الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سوريا- قناصون احترفوا لعبة قنص الأجنة

نشر بتاريخ: 20/10/2013 ( آخر تحديث: 20/10/2013 الساعة: 13:05 )
بيت لحم - معا - ادعى طبيب جراح بريطاني أن قناصين سوريين كانوا يتعمدون إطلاق النار على بطون النساء الحوامل بهدف إصابة الأجنة داخل أرحام أمهاتهم ضمن ما أسماه الطبيب "لعبة" يمارسها القناصة لإظهار مقدرتهم على التصويب.

ويضيف الطبيب ديفيد نوت الذي أمضى خمسة أسابيع متطوعا في أحد مستشفيات سوريا أن القناصة كانوا في كل يوم يختارون التصويب على جزء من أجسام المدنيين أثناء محاولتهم التنقل من مكان لآخر لشراء المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الضرورية. فتجدهم في بعض الأيام، يقول الجراح، يختارون التصويب على منطقة أعلى الفخذ، وفي يوم آخر يختارون التصويب على الرقبة، وفي اليوم التالي يقررون التصويب على الصدر.

ويتابع الجراح البريطاني في مقابلة مع "التايمز" اللندنية "منذ أن يصل أول مصاب إلى المستشفى في الصباح، يمكن التنبؤ بمعظم الحالات التي ستصل فيما بعد في ذلك اليوم. لقد كانت لعبة يمارسها القناصة، وتناهى إلى مسامعنا أن القناص الذي كان يصيب أهدافه بدقة يحظى بعلبة سجائر مكافأة."

ذات يوم، يضيف الجراح المتطوع، وصلت إلى المستشفى ست نساء حوامل بعد أن أصبن جميعا بنيران قناص، وفي يوم آخر أصيبت امرأتان في مراحل متقدمة من الحمل، وقد استطاع الأطباء أن ينقذوا حياتهن غير أن الجنينين في بطونهن قتلا وكان أحد الجنينين قد أصيب بطلقة في الرأس وهو في بطن أمه.

"أصيبت جميع النساء الحوامل في الرحم، ما يعني أن القناصة كانوا قد اتفقوا على التصويب باتجاه الرحم. كان ذلك متعمدا، وكان الوضع غاية في السوء."

وحول الجهة التي ينتمي إليها القناصة قال الجراح البريطاني إنه لم يكن متأكدا لأي طرف من أطراف النزاع ينتمي أولئك القناصة، غير أنه "يعتقد" أنهم من جنود نظام الرئيس السوري بشار الأسد، موضحا أن البعض أخبروه بوجود 72 قناصا في المنطقة التي كان يتطوع فيها، وكانوا يستهدفون السكان المدنيين أثناء تنقلهم من مكان لآخر لشراء المواد الغذائية.

وآثر الطبيب عدم تحديد موقع المستشفى الذي كان يعمل فيه.

وقد أوردت صحيفة "التلغراف" البريطانية صورة بالأشعة السينية لجنين أصيب برصاصة في الرأس وهو في رحم أمه، غير أن الصحيفة أوضحت أنها لم تتمكن من التأكد من مصداقية الصورة مشيرة أنها حصلت على الصورة من إحدى الجماعات الخيرية العاملة في سوريا. كما أوضحت الصحيفة أن الصورة لم تظهر أي "علامة تدل على تهشم نتيجة الرصاصة شديدة السرعة".

وأكد الطبيب الذي عاد من سوريا مؤخرا أن الوضع هناك هو الأسوأ بين كافة مناطق النزاع التي تطوع فيها، وأنه المكان الأول الذي يشاهد فيه استهداف المدنيين وخصوصا النساء الحوامل بهذا الشكل. وحسب تقدير الجراح البريطاني فإن 90% من المصابين الذين يصلون إلى المستشفيات هم من المدنيين.

وعن أوضاع المستشفيات السورية قال الجراح البريطاني إنها مأساوية حيث تنقصها التجهيزات الأساسية البسيطة. أما الأطباء المحليون فيعملون تحت التهديد ويصابون بالإحباط إلاّ أنهم لا يرغبون بالتخلي عن مرضاهم، على حد تعبير المتطوع البريطاني.