الخراف في سلفيت تنجو من حد السكين
نشر بتاريخ: 16/10/2013 ( آخر تحديث: 16/10/2013 الساعة: 16:47 )
سلفيت- معا - لم يعد يشعر برغبته في عمل شيء حتى الحديث مع عائلته كلما بدأت الاسئلة تتهافت عليه ليكون الصمت من نصيبه فلا كلام في حضرة أسئلة لا تجد أجوبة.
أصبح في صراع نفسي أخذ بالبحث عن مكانا للهروب اليه.. الى أن ينتهي من توتره ليجد نفسه حيث هم .. لتعود الأجواء كما تركها، ليصرخ المواطن "فادي" من منطقة سلفيت بأعلى صوته "لا يوجد معي، لا املك المال لشراء الخاروف وسط هذا الغلاء، من أين أوفر ثمنه".
نظرا لمصاريف العيد الكثيرة ولإرتفاع الأسعار بشكل عام وارتفاع أسعار اللحوم بشكل خاص فان الخراف تنعم بسعادة لعدم قدرة المواطنين على شراءها لتكون "اضحية العيد"، يقابله تذمر الجزارين الذين بنتظرون عيد الاضحى على أحر من الجمر لأنه يعتبر مصدر رزق لهم،فإذا كثرت الأضاحي أصبح الدخل أكثر بالنسبة لهم.
المواطن "فادي" من سلفيت يقول ":فرحتي منقوصة لعدم قدرتي على شراء الأضحية،حتى أنني عجزت على شراء ملابس جديدة لاطفالي الثلاثة ،بالكاد أسد حاجات أسرتي الأساسية.
يضيف أنا موظف وراتبي 2200 شيقل وقبل إستلامه كان المبلغ موزعا ما بين الإحتياجات الأساسية ولم يتبقى منه الا القليل، لدرجة أنني أبحث على من يستطيع إقراضي مبلغا من المال من أجل "العيدية".
الرؤية ذاتها يتفق معها المواطن "صلاح" من بديا ، قائلا": في الحقيقة لن يكون عيدا سوى بالإسم بالنسبة لي أنا ، أوضاعنا وخصوصا الاقتصادية تسوء كل يوم ولا استطيع توفير إحتياجات أسرتي الأساسية فكيف لي بتوفير "اضحية العيد"،عائلتي تتكون من 8 افراد ودخلها 1500 شيقل وهذا المبلغ لا يكفي لسد احتياجاتنا، فالأوضاع الصعبة غيبت طقوس العيد في بيوت كثيرة،ويكمل ": دخل قليل مقابل متطلبات كثيرة وسط غلاء معيشي لا يميز بين فقير وغني،لم أشتري ملابس لأطفالي لأن المناسبات الثلاث في العام الواحد" عيد الفطر وافتتاح المدارس وعيد الاضحى جاءت في فترات متقاربه ،فأرهقت جيوبنا ولم نعد قادرين على توفير الا الاحتياج فقط، فكانت أمنيتنا ان نشتري أضحية هذا العيد ولكن "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن".
"ام ساري" زوجها مقعد ولها اربع اطفال تقول ":العيد كباقي الايام الاخرى بالنسبة لنا، نظرا لعدم وجود دخل لنا نشتري فقط احتياجتنا الرئيسية ، وكثيرمن الاوقات لا أشتري ملابس العيد لهم،ولكن ما يحزنني الحاح أبنائي علينا بشراء أضحية كما جيراننا، ولا يعلمون ان العين بصيرة واليد قصيرة"
وللأطفال مشاعر لا تختلف كثيرا عن مشاعر إبائهم وأمهاتهم من الحزن على الوضع الاقتصادي، لذلك كان للأطفال نصيب من جولتنا التي إستوقفنا فيها عددا منهم لمعرفة شعورهم بإستقبالهم للعيد, الطفل "عبد الرحيم يقول ": اشتريت ملابس وبارودة للعيد عشان العب مع اصدقائي، ولكن انا مبسوط كثير لانه والدي اشترى خروف عشان نذبحه يوم العيد.
يقاطعه الحديث الطفل "علي" قائلا":أنا ما أشترى أبوي خروف وبيضل صاحبي عبد الرحيم يجاكر فيي لانه ما اشترينا مثلهم ، وانا قلت لأبوي وقالي ما معنا فلوس، السنة الجاي بنشتري".
الجزار "احمد" يحدثنا عن اجواء العيد قائلا: "أعمل في مهنتي منذ 8 سنوات، وأيام عيد الاضحى تعتبر أفضل ايام عملي، أذهب لذبح الاضاحي لمن يتصل بي ويحجز دور لذبح أضحيته، هذا العام من قام بالحجز عدد قليل بالنسبة للسنوات الماضية، وهذا مؤشر على إرتفاع أسعار اللحوم من جهة وعلى الوضع الاقتصادي السيء للمواطنين من جهة اخرى".
ويبقى المواطن في حالة اقتصادية سيئة تسود كل يوم بسبب عدم ادارة الاموال وفساد طال 2 مليار ونصف مليون يورو على حساب المواطن الذي لم يقدرعلى قيام شعائره الدينية مرة واحدة في السنة الا وهي الأضحية.