مشاركون يحذرون من مخاطر تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات
نشر بتاريخ: 08/10/2013 ( آخر تحديث: 08/10/2013 الساعة: 15:03 )
غزة- معا - حذر اليوم مشاركون في ندوة بعنوان: " القدس والمخاطر المحدقة بهويتها" من مخاطر تصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
ونبه المشاركون في الندوة التي نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية في غزة من تزايد الاعتداءات الاسرائيلية في المدينة المقدسة مما يفاقم من معاناة المواطنين المقدسيين ويحول حياتهم الى جحيم لا يطاق.
ورأى المشاركون في الندوة التي تأتي في ذكرى تحرير القدس أنه بالرغم من أن هذه الإجراءات والانتهاكات العدوانية تهدف إلى حرمان أبناء الشعب الفلسطيني من الوصول إلى مقدساتهم، ومنعهم من التصدي لأعمال الهدم والحفر والتخريب التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في القدس الشريف، الا أن هذه الإجراءات تهدف أيضا إلى تيئيس وتهجير المواطنين المقدسيين كهدف استراتيجي للاحتلال.
ونبه الدكتور عبد القادر ابراهيم حماد الباحث في الشؤون السياحية وأمين سر مجلس أمناء الكلية من المحاولات المستمرة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي لطمس هوية المدينة المقدسة وابعادها عن محيطها العربي والاسلامي.
وأشار الى أن سلطات الاحتلال تحاول تشديد حصارها بإحكام على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيه، ففي الوقت الذي منعت فيه سلطات الاحتلال سكان الضفة الغربية وغزة من الوصول إلى القدس، وفي الوقت الذي تستهدف فيه حتى الشخصيات الدينية الرمزية وكذلك الشخصيات الرسمية التي تضطلع بمسؤوليات مباشرة داخل القدس والمقدسات، تواصل اعمال الحفر والتدمير داخل المدينة المقدسة بصورة مخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية والانسانية.
وأشار د. حماد الى أن المقدسات المسيحية في المدينة المقدسة تعاني مما تعاني منه المقدسات الإسلامية بسبب الجدار والإغلاق وسياسة العزل المستمرة للمدينة، وتضييق الخناق على المواطنين المقدسيين.
من جهته، نوه د. أحمد أبو حلبية رئيس مؤسسة القدس الى إن القدس وحرمها يتعرضان لهجمة اسرائيلية شرسة لطمس المعالم والآثار الإسلامية والمسيحية في داخل المدينة المقدسة، ومحاولة لهدم المسجد الأقصى تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، إضافة للتهويد الكامل لمدينة القدس على المستوى الجغرافي والديموغرافي".
وقال ان الاحتلال "الإسرائيلي يهدف " من خلال ممارساته وحفرياته المستمرة إلى تهويد المدينة المقدسة جغرافيا وديمغرافيا بمساحة 600 كليو متر مربع، وطمس المعالم والآثار الإسلامية والمسيحية، وتغيير الهوية والثقافة العربية والاسلامية، واستحداث هوية يهودية مزيفة وبناء الهيكل المزعوم.
وأضاف أن المخططات الاسرائيلية تتمثل في تدنيس ساحات المسجد الأقصى يوميا لفرض أمر واقع، تمهيدا لتقسيم ساحات المسجد الأقصى بين صلاة المسلمين وصلاة اليهود المزعومة، مبينا أن ذلك زاد مع بداية العام الحالي بصورة جلية تمثلت باقتحام المئات من المستوطنين يوميا لهذه الساحات وإقامة الشعائر والترانيم اليهودية المزعومة وبدعم من أفراد الشرطة وبمشاركة حاخامات وقادة سياسيين.
وتابع قائلاً ان الاحتلال يهدف أيضا لتهويد المدينة المقدسة من خلال مصادرة عشرات آلاف الدونومات من أراضي المقدسيين وتوسيع المستوطنات اليهودية المقامة مشيرا إلى أن هذه الخطوات هي تمهيدا للقدس الكبرى التي تخطط لها دولة الاحتلال.
الى ذلك، تخطط دولة الاحتلال لهدم منازل المقدسين في أحياء متعددة في القدس وعلى نطاق واسع حيث كثفت من إخطاراتها بالهدم لمئات المساكن والعقارات منوهاً إلى أن هناك مخططات لهدم أكثر من 15 ألف منزل خلال العشرية القادمة والتي تنتهي بحلول عام 2020 ويحلمون فيها بإنشاء القدس الكبرى بالأغلبية اليهودية بنسبة لا تقل عن 95% من سكان القدس الكبرى وهذا على حساب المقدسين.
وتحدث عن أن من مخططات دولة الاحتلال لتهويد القدس سحب هويات المقدسين على نطاق واسع بفعل قوانين ظالمة شنها العدو في القدس، وبفعل جدار الضم والتوسع.
وأرجع أبو حلبية تصاعد الهجمة والحفريات وإقامة شبكة من أنفاق متشعبة والهجمة على القدس وأهلها لإعداد اليهود للمخططات من فترة طويلة، بالإضافة لاستثمار الانقسام بين شطري الوطن في الضفة وغزة علاوة على حالة الضعف العربي والإسلامي التي تمر بها الشعوب العربية والإسلامية وهذا ما شجع الاحتلال على الخطو بخطوات قوية وسريعة نحو العمل بسرعة على تهويد القدس الشريف.
الى ذلك، اعتبر الاعلامي يوسف كويك أن العالم اصبح نتيجة للتطورات السريعة في مجال الاتصالات بمثابة قرية صغيرة كما تنامى دور الإعلام الذي كان ولا يزال يسمى بالسلطة الرابعة في تسيير مجريات الأحداث في العالم بأسره.
ودعا كويك الى وضع استراتيجية اعلامية تعمل على فضح الممارسات الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني خاصة في القدس الشريف، تتضمن تشكيل فريق إعلامي فلسطيني يضم عدداً من المسؤولين الرسميين والشخصيات الفلسطينية الوطنية وخبراء إعلام متخصصين لوضع السياسات الإعلامية وبلورة الاستراتيجيات الملائمة وأن يعطي هذا الفريق الصلاحيات اللازمة لأداء المهام المطلوبة منه.
ونوه الى ضرورة القيام بعملية مسح شاملة لكافة النشاطات الإعلامية التي تقوم بها المؤسسات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية بالإضافة إلى المؤسسات الأجنبية المناصرة للقضية الفلسطينية والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني مع العمل على إصدار نشرة معلوماتية إلكترونية يومية وتعميمها عالمياً على الممثليات والسفارات الفلسطينية وغيرها من المؤسسات وتكليف جهة محددة بهذا الدور.
وشدد على أهمية تشجيع إنشاء شبكات فلسطينية متخصصة مثل مراقبة الاستيطان وما تتعرض له مدينة القدس من حفريات وعمليات اقتحام على مدار الساعة، وتشجيع إقامة علاقات مع المؤسسات الكنسية الغربية والعمل معها لاختراق الشارع الغربي وأجهزته الإعلامية والتأكيد على التهويد يطال حتى المؤسسات المسيحية في المدينة، وكذلك تبني برنامج تدريب لعدد من الكفاءات الفلسطينية في مجال الإعلام العصري وبلورة الخطاب الفلسطيني للعالم بعيداً عن الشعارات الرنانة.
وحث على العمل على إنتاج عدد من أفلام الفيديو القصيرة لعرض الواقع الفلسطيني في مدينة القدس وحملات التطهير العرقي التي يتعرض لها المقدسيين.
وفي سياق متصل، استعرض شادي طبازة المحاضر في جامعة الأقصى بغزة المكانة الدينية للقدس الشريف بجميع رموزها ومعالمها الدينية.
وقال "لقد شرفنا الله سبحانه وتعالى أن جعلنا على هذه الأرض الطيبة المباركة أرض فلسطين فنحن لها بحاجة لكي يتحرك كل واحد منا بكل ما يستطيع اتجاه المسجد الأقصى لحمايته من دنس الاحتلال".
بدوره، تكلم الدكتور محمد شعث النائب الأكاديمي في الكلية عن التغييرات الجغرافية لمدينة القدس في ظل الاحتلال الاسرائيلي منوهاً إلى أن السلطة والأرض والجماعة البشرية تشكل ثلاثة مرتكزات أساسية في استراتيجية العقلية الصهيونية لإقامة كيان لهم في فلسطين.
وتطرق الى المخططات الهيكلية الاسرائيلية المقترحة للقدس في حرمان المقدسيين من العودة إلى ممتلكاتهم ومنازلهم داخل مدينة القدس .
وأكد د. شعث على ضرورة توظيف القدرات والهمم من قبل الباحثين والإعلاميين للتصدي للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على القدس.
وكانت الندوة التي حضرها حشد كبير من الطلبة والضيوف بدأت بآيات عطرة من الذكر الحكيم ثم السلام الوطني الفلسطيني.