نشر بتاريخ: 08/10/2013 ( آخر تحديث: 08/10/2013 الساعة: 08:50 )
ملخص الجزء السابق: تفوقت مدن الشمال على مركز الوزارة برام الله في نشاطات عشوائية دون تلمس إنتاج ثقافي فني نوعي يطال كل مكونات الثقافة!
مابين المطلب والعتاب والنقد... ما الذي تحقق؟
ورد أكثر من 54 نصاً ما بين خبر ومقال وتقرير على مدى أربع سنوات، تقع في دائرة النقد لوزارة الثقافة مقابل القليل من رسائل الشكر الخجولة والتي وجهها بعض المبدعين على كل بادرة وبريق أمل تسلطه الوزارة اتجاههم...
وهل هناك ثقافة بدون القدس؟
رغم وجود وزارة القدس، وملف للقدس في مكتب الرئاسة، ووجود عدد من المؤسسات الفنية والثقافية العريقة في القدس.. إلا أن هذا لم يكن كافياً لإحياء ودعم الثقافة في المدينة المهددة، فاعتماد الوزارة على موظفة واحدة فيها وكأنها تدق جدران الخزان في مدينة تحتاج إلى فريق يساهم في ايصال صوت المدينة للعالم بدلاً من توظيف جيش من البطالة المقنعة سنوياً في المكان غير المناسب، فهل حقيقي أن الوزارة لم تستطع تعيين موظفين آخرين في المدينة بين كم الاعتمادات المالية التي تحصل عليها سنوياً؟
والنتيجة أننا على الأرض لم نلحظ تعاوناً حقيقياً مع المؤسسات الثقافية المقدسية، والقليل القليل من لقاء النخب الثقافية فيها، ويبدو أن القدس غابت عن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية والعاصمة الأبدية ما عدا ندوات عنها هنا وهناك، وقد أكد ذلك ممثل الوزارة في أحد النشاطات حين اعترف بالأخطاء التي حصلت في احتفالية القدس وضرورة تفاديها وتسويق المدينة بالشكل الأمثل عربياً ودولياً.
وقد انتقد الفنانون المقدسيون أمثال رمزي مقدسي المقيم في اسبانيا "انتقاء" الوزارة لفنانين معروفين في السينما والمسرح وعدم مشاركة آخرين في نشاطاتها، كما لم يجد كتاب المدينة بابا للنشر فالروائية المقدسية ديما السمان تتسائل أين هي ميزانية النشر في فلسطين؟ وفي حين نجد القاص محمود شقير محظوظاً بتبني الوزارة لكتابه "قالت لنا القدس"، إلا أن هناك عدداً لا يستهان به من الكتاب والكاتبات المقدسيات غير المعروفين ولا المحظوظين؟
القضية تطال أيضاً حصة المدينة من التكريم، والتي لا بد أن يكون لها أولوية لاسيما في الدراسات والبحوث العلمية وتشجيع المسابقات الابداعية وجمع النصوص الشعرية والنثرية المتميزة حول القدس.
واللافت أن أخبار اهمال المدينة وصلت إلى مسامع "الغرباء" قبل المحليين، حيث ناشد القنصل السويدي العام وزارتي الثقافة والتخطيط لتحديد أولوياتهما من البرامج الثقافية، وطالبت دار نشر في السويد باهتمام الوزارة في المكتبات العامة وتنظيم حملة توعية بالقراءة في مدارس القدس لأنها برأيهم معزولة تماماً عن المدن الفلسطينية! ودعوات كثيرة من فنانين يشكون عدم عرض أعمالهم في فلسطين، وعدم دعم المؤسسات الفنية مثل حوش الفن في المدينة الصاخبة بالألم والتهجير والهدم والتهويد والتدمير لكل حجر عربي فيها.
... أما عرب الـ48 فغير موجودين في المشهد الثقافي الفلسطيني!
ثانياً الإعلام والحركة النقدية
أجمع الكتاب والكاتبات على غياب الحركة النقدية بسبب غياب دور اتحاد الكتاب الذي يعمل بدون ميزانية والأكاديميين في الجامعات وعدم اضطلاع الوزارة بدورها في هذا المجال فصار ارتباط النشر بمناسبات ومشاريع لا أكثر بدون رؤيا أو منهجية أو نوعية كما يؤكد الكاتب صادق الخضور. وباتت الثقافة في فلسطين بتمويل وسياسة أجنبية فقط؟
كما لا يوجد لدينا صحافة ثقافية فهي لا تعدو أكثر من صحافة وصفية، مليئة بالألقاب التي تمنح من قبل أشخاص بعيدين عن الثقافة، صحافة لا تساهم في صناعة الفنان الفلسطيني ولا بتعريف المجتمع بمثقفيه، وتكتفي بالتقاط نجوم فلسطين من الخارج.
ثالثاً المبدعون
ومثلما يشكو الكتاب قلة النشر والتكريم والترحيب، يشكو السينمائيون الذين "يدفعون بحياتهم للحصول على لقطات تساعدهم في بناء فيلم ثم يصبحون سفراء في المهرجانات العربية والدولية ولا يلقون اهتمام وزارة الثقافة" كما يقول الناقد السينمائي عز الدين شلح.
ثم أين المبدعين من نشاطات الوزارة فلا نراهم يشاركون في افتتاح مختلف الأنشطة والفعاليات، وهل سيبقى مدير كل مكتب من مكاتب وزارة الثقافة هو فقط الواجهة والوجه الفخري لكل نشاط؟ أين الفائزين بجوائز عن أعمالهم؟ هل تحتفي فلسطين بهم أو تقدم لهم شيئاً؟ أين الثقافة بين أعضاء الهيئة التدريسية بشكل ينعكس على تكوين شخصيات الطلبة والمعرفة لديهم؟
رابعاً النشر
لقد تطلع الكتاب ليكون عام القدس عاصمة الثقافة 2009 عام ينشر فيه "كل يوم كتاب" لاسيما مع وجود عدد كبير من دور نشر محلية برؤيا حزبية أو تمويل أجنبي إلا أن أزمة النشر تجلت في هذا العام كما يقول الكاتب جميل السلحوت. أما أدب الأطفال الذي كانت دار الفتى العربي التابعة لمنظمة التحرير تنتجه وتوزعه في أنحاء العالم العربي بل وتترجم أعماله كنموذجاً فريداً يحتذى به، فأين هو موروثها وأين انتاج أدب الأطفال في الوزارة؟
نحن بحاجة إلى دار نشر وطنية بشبكة توزيع تصل إلى كافة المحافظات بما فيها المؤسسات التعليمية والأهلية وبأسعار في متناول الجميع ومطبعة وطنية غير مكلفة تطبع فيها كل مؤسسات السلطة. نريد هيئة لجمع التراث وتدوينه فالمشروع الثقافي لا يمكن أن يكون بدون موروث شعبي.. وطبعاً رفع ميزانية الثقافة لمستوى يليق بتاريخ ونضال هذا البلد، بما لايدع مجالاً للتمويل الأجنبي أن يشكل ثقافتنا من خلال الكتب التي ينشرها حسب أجندته!
هذا ومازالت دعوات أخرى من قبل الكثيرين تنتظر أن يتم جمع تراث أدباء فلسطينيين رحلوا أمثال الشاعر يوسف الخطيب والشاعر طه محمد علي استجابة الوزارة، وأن تكون اصداراتها نموذجاً رائعاً يليق بفلسطين بعيداً عن سوء نوعية الطباعة والتنقيح وكثرة الأخطاء اللغوية والنحوية.
الدراما التلفزيونية والسينما والمسرح.
سؤال يركض بين أزقة المخيم، في المنفى والشتات الفلسطيني، خلف قضبان الأسر، وبين جراحات العائلات الفلسطينية، تحت القصف، وداخل الحصار... متى ستكون كل هذه الصور المؤلمة، والأخرى التي تحاول سرقة الفرح رغم الاحتلال، متى تكون تحت عدسة إنتاج عمل تلفزيوني يدخل باب كل بيت؟ متى يكون لإنتاج السينما ميزانية سنوية ترد على الدعاية الاسرائيلية؟ متى يكون لنا مسرح ودعم لرابطة المسرحيين الفلسطينيين، واشراك الفنانين بمهرجانات وحفلات وطنية ورسمية ودعم الفرق الفنية، متى نستمع لانتفاضة الفنان الفلسطيني على الفيسبوك و...... نريد وزارة ثقافة!
في الجزء القادم: الخطاب الإعلامي للوزيرة ما بين الاعتراف بالتقصير والزهد في رعاية الأنشطة الثقافية لاسيما في المناطق المهمشة.
تدرس سلسلة المقالات المكتوبة في أربعة أجزاء عمل وزارة الثقافة خلال الفترة مابين 2009-2013، بتحليل نحو 960 خبراً وقرارات مجلس الوزراء والاطلاع على الخطة الاستراتيجية والدليل الثقافي لعام 2012 والموقع الإلكتروني للوزارة والخطة الوطنية للثقافة الفلسطينية وتقرير التنمية الثقافية للعام 2010.
**ايميل:
[email protected]،
صفحة الفيسبوك:
https://www.facebook.com/wzaratna?ref=hlيوميات وزارة الثقافة ج 1:
http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=634816