خلال خطاب له - هنية يدعو لتشكيل حكومة الوحدة ويغازل مصر وينأى عن سوريا
نشر بتاريخ: 19/10/2013 ( آخر تحديث: 19/10/2013 الساعة: 13:44 )
غزة- معا - جدد رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية تمسكه بالمصالحة الفلسطينية على اساس ما اتفق عليه في حوارات القاهرة, وقال اي سيناريو اقليمي في غزة سيكون لا علاقة له بالواقع الفلسطيني وخصوصية مسائل التحرر سوف يفشل.
وقال هنية خلال خطاب القاه بمناسبة الذكرى الثانية لصفقة "وفاء الاحرار" من الواقعية السياسية ان نشير بأن الاختلافات داخل ساحتنا لا يمكن انكارها او التقليل من شأنها، وعلى الرغم من ذلك ينبغي ان لا نغير من نظرتنا التوافقية ولا أن نستمر في الانقسام أو دفع الامور نحو المجهول خاصة وأن البعض يعتقد أنه قادر على استنساخ سيناريو اقليمي في غزة، واننا ننبه الى أن أي سيناريو لا علاقة له بالواقع الفلسطيني وخصوصية مساره التحرري سوف يفشل، ولا يمكن ان ينفذ الى الساحة الفلسطينية المقاومة العصية على الكسر ذات الصلابة في وجه الاحتلال والفوضى و الفلتان".
وقال "نجدد موقفنا من المصالحة وإنهاء حالة الانقسام على أساس كل ما تم الاتفاق عليه ونحن مع انجازها في اسرع وقت ومع أي خطوات ومبادرات تقود الى مصالحة حقيقية تنهي الانقسام وتوحد المؤسسات لتكون لنا حكومة واحدة ومجلس تشريعي واحد ورئاسة واحدة وتعزز الخيار الديمقراطي والانتخابات وتوفر الحرية والعدالة والفرص المتكافئة للجميع تصون الحريات".
وأوضح ان حركة حماس تمد يدها للجميع لإنهاء الانقسام وإعادة بناء وتفعيل المرجعية الوطنية منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية يضمن تصويب المسار السياسي والوطني والتوافق على ادارة القرار السياسي الفلسطيني وتشكيل حكومة واحدة بالضفة والقطاع.
وقال هنية "انه في اطار متابعة الحكومة للشأن الفلسطيني الداخلي نعبر عن سعادتنا ودعمنا لما يجري من لقاءات وطنية وعلى مستويات مختلفة من فصائل ومؤسسات مجتمع مدني وأساتذة جامعات وشخصيات مستقلة تبحث في الوضع الفلسطيني الراهن، لاسيما ان اللقاءات تضمنت الحديث بشكل واضح عن ضرورة اطلاق حوار وطني شامل يعالج كل الملفات الوطنية.
ورحب هنية بما جاء في هذه الحوارات وحرصا منا على ضرورة تجاوز الواقع الراهن وفتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية، داعيا الى التركيز على الامور التالية وانجازها عبر هذا الحوار الذي يجب ان يكون بسقف زمني محدد أولها البحث العملي في آليات تطبيق اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام مع التركيز على الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية وتوفير الأجواء الداخلية والحريات العامة اللازمة لأجرائها داعيا الرئيس محمود عباس أبو مازن الى سرعة تشكيل الحكومة بناءً على ذلك.
ودعا الى تفعيل لقاءات الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية الى حين انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية للمنظمة والتفاهم والتوافق على البرنامج الوطني وإدارة القرار السياسي الفلسطيني والبرنامج النضالي لمواجهة اسرائيل ومقاومتها والتصدي لممارساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته بكل الوسائل والأشكال المتاحة.
وجدد هنية رفض حكومته بأي تدخلات خارجية في شؤون الدول العربية والإسلامية، ورفض أي عدوان على أي دولة منها، وعلى ضرورة الابتعاد عن الاستقطاب أو الصراع الطائفي والمذهبي لتظل الامة موحدة في أقطارها الوطنية وشؤونها الداخلية وموحدة كذلك خلف فلسطين في معركة الجلاء والتحرير.
وأشار هنية إلى هذه الحملة الإعلامية التي وصفها المحمومة التي تبث التكهنات والأوهام من خلال منابر إعلامية وصحفية عديدة ثم تستند إليها في محاولة للترويج لصورة بائسة مشوهة تحاول وضع حركة حماس في إطارها، كالزعم أن حماس تعيش أزمة في ظل متغيرات المنطقة خاصة بعد أحداث مصر الأخيرة، وأنها فقدت حلفاءها وعلاقاتها السياسية، وأن قياداتها تبحث عن المأوى والانتقال من قطر أو غيرها إلى مواقع أخرى، والزعم أنها تغازل هذا النظام أو ذاك وترتب أوراقها وتراجع مواقفها تمهيداً للعودة في علاقاتها إلى تلك الدولة أو ذلك الحليف، وأن هناك خلافات داخل الحركة حول هذا الموضوع، ويتحدثون عن رسائل مزعومة بين الداخل والخارج تعكس ذلك الخلاف المزعوم.
وأكد هنية ان كل هذه الحملات محض افتراء وأكاذيب وأوهام، ولعلها تعبر عن أمنيات أصحابها تجاه الحركة، لكن الحقيقة شيء آخر تماماً، وقال "فالحركة موحدة في مواقفها وقراراتها القيادية، وفي رؤيتها وسياساتها تجاه مختلف القضايا والأحداث في الساحة الفلسطينية وفي المنطقة".
وقال هنية ان حماس لا تغازل أحداً ولا تستجدي أحداً ولا تندم ولا تعتذر عن تلك المواقف المشرفة حتى ترضي أحداً، ولا تشعر أنها في مأزق حتى تدفع ثمناً لأحد للخروج منه.
واضاف "ان المفاوضات تشكل خطرا على القضية وحقوق الشعب الفلسطينية، اضافة الى انها تشكل خروجاً عن الاجماع الوطني، وهي مفاوضات جرت وتجري تحت الضغط والابتزاز والإكراه الأمريكي، وفي ظل ميزان قوى يميل لصالح العدو، وغياب كامل لعوامل القوة وأوراق الضغط التي تجبر العدو على التسليم بحقوقنا، مما يجعلها مفاوضات عقيمة".
واضاف "ان العدو هو الذي يستثمر هذه المفاوضات ويستغلها لتعزيز علاقاته العامة مع المجتمع الدولي لتحسين صورته، واستنزاف مواقف المفاوض الفلسطيني وسقوفه السياسية، وكغطاء لممارساته وإجراءاته العدوانية خاصة التهويد والاستيطان وتدنيس الأقصى والسعي لتقسيمه، ومن منطلق الموقف الشرعي والديني ثم باسم ثوابت شعبنا التي رسختها دماء الاف الشهداء والجرحى والأسرى، باسم الاف الشهداء الذين قضوا من أجل القدس وباسم القادة الشهداء ابو عمار والشيخ احمد ياسين ود. فتحي الشقاقي وابو على مصطفى".
ودعا هنية إلى الحفاظ على القدس وعدم التفريط بالحقوق وعلى رأسها حق العودة وهذا يتطلب وقف المفاوضات وتجاوز نهج أوسلو، والبحث مع القوى السياسية في ايجاد استراتيجية وطنية جديدة تقوم على تكامل الرؤى والوسائل وتكون أنجع في مواجهة الاحتلال وفي تحقيق الطموحات الوطنية.
ودعا القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية إلى الاحتشاد الوطني في مواجهة مخاطر المفاوضات وأي تسويات محتملة معه، وإلى بناء استراتيجية وطنية فلسطينية، وبحيث تشمل هذه الاستراتيجية كافة الخيارات المتاحة وكل الوسائل الممكنة: بما فيها المقاومة المسلحة، المقاومة الشعبية، المواجهة السياسية والدبلوماسية والإعلامية والجماهيرية والقانونية والمقاطعة الاكاديمية والدبلوماسية، ومن خلال مختلف الساحات والمنابر الإقليمية والدولية.
ودعا الدول العربية رغم انشغالها بملفاتها الداخلية الى حماية مواقف أمتنا الثابتة في القدس وفلسطين وتكثيف العمل في التصدي لسياسات الاحتلال.
وجدد هنية التاكيد على أننا لن نقبل بأقل من عودة القدس كاملة وقيام الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني على أساس دولة كاملة السيادة مع عودة اللاجئين وحقهم في العيش داخل وطنهم الأم فلسطين على حد قوله, رافضا كل مشاريع التوطين والوطن البديل.
واكد ان ملف الاسرى مفتوح ولم يغلق الا بتحريرهم جميعا, قائلا "لن نتراجع عن تحريكم وانتم على رأس أولوياتنا، مضيفا ان المقاومة صنعت انتصارا تاريخيا بصفقة شاليط".
واضاف هنية "ان شعبنا لم يخذل الاسرى ولم يتخل عن المقاومة, مؤكدا ان حركة حماس متمسكة بالمقاومة كخيار استراتيجي للتحرير".
وقال هنية "تتعرض القدس والأقصى لخطة ممنهجة تهدف للسيطرة عليه وتغيير معالمه من خلال التهويد والتهجير والطرد وإبعاد النواب والوزراء وهدم المنال وتدنيس المقدسات والاستيلاء على آلاف الدونمات.
وتابع "الاقصى من عقيدتنا ولن يقبل القسمة وسيبقى اسلاميا، مشيرا الى انه اجرى عدة اتصالات قبل ايام مع عدد من الدول كان محورها القدس".