اتفاقات الليل لا تطلع عليها شمس النهار... ثمانية قتلى وخمسون جريحاً وعشرات المخطوفين في تجدد للاشتباكات في غزة
نشر بتاريخ: 14/05/2007 ( آخر تحديث: 14/05/2007 الساعة: 17:47 )
غزة -معا- اتفاقات الليل يمحوها رصاص الفلتان في النهار .. فبعد ساعات معدودة على توقيع الاتفاق بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية الليلة الماضية عادت دوامة العنف لتحصد المزيد من الضحايا ولتضع القطاع مرة اخرى على شفى مواجهات دامية تتسبب بسقوط المزيد من الضحايا .
فقد قتل فجر اليوم اثنان من مرافقي الناطق باسم فتح ماهر مقداد هما محمد سويلم العبسي، (28) عاماً، علاء منير شبير، (22) عاماً ،ليرتفع عدد قتلى الإحداث الدموية في غزة عقب مقتل القيادي في كتائب شهداء الاقصى امس إلى ثمانية قتلى وخمسين جريحا كان آخرهم الشاب أنور الشاعر 24عاما من مدينة خان يونس وأخر مجهول الهوية قرب موقع أنصار غرب غزة والصحافيان محمد مطر عبده، (25) عاماً، و سليمان عبد الرحيم العشي، (25) عاماً ويعملان في جريدة فلسطين، هذا بالإضافة إلى بهاء الدين موسى أبو جراد، (34) عاماً، توفيق محمد البودي،(33) عاماً.
وكانت موجه الفلتان الأمني في قطاع غزة اندلعت إثر مقتل أبو جراد في بيت لاهيا مساء أمس، مما أدى إلى اشتباكات مسلحة بين عناصر من حركتي فتح وحماس، تخللها أعمال قتل وخطف واستهداف لمقرات ومركبات، فيما انتشر المسلحون في الشوارع فارضين سيطرتهم على الطرق والمحاور الرئيسة في محافظتي غزة وشمالها.
كما امتدت الأحداث جزئياً إلى محافظة الوسطى والمنطقة الشرقية من محافظة خان يونس.وقام المسلحون من كلا الطرفين بعمليات خطف واسعة.
وفي حادث منفصل قتل الطفل أكرم صابر أبو عطيوي، (14) عاماً، في شجار عائلي في مخيم النصيرات.
كما أصيب ثلاثة من موظفي شركة توزيع كهرباء غزة في محافظة الوسطى مساء الأحد بعد أن فتحت مجموعة من المسلحين النار تجاه سيارة الشركة وهي من نوع (تويوتا)، بيضاء اللون تحمل شعار(شركة توزيع الكهرباء).
حصاد بداية العام :
وبذلك يرتفع عدد ضحايا الفلتان الأمني في قطاع غزة منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخه، إلى (185) قتيلاً، والجرحى (1146) جريحاً، وأكثر من (225) مختطفاً، فيما تعرضت عشرات المؤسسات الخاصة والأهلية والحكومية وعشرات المنازل السكنية والسيارات للتدمير ولحقت بها أضرار متفاوتة.
الميزان .. فشل حكومة الوحدة :
ومن جانبة استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان استمرار سقوط الضحايا في الفلتان الأمني، وعودة الاشتباكات المسلحة إلى الواجهة من جديد.
واعتبر المركز تجدد الاحداث بمثابة" تعبير عن حجم الأزمة التي يعيشها النظام السياسي الفلسطيني، وفشل حكومة الوحدة الوطنية في وضع أسس واضحة للشراكة السياسية ومواجهة الفلتان".
وراى المركز "ان الاحداث تظهر عجز السلطة الوطنية بمؤسساتها كافة، لاسيما وزارة الداخلية عن وضح حد لحالة غياب سيادة القانون وتصاعد الفلتان والفوضى."
وطالب المركز الجميع بالوقف الفوري لإطلاق النار، وسحب المسلحين كافة من الشوارع ومن على أسطح البنايات، والعودة إلى الحوار الوطني بدون إبطاء.
كما جدد المركز مطالبته "بضرورة التحقيق الجدي في هذه الحوادث التي انطوت على جرائم مست بحياة المواطنين، بما يضمن إحالة كل المتهمين والمتورطين في أعمال القتل والتخريب إلى العدالة. وهو أحد المداخل الرئيسة للحد من هذه الظاهرة".
واعتبر المركز تجاوز ما ارتكب من جرائم حتى اليوم، سيؤدي الى إلى تجددها، "لأن الأفراد والمسئولين على حد سواء سيشعرون أنهم فوق القانون وأن جرائمهم تحظى بالغطاء السياسي الذي يحميهم من الملاحقة" .