الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خربة المكحول- محكمة اسرائيلية ترفض المس بها والجيش يكرر هدمها

نشر بتاريخ: 04/10/2013 ( آخر تحديث: 04/10/2013 الساعة: 09:27 )
جنين - تقرير معا - اعربت المحكمة الاسرائيلية عن استيائها من ممارسات جيش الاحتلال بحق خربة المكحول والذي خرق قرار المحكمة الاحترازي بعدم المساس بالسكان والخربة.

وقال معتز بشارت مسؤول ملف الاغوار في محافظة طوباس لمراسل معا في جنين ان المحامي رفع قضية على جيش الاحتلال في المحكمة الاسرائيلية الذي قام وللمرة الرابعة على التوالي بهدم الخيم ومصادرة بعض منها ومنع المواطنين من البناء وان هذا يعتبر خرقا لقرار المحكمة الاسرائيلية الاحترازي.

واضاف ان المحامي ابلغه ان المحكمة حملت المسؤولية لجيش الاحتلال عما يقوم به من ممارسات وعدوان ومن المتوقع ان ترسل المحكمة لجنة من اجل الاطلاع على انتهاكات الاحتلال بحق سكان خربة المكحول المنكوبة والتي هدمها الاحتلال في السادس عشر من الشهر الجاري وتبع ذلك ثلاث عمليات هدم اخرى ومصادرة وتهديدات بحق السكان.
|242507|
واشار ان هذا الأمر لصالح المواطنين في خربة مكحول رغم عدم ايماننا بعدالة المحكمة الاسرائيلية لكننا نقوم بكل الامكانيات من اجل نصرة سكان الخربة وصمودهم على الارض.

وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد هدمت عددا من الخيم التي تم توزيعها على السكان من قبل المؤسسات الحكومية والاهلية والجمعيات الدولية حيث اقتحمت قوة اسرائيلية الساعه الثانية والنصف من فجر الخميس وقامت بربط الخيم بالدوريات من خلال حبل وجر الخيم وهدمها ومصادرة عدد منها وحرق ما تبقى بوضع "بالات القش" عليها وهذه المرة الرابعه التي تقدم عليها قوات الاحتلال الاسرائيلي بهدم الخربة على رؤوس سكانها رغم ان المحكمة الاسرائيلية اصدرت قرارا احترازيا بعدم المس بالسكان وممتلكاتهم حتى الثامن من الشهر الجاري حيث يقوم السكان بتقديم اوراق تثبت ملكيتهم لارض خربة المكحول التي نشئت قبل الاحتلال الاسرائيلي عام 1967.

طاقم معا زار خربة المكحول للمرة الرابعة وشاهد ان الدمار ما زال الا من بعض الرجال المرابطين والذين يعيدون بناء خيمهم رغم المضايقات الاسرائيلية المستمرة.
|242508|
فالمواطن برهان بشارات احد السكان بكل همة ومن دون كلل او ملل يعيد بناء خيمته التي هدمها الاحتلال للمرة الرابعة على التوالي بمساعدة جيرانه بينما نسائهم اللواتي شُرّدن الى اماكن اخرى قدمن اليوم لتقديم يد المساعدة لازواجهن.

يقول برهان لمراسل معا "مهما هدموا ومهما عملوا ساعيد الكرة ببناء منزلي فهذه ارضي وماذا يريدون مني فانا ان اعيش حياة كريمة او اموت شريفا على ارضي وادفن هنا".

بينما الشاب خلف وبكل همة يحمل الاخشاب والحديد ولوحات صفيح "الزينكو" من اجل اعادة بناء منزل برهان مؤكدا ان الهدم مهما تكرر فسيقام المنزل هنا ولن نرحل فالاحتلال يريدون منا الرحيل وهذا بعيد عن مبتغاهم.
|242509|
لكن في ذات الوقت يتساءل السكان اين الدعم العربي والدولي والمحلي فهم غير موجود بالشكل المطلوب كما اعربوا عن سخطهم من بعض المؤسسات المحلية كبعض الوزارات ومن المؤسسات العربية والدولية كالامم المتحدة.

يقول عارف ضراغمه رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية لقد بعثنا رسائل عدة بما يجري في خربة مكحول كما يجري في باقي المضارب البدوية التي تتعرض بشكل يومي اما للهدم او المضايقة او تسليم بلاغات من اجل الترحيل وغير ذلك فالاحتلال يريد ترحيل السكان من هنا وهذا لن يحدث لان المواطن صامد على ارضه ولكنه يحتاج الى دعم وصمود.

ويضيف ان منطقة المضارب هي جزء مهم من الوطن بل وهي بوابة فلسطين الشرقية فلماذا لا يتم مناصفتها بالمشاريع التي توزع في المناطق المختلفة من الضفة الغربية فمنطقة المضارب تحتاج الى ضخ من المشاريع من اجل صمود سكانها امام المشاريع الاسرائيلية فلا يوجد مشاريع على ارض الواقع كالمدارس والمباني وغير ذلك من المشاريع التنموية.
|242511|
وتابع يقول هذه قضية وطنية يجب الوقوف عليها فهناك 300 عائلة ما زالت تستخدم قناديل الغاز لتضيء على نفسها ليلا.

وعَتِبَ على بعض الوزارات الفلسطينية التي حسب تعبيره لم تقم بواجبها تجاه الخربة، منها وزارة شؤون الدولة، ووزارة الزراعة.

كما تساءل عارف ضراغمه رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية عن اللجان التي يعتبر عملها المدافعة عن الاغوار، قائلا انها لم يكن لها أي وجود منذ نكبة سكان خربة المكحول في الاغوار الشمالية مشيرا ان اجانب قدموا من جنوب افريقيا وفرنسا وامريكا من اجل الوقوف الى جانب سكان الاغوار وخاصة سكان خربة المكحول بينما بعض الجهات الفلسطينية يبعدون عن المكحول بضع كيلومترات ولا وجود لهم ومنهم من لم يقم بالشكل المطلوب.
|242512|
ووجه سؤالا الى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي زار خربة المكحول في التاسع عشر من الشهر الماضي هل ستكون خربة المكحول ضمن المفاوضات التي تسير مع الجانب الاسرائيلي؟

واضاف ان ما يحصل في المكحول كما يحصل في القرى والمناطق في المضارب ومنها قرى دمرت منذ عام 67 انذارات وتهديدات وهدم وطرد ومطاردة فجيش الاحتلال لا يهمه المعاهدات والاتفاقيات فهم لم يلتزم اصلا بقرار المحكمة الاسرائيلية الاحترازي مفاده عدم مس السكان وممتلكاتهم في خربة المكحول.

بدوره قال معتز بشارات مسؤول ملف الاغوار في محافظة طوباس لمراسل معا نحن كمؤسسات الدولة الفلسطينية ومحافظة طوباس نسقنا مع المؤسسات الدولية ومؤسسات الحكومة لتوفير ما يلزم سكان خربة المكحول لتعزيز صمودهم حيث تم تقديم الخيم وكل الامكانيات لكن العائق هو وقوف الاحتلال في وجهنا حيث يصادر الخيم وغيرها قبل وصولها الى ارض خربة المكحول ويقف امام كل بعثة دولية كما حدث قبل ايام وتم الاعتداء على دبلوماسية فرنسية من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

واضاف ان محافظ طوباس طلب من الجميع تقديم ما هو لازم لسكان خربة المكحول وعدم النظر الى عمليات الهدم المتكررة فنحن اليوم نعيد بناء الخيم للمرة الخامسة على التوالي وقبلها تم مصادر العشرات من الخيم عدا عن احتجاز شاحنات تحمل المعونة لسكان الخربة.
|242514|
وطالب بشارات من كافة المؤسسات الحكومية والوزارات والمؤسسات الاهلية الفلسطينية والقطاع الخاص الفلسطيني تقديم اللازم وتحمل المسؤولية الوطنية اتجاه سكان خربة المكحول اللذين يتعرضون لشتى انواع القهر والاذلال من قبل المحتل الاسرائيلي.