الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى النكبة: اللاجئون ..احلام بالعودة تتبدد..والام تتجدد بتقاطع السيوف بين الاخوة لتغدو القضية في مهب الريح

نشر بتاريخ: 15/05/2007 ( آخر تحديث: 15/05/2007 الساعة: 18:55 )
خان يونس -معا- لم تكن ذكرى نكبة فلسطين في هذا العام بمستوى الحدث النكبوي المأساوي الذي شرد الفلسطينيين من أرضهم وهجرهم في أصقاع العالم مهاجرين في انتظار حلم العودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 48.

وعلى مايبدو فان العودة في يوم الذكرى الأليمة تبدو بعيدة المنال عند الكثيرين من أهلها الذين باتوا يخشون اليوم من ضياع ما تبقى من أجزاء متناثرة من فلسطين التي تنزف دماً حراماً.

الهجرة مرة أخري :

ويقول الحاج السبعيني أبو حسين ، وهو جالس أمام باب بيته في مخيم خان يونس : كنت كل يوم منذ طردنا من بيوتنا من قرية (جورة عسقلان ) انتظر يوم العودة إليها بحنين وشوق كبيرين ، ورغم امتداد العمر بي إلا أن الغياب الطويل والإبعاد القسري لم يؤثر في إيماني بالعودة ، لكن اليوم فإنني بت أخشى على أولادي وأحفادي من الطرد والهجرة من هذا البيت مرة أخري وهذه المرة لا أعرف إلى اين يمكن ان نذهب .

فالموت الذي يحيط بنا من كل جانب وعمليات القتل والاختطاف وتدمير المنازل التي تحدث بين الأشقاء كلها تذكرنا بما حدث في دير ياسين وقبية ومئات القري التي تم تدميرها على يد الاحتلال .

نعيش نكبتين

ويقول المتحدث باسم اللجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة نعيم مطر: إننا اليوم نعيش -للأسف- نكبتين؛ نكبتنا الأولى على يد الاحتلال وتشريد الآباء والأجداد من الأرض والوطن، والنكبة الثانية على يد الأشقاء المقاتلين أبناء الوطن والقضية والشعب الواحد.

ويضيف متألماً " لقد تراجعت قضايانا الوطنية إلى درك خطير من الهبوط بعد هذا التناحر والاقتتال بين رفاق الخندق والبندقية لكن للأسف فإنهم وضعونا في موقف حرج مع أنفسنا ومع العالم الذي تخلى عنا بعد أن كان يقف معنا طوال عقود نضالنا فيها من اجل أن نشكل لنا ظهير يدافع عنا" .

ويعبر مطر عن الأسف العميق مما حدث معهم بالأمس أثناء إحيائهم ذكرى النكبة بمهرجان في مخيم خان يونس ، إذ، اضطر القائمون عليه إلى إيقافه في منتصفه بسبب تسارع الأحداث التي كانت تصل إلينا تباعاً وتدق ناقوس الخطر ، وكأنها تقول لنا : أي نكبة يا هؤلاء المنكوبين بدمكم المسفوح بأيديكم تحيون ..

عن اى نكبة سيكتب الصحفيون

ويقول الصحفي علي البطة : منذ خمس سنوات اعتدت إعداد مواد إعلامية متعددة حول النكبة من لقاءات مع مسئولين عن ملف اللاجئين ، إلى قصص يرويها الشيوخ من اللاجئين وقصص عن حياة المخيمات ، وتقارير عن أفاق الحل ، وتحقيقات عن المخططات الدولية لإنهاء القضية ؛ فكنت في ذكرى النكبة من كل عام اعد ما بين أربع إلى ست مواد إعلامية تتعلق بالنكبة .

لكن هذا العام كان مغايراً عند البطة الذي وقف عاجزاً طوال الأيام الخمس التي سبقت يوم النكبة، فلم يعرف عن أي نكبة للفلسطينيين يكتب ؟ أيكتب عن نكبة الكبرى في 48؟ أم يكتب عن النكبة الصغرى في 2007؟

ويقول البطة : هذا العام لم أكتب شيئاً حول النكبة الكبرى جراء القتال الداخلي الدموي الذي يهدد نسيج المجتمع الفلسطيني .

ويضيف البطة "أكثر ما يحز في النفس أن الساعة الواحدة من ظهر الخامس عشر من مايو 2007 لن تشهد إطلاق صفارة الذكرى في سماء فلسطين ، هذا اليوم لن يقف الناس عند الواحدة لإحياء الذكري ، كلهم خائفون يرتعدون في البيوت خشية إصابتهم بطلق ناري طائش ".

القضية في مهب الريح

وليد العوض أمين سر لجنة اللاجئين في المجلس الوطني الفلسطيني ، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب صب جام غضبه على حركتي فتح وحماس لالتهائهما بتنفيذ أجندتهما الخاصة ، وغيابهما عن إحياء المناسبات الوطنية الفلسطينية .

وقال العوض : من المؤسف أن اللاجئ الفلسطيني وخصوصا كبار السن منهم يتألمون اليوم مما يشاهدون ويسمعون ، فلم يكن هؤلاء يتوقعون يوما من الأيام أن تصل الأمور بهم إلى هذا الحد الخطير الذي يهدد حلمهم بالعودة إلى البيت الذي يحتفظون بـ" الكوشان ومفتاح الباب" ويورثونه لأحفادهم حفاظاً على حقهم .

ويضيف: ما يحدث اليوم يهدد الهوية الفلسطينية بالاندثار، ويضع القضية الفلسطينية في مهب الريح، وينذر بكارثة لا تقل عن كارثة النكبة التي نحييها على خجل نتيجة الأحداث المؤسفة بين الإخوة.

وقال أشرف السقا : في ذكرى النكبة أقول للجميع " فلسطين تضيع " والقضية تذوب ، والناس تموت ، والشعب يشرد ، فقفوا عند مسؤولياتكم ، وتوقفوا عن الجرائم الدموية بحق الشعب التي تدمي القلوب المكسورة من هذه الفضيحة المجلجلة .

وتابع يقول "نحن نسير في الشوارع وبين الأزقة تخبرنا الوجوه عما يجول في الخواطر ، وتقاسيم الوجه تعبر عما يختلج في النفس من خوف كبير ،نتيجة سماع الاخبار المتلاحقة عن ارتفاع اعداد القتلى بين الفلسطنيين انفسهم ، فلا نسأل الكهل والمسنة والشاب والطفل عن النكبة ، فالجواب سلفاً معروف ، النكبة عندهم تراجعت وحل مكانها السعي إلى تأمين حياتهم لتجاوز النكبة الحالية التي يعشها الفلسطينيون في قطاع غزة منذ أشهر طويلة" .