الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أريحا: ندوة خضراء وجولات في محطة التحجيل وزيارة لـ" الإنشائي العربي"

نشر بتاريخ: 10/10/2013 ( آخر تحديث: 10/10/2013 الساعة: 13:52 )
أريحا - معا - نظم مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، بالتعاون مع سلطة جودة البيئة ندوة خضراء ناقشت الواقع البيئي في محافظة أريحا والأغوار، وشرحت التنوع الحيوي فيها، واستعرضت طيورها، ولخصت انتهاكات الاحتلال بحقها.

وقال محافظ أريحا والأغوار المهندس ماجد الفتياني، إن إجراءات الاحتلال ومصادرته للأراضي، ونهبه للمياه، جعلت أريحا في وضع بيئي صعب للغاية، كما
تقلصت مساحاتها الزراعية من 500 ألف دونم، إلى أقل من 50 ألف، وسيطرت إسرائيل على آبار المياه، ونهبت ثروات البحر الميت، الذي يتراجع 80 سنتميرًا سنوياً، ومنعت التدفق الطبيعي لنهر الأردن.

وأكد أن الاحتلال يشكل التحدي الأبرز في وجه البيئة، وهو الذي يتحمل المسؤولية عن الأوضاع المتردية لها، ويحول أريحا بتاريخها الثري وجغرافيتها المتميزة، ومكانتها العالمية إلى منطقة مهددة، شهدت الكثير من التراجع، ولم تعد كما كانت.

وذكر الفتياني، أن هذا الحال لا يعفي المواطنين من التوقف عن ممارساتهم غير الصديقة للبيئة، وضرورة حفاظهم على عناصر تنوعها الحيوي.

فيما أكد عالم الطيور البولندي، ورئيس شبكة المراقبة الأوربيةSEEN البروفيسور بوسيه، الذي أمضى 50 عاماً في دراسة التنوع الحيوي حول العالم، أن فلسطين مميزة بتنوعها الحيوي وطيورها، وتتفوق على بولندا بما فيها من مجموعات وأسراب، وموقع هجرة مهم وجاذب.

واستعرض تجربته في العمل مع "التعليم البيئي" في محطتي طاليتا قومي ببيت جالا وأريحا، حيث يواصل رصد ودراسة وتصنيف طيور مدينة القمر، منذ منتصف الشهر الفائت وحتى 22 من تشرين الحالي.

وتناول مدير التنوع الحيوي بسلطة جودة البيئة محمد محاسنة، تفاصيل المشهد في فلسطين، الغنية بتنوعها الحيوي، وأقاليمها النباتية المتعددة، وجغرافيتها الفريدة. وذكر أهمية التنوع الحيوي للأنظمة البيئة، وجوانبه الاقتصادية والبيئة والسياحية. مشيراً إلى وجود نحو 2800 نوع نبات في فلسطين، و520 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الثديات، و1000 من الأسماك. وتتبع المحميات الطبيعة في الضفة وغزة، التي تنتشر في 60 موقعاً، أكبرها وادي شوباش بمحافظة جنين.

وأضاف محاسنة أن أريحا تجمع بين ميزات بيئة كبيرة، ففيها 25 نوعاً من النباتات لا تتوفر في غيرها، وهي منطقة حيوية للطيور المهاجرة، وتشبه الأقليم السوداني الصحراوي.

ورسم المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض صورة لطيور أريحا، ولأهميتها بالنسبة لهجرة الطيور، في الموسمين الخريفي والربيعي، وبتنوع بيئاتها الكبير، حيث تصنف طيور فلسطين إلى خمس مجموعات.

وأشار إلى أن محطة مراقبة الطيور وتحجيلها في مدينة القمر، استطاعت بشراكة أوروبية وفلسطينية رصد العشرات من الطيور، ووثقت عبور عدد كبير من أسراب الطيور المهاجرة.

وأكد عوض وجود 348 نوعاً من الطيور في الضفة وغزة، فيما يسعى المركز بالتعاون مع سلطة جودة البيئة لإعلان عصفور الشمس الفلسطيني طائراً وطنياً. ودعا المواطنين والجهات الرسمية إلى حماية تنوعنا الحيوي، وفرض رزمة إجراءات للحد من التدهور الذي يهددها، ومنع الصيد الجائر، وحظر الاتجار بالطيور البرية، وتبني استراتيجيات وطنية لتطوير الوعي البيئي.

وقال إن انقراض الطيور يخل بالتوازن الطبيعي للبيئة، ويهدد الكثير من الطيور بالانقراض، ويمنعها من القضاء على العديد من الآفات بطرق طبيعية، ويشوه جمال الطبيعة.

وتناول الباحث في "التعليم البيئي" مهد خير النتائج الأولية لمراقبة الطيور في محطة أريحا، حيث تم رصد نحو 50 نوعاً منها، كفضي المنقار الهندي، والسنونو، واللقلق الأبيض، والشحرور، والعندليب، والبلبل، ونقار الخشب، وغيرها، التي تنتمي إلى الكثير من العائلات.

في سياق متصل، استقبلت محطة اريحا وفوداً طلابية من مدارس بيت ساحور وبيت جالا وبيت لحم، ووزارات وهيئات حكومية، ووفوداً أجنبية من عدة دول أوروبية، وهيئات حكومية وأهلية وإعلامية. وتعرف الزائرون على طرق مراقبة الطيور، وكيفية تحجيلها، وأهمية دراستها.

فيما زار طلبة مدرسة الروم الكاثوليك ببيت ساحور جمعية المشروع الإنشائي العربي، وتجولوا في أقسامها، وشاهدوا عن قرب مصانع ألبانها ومزارع سمكها وأبقارها.

وقدم مدير الجمعية المهندس فتحي الطوري، شرحاً عن تاريخها الذي يعود إلى عام 1945، حين تأسست بقرار من جامعة الدول العربية، وتهدف إلى رفع المستوى الصحي والمعيشي، وتحسين أداء الأنشطة الحرفية والصماعات الزراعية، والحفاظ على البيئة، وتشجيع الجمعيات التعاونية، وتوفير التعليم الزراعي والصناعي المهني. كما تمتد على مساحة 8 آلاف دونم بين أريحا وعمان.

وعرض المهندس مراد الفقيه مدير الثروة الحيوانية بالجمعية، طرق العناية بالأبقار، فيما شرح مهندسو التغذية كيفية إنتاج الألبان والأجبان.