الذي انحصر كثيرا، وما صاحبه من كنيات مختلفة. ولا حفلا لإثراء القنوات الفضائية بشموع تحصد ارواحا دون رقيب ولا عتيد، ولا جزءا من قانون الحرمان الجماعي لمعبر رفح الذي ما زال مغلقا. يقابله المعبر الاخر سماء سوداء اسرائيلية.
زد على ذلك ان المنطقة الأكثر اكتظاظا في سكانها بالعالم "قطاع غزة" بلغت قبل أيام رقما قياسيا جديدا ليس في ضمور الكهرباء أكثر ولا في انحسار صنوف الحياة التي تهوي بأهله الى مكان سحيق، بل في تعداد السكان الذي وصل إلى مليون و800 ألف نسمة ونيف في إحصائية رسمية على ارض بدا زحف البشر فيها يغلب هيجان العمران على غير ما يقال.
هنا قطاع غزة ليس الموت اقصى ما قد يصيب الانسان، ولكن الدافع الوحيد لنشر الامل الطيب، فطيب الامل لا يموت وفق ماريا وفراس.
على ذكرهم هم قاصر وطفلة، طموحان متحمسان متشجعان مقدامان يافعان متأملان حالمان لواقع حياة بلون مبيض مزهر وهذا ما لا يوجد كثيرا في قطاع غزة.
|242418|
روح الحياة
يخرج فراس وماريا صباحا الى مركز ادوارد سعيد الوحيد لتعليم فنون الموسيقى في قطاع غزة. نهم الموسيقى وروحها يتبعهما في كل خطوة تسير بهما في مستقبل ذي معالم انيرت بقناديل الاصرار والطموح ومباركة الاهل.
ماريا الاشقر "11 ربيعا" استهلت مشوار طفولتها منذ تحريك لسانها بتعلم فنون الموسيقى بمختلف انواعها. وقالت "اتمنى أن أصبح معلمة موسيقى أو مهندسة لحبي لهذين المجالين حتى احقق طموح الكثيرين مما يقفون خلفي والذين يريدون ان يصلوا لحلمهم مثلي".
تضيف بهيه الطلعة "لقد بادرنا في الذهاب لمركز ادوارد سعيد ونحن في ذكرى وفاته العاشرة على تعلم الموسيقى منذ 4 سنوات تقريبا بالنسبة لي، ومع تعاظم الايام امامنا اصبحنا نتعلم كثيرا وأصبحت السعاده رفيقتنا في استقبال اشياء جميلة".
تكمل ماريا حديثها" الاهل لهم دور كبير في الوصول الى هذا الامل والواقع الجميل وخاصة ابي وامي، ولولاهم لما وصلت الى لما انا فيه، فهم اخلص من سأعيش لأجلهم".
واضافت "انا اغني اغاني وطنية لاني اؤمن بوطني الذي سوف اغني لاجله في كل محفل ولقاء وزيارة، اضافة لعدة مواهب متواضعة مثل العزف على عدة آلات موسيقية منها(الجيتار والبيانو وآلة اشتيلو، العود)".
|242417|
امل بالالوان
وتشارك ماريا وعازفها الملحن فراس في العديد من الحفلات التي اقامها المعهد بغزة، منها حفلة اقيمت بمناسبة يوم المرأة العالمي وحفلة في يوم الطفل العالمي، وحفلة اقيمت في فندق "الموفمبيك" واخرى في فندق "جراند بلس" وفي مركز المسحال الثقافي والعديد من الحفلات.
الطفل "فراس شرفي" يحمل اعوامه الـ10 ويسير بها الى مستقبل يانع بالخيرات الموسيقية، وقال فراس: " منذ 5 اعوام وانا احلم ان اصبح عازفا على آلة القانون وهذا الحلم اصبح حقيقة والفضل لجدي العزيز الكبير الفاضل الموسيقار "ابو انس النجار"، الذي لا يدخر جهدا في تعليم العديد من امثالي في مركز ادوارد سعيد للموسيقى جنوب مدينة غزة بمنطقة تل الهوى التي تعد مسرحا للمركز وتضيف لحياة الكثيرين لوان موسيقيا الى واقع المر المرير لسكان وأطفال قطاع غزة كثيري الشقاء والحزن والتألم".
واضاف "حلمي ان اكون موسيقارا مثل جدي ابو انس وارتقي في تعلمي ل"زياد رحباني" ، وأملي بالله كبير في الوصول الى حلمي فالجميع يساندني وانا احاول ان اخدم وطني وقضيتي وعقلي وحسي في استئصال ايقاع موسيقيي يلبي رهفات السامعين والله اسال ان يكون ذا اعجاب من الكل وانا اعمل على تطوير نفسي كل يوم تشرق فيه الشمس علي وصديقتي اله القانون".
|242416|
فرعا وحيد
فمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى هو مؤسسة وطنية فلسطينية تتخذ من مدينة القدس الشريف مقراً لها وتسعى لتنشئة جيل فلسطيني موسيقي جديد قادر على إحداث تغير نوعي في الواقع الثقافي الفلسطيني بشكل عام. تأسس المعهد عام 1993 في مدينة رام الله تحت مظلة جامعة بيرزيت وينظم طوال العام البرامج الموسيقية التي تستهدف الطلبة والجمهور بشكل عام مثل تنظيم الأمسيات الموسيقية، المسابقات وإنتاج الإسطوانات والكتب، إضافة إلى تطوير الآوركسترات الأربع التابعة للمعهد.
وهناك عدة فروع لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في فلسطين، موزعين بين رام الله، القدس، بيت لحم ونابلس، غزة أريحا.