السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة يطالب بتحقيق دولي في ملابسات استشهاد أكثر من مئتي أسير

نشر بتاريخ: 12/10/2013 ( آخر تحديث: 12/10/2013 الساعة: 09:48 )
غزة- معا- طالب لأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة المؤسسات الحقوقية بالعمل الحثيث والضغط المستمر من أجل ضمان إجراء " تحقيق دولي " مستقل ونزيه في ملابسات وفاة أكثر من مئتي معتقل فلسطيني اثر الإهمال الطبي والتعذيب واستخدام القوة المفرطة أو جراء القتل العمد بعد الاعتقال .

ودعا فروانة المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة الى مطالبة " اسرائيل " بالالتزام بالإتفاقيات الدولية واحترام حقوق المعتقلين الفلسطينيين والحفاظ عن حياتهم وحمايتهم من خطر الموت .

جاءت تصريحات فروانة هذه في الذكرى 43 لاستشهاد الأسير " سميح أبو حسب " من قطاع غزة ، والذي أعدم بدم بارد .

وأوضح فروانة أن الأسير " سميح سعيد أبو حسب الله " (18 عاما ) من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ، وكان قد أعتقل من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمشاركة في العمل الفدائي ضد قوات الاحتلال ، إلا أنه وبالرغم من التعذيب القاسي لم يقدم أي اعترافات أو معلومات عن نشاطه وعن رفاقه ، ومع ذلك لم تطلق سلطات الاحتلال سراحه ونقلته الى قسم ( ب ) في سجن غزة المركزي .



وقال فروانة : بأن كافة الروايات تؤكد بأن الأسير أبو حسب الله قد أعدم بدم بارد ، حيث تفيد الشهادات بأنه وبعد أيام قليلة من مكوثه في القسم وأثناء الفورة اليومية في قسم ( ب ) أطل أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية عبر طاقة لباب حديدي كان يفصل الفورة عن قسم التحقيق وينظر للأسرى وتحركاتهم ويتابع تفاعلاتهم .

وتابع : فجأة يُجن جنونه ويصرخ بأعلى صوته على الأسير " سميح أبو حسب الله " وعلى مسمع ومرأى جموع الأسرى في الفورة والذي كان عددهم قرابة ( 50 ) اسيراً ، ويسأله مستهجناً " أنت لليوم حي .. أنت لم تمت " ، وفتح الباب وكبل يديه وأخذه من الفورة مباشرة الى مكان مجهول ، عرف فيما بعد وحسب الشهود بأنه مكان قريب من بحر النصيرات ويطلق عليه ( جميزة أبو صرار ) ويُطلق النار عليه و ليُسلمه جثة هامدة إلى أهله ، جثة مطرزة بوابل من الرصاص ، وكان ذلك في مثل هذا اليوم 12/10 من عام 1970 .

واضاف : في اليوم التالي وحينما استفسر الأسرى في قسم " بيت " عن مصير رفيقهم الذي خرج ولم يعد ، ردت عليهم إدارة السجن بأنه " قتل " بعد أن حاول الفرار منهم .!!

وناشد فروانة كافة المؤسسات الناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى الى ضرورة توثيق كافة الشهادات والروايات المتعلقة بوفاة مئات الأسرى.

يُذكر فروانة بأن الشهيد الأسير " سميح سعيد عبد الرحمن أبو حسب الله " فلسطيني الهوية وكانت قد هاجرت أسرته من يافا عام 1948 ، لتستقر في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ، حيث ولد هناك في آب عام 1952 ، وترعرع بين أزقة وشوارع المخيم وأنهى تعليمه الإبتدائي والإعدادي والثانوي في مدارسه، وفي مطلع العام 1970 انتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ورغم الفترة القصيرة التي عمل خلالها في صفوف المقاومة إلا أنها كانت حافلة بالعطاء والتضحيات والمواجهات العسكرية المباشرة مع قوات الإحتلال بشهادة مسؤولي العمل الفدائي آنذاك وكل من عاصر تلك الفترة.