اسرائيل ستسلم 80 شهيدا.. رفض فلسطيني لتسلم جثامين "الأرقام" دون تعريف
نشر بتاريخ: 05/10/2013 ( آخر تحديث: 06/10/2013 الساعة: 13:20 )
رام الله - معا - أعلن منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، سالم خلة، اليوم السبت، عن رفض الصيغة الإسرائيلية لتسليم جثامين الشهداء المحتجزة أسماءهم في مقابر الأرقام، لأن المطلوب أن يتم تسليم الجثامين معرفة بأسماء الشهداء وتاريخ استشهادهم.
جاء ذلك خلال حفل ذكرى استرداد الجثامين المحتجزة في مقابر الأرقام والكشف عن مصير المفقودين، التي أقامتها الحملة الوطنية لاسترداد جثامين والشهداء في قصر رام الله الثقافي "بعنوان لنا أسماء .. لنا وطن".
وأضاف خلة: رفضنا الصيغة الإسرائيلية لتسليم جثامين الشهداء المحتجزة في ما يعرف بمقابر الأرقام، لأننا نريدهم بأسمائهم ليتسنى لذويهم دفنهم بالطريقة اللائقة بهم وزيارتهم بشكل مستمر، وليس نقلهم لمقبرة أرقام جديدة.
وأكد خلة أن الفلسطينيين لن يكرروا ما حدث العام الماضي، فهنالك 9 من جثامين الشهداء التي سلمت لنا، دفنت في مقبرة رام الله، دون أن يتم التعرف على هوياتهم حتى الآن.|242935|
وبين خلة أن مطالب تحرير جثامين الشهداء يجب أن تكون وفق التوثيق الفلسطيني، وليس الإسرائيلي، وأن يتم طرح الملف في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، منوهاً إلى أن "القضاء الإسرائيلي ليس نزيها ولا نثق به".
وقال خلة إنه سيتم إنشاء بنك الحمض النووي (DNA) بالتعاون مع مركز القدس للمساعدات القانونية وفريق تشريح أنثروبيوليجي أرجنتيني ذو خبرة عالمية في مجال جثامين الأسرى، وسيتم استقبالهم قريباً في فلسطين، لإجراء فحوصات لكل عائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم للاحتفاظ بها.
وأشار إلى أن جثامين الشهداء الذين سيتم الإفراج عنها ستخضع للفحص للتأكد منها ومعرفة عائلاتها ليتسنى تسليمها بشكل صحيح، وألا يتم الوقوع بأي خطأ.
قراقع: اتصالات للافراج عن 80 جثمانا
من جهته، أكد وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أن هناك اتصالات بين المستوى السياسي مع السلطات الإسرائيلية، وأنه يتم العمل على الإفراج عن 80 من جثامين شهداء مقابر الأرقام.
وشدد قراقع على أن العمل الرسمي الفلسطيني سيتواصل حتى يتم إقفال هذا الملف بشكل كامل من خلال الإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب في مقابر الأرقام، ودفنهم في مقابر معروفة.|242923|
وأكد قراقع أن سلطات الاحتلال تحتجز الشهداء في أوضاع مهينة دينياً وأخلاقياً، حيث تخضع مقابر الأرقام لرقابة عسكرية وتعتبر من المناطق الممنوعة وتقع في شمال إسرائيل والأغوار.
وطالب قراقع بتحرك دولي للكشف عن "مقابر الأرقام" السرية التي يوجد فيها الشهداء لكونها تفتقر إلى الحد الأدنى من المقومات اللائقة دينياً وإنسانياً.
واعتبر قراقع أن مقابر الأرقام الإسرائيلية غير قانونية، مؤكداً أنه لن يتم اغلاق ملف جثامين الشهداء المحتجزة حتى يتم الإفراج عنهم جميعاً والكشف عن مصير المفقودين، وتسليمهم لذويهم ليتسنى لهم دفنهم بما يليق بكرامتهم كشهداء.
وأبن قراقع الشهيد أنيس دولة من مدينة قلقيلية، المدفون في مقابر الأرقام منذ استشهاده عام 1980، ولا تزال إسرائيل ترفض تسليم جثمانه لذويه حتى الآن.
ابو الحج: كتاب يوثق كل شهيد
بدوره، قال مدير مركز القدس للمساعدات القانونية عصام أبو الحج إن الحملة لن تتوقف حتى يتم تسليم كافة جثامين الشهداء المحتجزين، لأن كرامة الجثمان من كرامة الإنسان.
وأضاف أبو الحج: أردنا أن نستبدل كل رقم باسم، لأن لكل شهيد اسم وعائلة ويوم ميلاد ويوم استشهاد، ومن حقه أن يكرم ويسجل كباقي الشهداء والموتى.
وأضاف أن الكتاب تتويج لحملة استمرت 5 سنوات ولم يكلفنا سوى طباعته لأن كافة المواد هي إنجاز وتقديم من 25 صحفيا وكاتبا ومصورا، قدموا لنا المواد دعما ومساهمة في إنجاز الكتاب.
وأشار أبو الحج إلى أن الكتاب يوفر أسماء الشهداء المحتجزة جثامينهم ومفقودين لا يعرف عنهم شيئا، حيث تم تحرير 93 جثمانا العام الماضي بما يعادل 26% تقريبا من العدد الكلي، فيما لا يزال هناك 280 جثمانا محتجزا، و70 مفقودا.
وقال أبو الحج: سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغتنا قبل أيام أنهم سيسلموننا عددا من جثامين شهداء غير معروفين لا بأسماء ولا بتواريخ، الأمر الذي رفضناه، فلن نتسلم أي جثمان غير معروف اسمه، ونحن لن نخرج الشهداء من مقابر الأرقام الإسرائيلية إلى مقابر أرقام فلسطينية.
وشدد على أن الموقف القانوني الأساسي من مقابر الأرقام هو ضرورة التزام دولة الاحتلال بالاحتفاظ بجثامين الشهداء بظروف إنسانية تليق بكرامتهم وتسليمهم معروفين بأسمائهم لدولتهم وذويهم، وما تقوم به إسرائيل مناف للقوانين الدولية.
حنا: اسرائيل تواضل انتهاك القانون الدولي
من ناحيته، شدد مطران سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران الدكتور عطا الله حنا على أن الفلسطينيين لن يهدأ لهم بال إلا بعد الإفراج عن جميع شهداء مقبرة الأرقام.
وقال المطران عطا الله إن إسرائيل لم تزل تواصل انتهاك كل القوانين والمواثيق الدولية، فتحتجز بشكل مخالف لكل هذه القوانين جثامين شهداء فلسطينيين لتعاقبهم وذويهم، عوضاً عن تسليمهم لينالوا حظهم من التكريم.
وأضاف المطران عطا الله: نحن شعب يحتفي بشهدائه، يحتفي بكوكبة المناضلين الذين ضحوا بذواتهم من أجل قضية شعبهم وحريتهم واستقلالهم.
وألقت والدة الشهيد عمار الشخشير من نابلس المدفون في مقابر الأرقام، قصيدة كتبتها بنفسها بعنوان الوطن تحاكي شوقها لابنها وزيارة قبره.
وكانت أطلقت الحملة الوطنية النسخة الثانية من كتاب "لنا أسماء ولنا وطن"، على هامش إحياء اليوم الوطني لذكرى الشهداء المحتجزة جثامينهم والمفقودين.
ويحمل الكتاب في نسخته الثانية توثيقا للشهداء المحتجزة جثامينهم والمفقودين في مقابر الأرقام، وعرضا قانونيا خاصا بهذه القضية، إضافة إلى شرح لتطورات الحملة وإنجازاتها والمهام التي ستضطلع بها وصولا إلى إغلاق هذا الملف المأساوي.