الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اتفاق مكة في مهب الريح.. فتح تتهم حماس باغتيال أحد قادة جناحها العسكري في غزة.. وحماس تنفي وتحذر من التصعيد

نشر بتاريخ: 13/05/2007 ( آخر تحديث: 13/05/2007 الساعة: 14:42 )
غزة- معا- قُتل قيادي بارز في حركة فتح إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليه شمال غزة, كما لقي ناشط آخر من الحركة مصرعه وأصيب مواطن بجراح في ذات الحادث.

وأفاد مراسل "معا" أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على القيادي في كتائب شهداء الاقصى بهاء ابو جراد ( 32 عاما) في منطقة ابراح الندى ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ما ادى الى اصابته بجراح خطيرة فارق الحياة متأثراً بها بعد ساعة من وصوله الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

كما أسفر الحادث عن مقتل الناشط الفتحاوي توفيق البودي ( 37 عاما) جراء اصابة مباشرة في العنق، واصابة المواطن عطا مطر فريج ( 49 عاما) برصاصة في الظهر, حيث تصادف وجودهما في موقع الحادث.

وحملت حركة فتح على الفور حركة حماس المسؤولية الكاملة عن عملية الاغتيال التي وصفتها بانها تستهدف الوحدة الوطنية واتفاق مكة.

وحمل عبد الحكيم عوض ممثل حركة فتح في المكتب المشترك، عناصر من حركة حماس مسؤولية اغتيال القيادي البارز أبو جراد.

وقال عوض في اتصال هاتفي بـ "معا": "ننظر لعملية الاغتيال على انها تجاوز خطير لاتفاق مكة, لان أبو جراد قيادي بارز بفتح وتعرض لاكثر من محاولة اغتيال من قبل حماس حيث تعرض منزله للقصف بقذائف الـ (آر. بي. جي) وعمليات اطلاق نار متكررة ".

وأكد عوض أن حركة فتح ستضع كل الأطراف التي رعت اتفاق مكة وعلى رأسها السعودية والفصائل الفلسطينية بكافة تفاصيل عملية اغتيال أبو جراد.

ويعتبر حادث مقتل القيادي الفتحاوي من أخطر الحوادث التي تقع منذ اتفاق مكة الذي وقّع بين حركتي فتح وحماس في الثامن والعشرين من آذار الماضي برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله.

وبموجب ذلك الاتفاق تم وضع حد لاحداث دامية بين الحركتين اسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى اضافة الى عشرات عمليات الاختطاف المتبادل والحاق خسائر مادية جسيمة بالممتلكات العامة والخاصة.

فتح تتهم حماس وتتوعد بالقصاص:

من جانبها قالت حركة فتح إن عملية اغتيال القيادي أبو جراد تهدف الى تسميم الاجواء الوحدوية والوفاقية والتوجهات الجدية لمواجهة الفلتان الأمني الذي يهدد مستقبل السعب الفلسطيني.

ووصفت الحركة في بيان وصل "معا" نسخة عنه منفذي الجريمة بالفئة المارقة التي اعتادت الولوغ في الدم الفلسطيني, ولازالت تسعى من أجل تفجير الساحة الداخلية.

وحملت فتح حركة حماس المسؤولية عن تداعيات الجريمة التي وصفتها بالاخطر منذ اتفاق مكة "الذي حاولنا بكل مسؤولية وطنية حمايته وإنجاحه وتحملنا الكثير من الأذى في سبيل ذلك".

وتوعدت بالقصاص من القتلة قائلة "إن رؤوس القتلة والجناة لن تفلت من طائلة العدالة والقصاص".

وطالبت فتح الجميع بتحمل مسؤولياته في لجم "التيار الدموي" الذي يهدف لإعادة الأمور إلى مربع الفتنة الملعونة، والالتزام بما تم التوافق عليه في مكة المكرمة- حسب قول البيان.

كتائب الاقصى تدعو لملاحقة الجناة:

من جانبه اتهم أبو قصي الناطق باسم كتائب شهداء الأقصى حركة حماس بالوقوف وراء عملية اغتيال بهاء أبو جراد أحد قادتها في محافظة الشمال ومقتل مواطن آخر واصابة مواطن ثالث.

وعلل أبو قصي في حديث لوكالة "معا" هذا الاتهام قائلا "لقد قامت حركة حماس بافشال نشر قوات الأمن مما أدى إلى تمكن فئة مارقة لم يرق لها الوفاق الوطني من تنفيذ هذا الاغتيال".

ودعا أبو قصي الرئيس أبو مازن العمل على نشر كافة القوات الأمنية لحفظ الأمن وملاحقة منفذي عملية الاغتيال ومحاسبتهم.

حماس تنفي:

وفي رد فعلها على هذه التطورات استنكرت حركة حماس ما وصفته الموقف المتسرع الذي اتخذته حركة فتح بتوجيه اصابع الاتهام لعناصر في الحركة, مطالبة "بتوخي الدقة والحذر والتأني قبل القاء التهم جزافا والصاقها بالأبرياء".

وقال أيمن طه ممثل الحركة: "انه لا يوجد أي علاقة لحركة حماس لا من قريب ولا من بعيد بعملية الاغتيال".

واتهم طه جهات خارجة عن الصف الوطني بالسعي لتدمير الاتفاق بين حركتي فتح حماس خدمة لأجندة خارجية, "خاصة وأننا على اعتاب تنفيذ الخطة الامنية التي ستحفظ أمن وسلامة الشعب الفلسطيني".

ودعا طه, حركة فتح الى الاحتكام للقانون والعقل وعدم الانجرار لنار الفتنة- حسب قوله.

ورأت حركة حماس أن نشر اسماء بعض عناصرها في بيان صادر عن حركة فتح واتهامهم بعملية القتل دعوة صريحة لاستهدافهم, قائلاً: " إن حركة حماس لاتسمح بالمساس بأي من مجاهدي الحركة, ولن تقف مكتوفة الايدي امام أي اعتداء يوجه ضدها".

وأكد ايمن طه بأن حماس تبذل قصارى جهدها لعدم جر الساحة الفلسطينية الى أيام الفلتان الاخيرة, مشيرا الى ان هذا ينبع من حرص الحركة على الوفاق والاتفاق الذي التزمت به في اتفاق مكة.