الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى النكبة : مجموعة نساء يستذكرن مأساة الشعب الفلسطيني التي حلت عليه قبل 59 عاما وما زالت مستمرة

نشر بتاريخ: 15/05/2007 ( آخر تحديث: 15/05/2007 الساعة: 17:16 )
غزة-معا- حصار و جوع....فقدان للامن وانتظار لمستقبل مجهول...هذه صورة مدن ومخيمات قطاع غزة اليوم تماما كمان كانت الصورة في ذكرى مؤلمة على الشعب الفلسطيني ذكرى نكبة عام 1948التي تصادف اليوم الذكري التاسعة والخمسون من عمرها الامر الذي يزيد الالم في نفوس الفلسطيين وخاصة النساء.

إحدى السيدات التي عاصرن النكبة تحدثت إلينا وعيونها مليئة بالحزن والألم حزن على ماضي مؤلم وحزن على واقع ما يعيشه الشعب الفلسطيني في أيامنا هذه .

الحاجة هدى تحدثت إلينا بأول عبارتها قائلة "عشنا قصة مأساة منذ عام 1948حتى عام1956على أمل العودة إلى بلادنا مرة أخرى "وتحدثت عن بلدتها حمامة وذكرت لنا أنها كانت بلدة مليئة بالخير وبالأشجار , وفيها شتى أنواع الزرع من فواكه وخضار وغير ذلك ,فسكان البلدة كانت حرفتهم الرئيسية الزراعة وصيد الأسماك , الكل كان يعمل بالزراعة السيدات والرجال والأطفال أيضا , فهم يحصدون الزرع وياخدون حاجتهم وما يفيض يصدرونه إلى المدن الأخرى ويشترون بثمنه باقي المستلزمات الضرورية للمعيشة .

ولكن حياتهم البسيطة وفرحتهم لم تدم كثيرا فاليهود لم يتركوا مكانا لديهم مكانا للفرح ,فعندما بدأ اليهود بالهجوم على القرى أصبحت كل قرية تستنجد بغيرها لحمايتها وصد اليهود عنها , ولكن لكثرة المساعدات التي حصل عليها اليهود من الدول المساعدة لها وقلة أسلحة الفلسطينيين لم يستطيعوا الصمود كثيرا ,فخرجوا من مدنهم لحماية نساءهم وأطفالهم تاركين كل ما يمتلكون لليهود .

وأضافت الحاجة"خرج أهل القرية ذات يوم عندما اشتدت المواجهات مع اليهود وعندما كثر الحديث عن المجازر التي يرتكبونها بحق الفلسطينيين , خرج الجميع بعضهم مشيا على الأقدام وآخرون ركبوا الجمال واعتمدوا في أكلهم على الأشجار الموجودة في طريقهم من قريتهم حتى غزة ".

ذكريات الطفولة حاضرة
وتحدثت إلينا سيدتان أخريات من نفس البلدة عن طفولتيهما في قريتهم مبينتان أن الأطفال كانوا سعداء جدا في قريتهم كان يلعبون دون خوف يملأ قلوبهم ,وتحدثتا إلينا وفي أذهانهن بعض الذكريات وذكرت إحداهما لنا أنهم حينما خرجوا من البلدة رفض مختار البلدة الخروج منها فطلب منه اليهود التسليم في البداية رفض ولكن بعدما أصر اليهود في طلبهم خرج ليسلم نفسه فقتلوه على الفور .
المواطنون لم يكونوا يعلمون أن الأمر سيطول كثيرا فهم تركوا قراهم وفكرهم معلق بالعودة بعد مدة قصيرة إليها.

وبعد أن وصل الجميع غزة توزعوا في شمالها وجنوبها وساعدتهم وكالة الغوث بعد ذلك في إحضار خيم لهم فكان في تلك الأيام فصل الشتاء مقبل عليهم حيث عانوا من البرد القارس والليل المظلم بعد حياة كانت هادئة وبسيطة في مدنهم وقراهم .
في تلك الأوقات كان بعض الأشخاص يذهبون خفية إلى قراهم التي تركوها لإحضار بعض أمتعتهم ,واهم شيئا احضروه الطاحونة التي اعتمدت عليها النساء بشكل كبير لطحن القمح وعمل الخبز ,كما أن وكالة الغوث أعطت لكل عائلة تمويلا لهم ليصبح هذا التمويل المصدر الوحيد لمعيشتهم .

بعد كل ذالك بدأت عملية الإحصاء لكل المهاجرين لإعطاء كل منهم بيت بعدما أسس ما يعرف بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين وكل منهم بحث عن عمل ملائم له عمل به ليقضي معظمهم إلى يومهم هذا حياتهم في تلك المخيمات المليئة بالسكان.

وفي أخر عبارات وجهتها إلينا السيدات الثلاث " أملنا الوحيد هو العودة ورؤية بلادنا التي غادرناها ولم نراها منذ تلك الأيام ".