هل تبدأ اسرائيل فصلا جديدا مع غزة بعد اكتشاف نفق حماس؟
نشر بتاريخ: 21/10/2013 ( آخر تحديث: 21/10/2013 الساعة: 16:00 )
غزة- معا - انتهى لغز النفق الذي أعلنت إسرائيل عن إكتشافه قبل عيد الأضحى شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، والذي يمتد لنحو 2.5 كيلو متر داخل البلدات الاسرائيلية بتبني كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس حفر هذا النفق.
وقال الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة إن "كتائب القسام هي من حفرت النفق, وهي صاحبة اليد في ذلك"، مضيفا "أنها تعمل بكل جهدها فوق وتحت الأرض، وتنحت في الصخر لتحرير الأسرى".
وقال أن "قضية الأسرى ستبقى على رأس أولويات كتائب القسام, مشيراً إلى أن "أسر الجنود هو الطريق الوحيد الذي أثبت نجاعته مع الاحتلال".
في أعقاب ذلك أوقفت إسرائيل إدخال مواد البناء للقطاع الخاص بقطاع غزة بدعوى اكتشاف النفق.
كما شنت إسرائيل حملة تحريض ضد حركة حماس من خلال الإتصال بالمواطنين في القطاع وبث رسائل صوتية جاء فيها "إلى سكان قطاع غزة: جيش الدفاع يحذركم من الانصياع لأوامر حماس الإرهابية والاقتراب منهم، واعلموا أن حركة حماس تنفق ملايين الدولارات على الأنفاق التي تؤدي إلى أعمال عدائية وإرهابية على دولة إسرائيل، ابتعدوا عنهم واعلموا أن هذه الأموال من حقكم وكان يجب أن تنفق في مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة، هذه الأموال من حق سكان قطاع غزة الأبرياء العزل والتي تقودهم حماس إلى المجهول".
من جانبه قال د. محمود العجرمي عميد أكاديمية الإدارة والسياسية للدراسات العليا في غزة إن حركة حماس لم تخف يوما استعدادها لمواجهة إحتمالات عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة والشواهد كثيرة بتعزيز الحصار ومنع الصيادين والاعتداءات المباشرة على القطاع إلى جانب أيدولوجية حركة حماس بأن فلسطين من النهر إلى البحر وهي أرض وقف وكذلك رفضها الاعتراف بدولة الاحتلال وبشروط الرباعية وإعلانها بأكثر من مناسبة تؤكد أنها حركة مقاومة ولن تلقي السلاح وبأن المقاومة مستمرة وتمارس كل الاستعدادات لمواجهة العدو".
واستبعد العجرمي في حديث لـ معا أن يكون هذا تحولا نوعيا من جهة، ولا تعدو اسرائيل الحجج والوسائل حين تريد الاعتداء على قطاع غزة من جهة أخرى.
ووصف النفق بأنه نوعي وحماس تعلن دون تردد أن هذا واحد من أنفاق كثيرة وستحاول اسرائيل استثمار ذلك بإغلاق المعابر والحصار تحت ذرائع مشابهه على الجبهة الجنوبية.
وقال "لا أعتقد هناك جديدا في الخطاب السياسي الأمني العسكري لحركة حماس التي تقول انها تستعد وتحمي سلاح المقاومة".
وأكد ان لغز النفق قد انتهى وسيبدأ فصل جديد من اسرائيل باكتشاف انفاق أخرى وإجراءات من حماس حتى لا تكتشف أنفاق جديدة.
ومن نظرة تحليلة للنفق قال هشام المغاري استاذ الدراسات الامنية والإستراتيجية ان النفق امتد طوله نحو 2500 متر، ويقدّر عرضه بحسب الفيديو الذي ظهر في وسائل الإعلام نحو 1.2 متراً وارتفاعه نحو 2.2 متراً شاملاً سمك الجدران الخرسانية، أي أن حجمه يبلغ نحو 6600م3، بما يعني أن كمية الرمال التي تم إخراجها منه تعادل نحو 365 شاحنة.
وتابع استاذ الدراسات الامنية والإستراتيجية وكمية الحفر تعادل نحو 660 ألف دلو من الرمال "نحو ثلثي مليون دلو" وكل هذا تم حفره تحت الأرض ونقله يدوياً أو بواسطة معدّات ميكانيكية بسيطة، كل هذا فضلاً عن أن النفق تم كساؤه ببلاطات من الخرسانة المسلحة، ولو افترضنا أن عرض البلاطة الواحدة يبلغ نحو 50 سم، فإن رجال المقاومة يكونون قد استخدموا نحو 15 ألف بلاطة للجدران والسقف، كلها تم نقلها إلى داخل النفق مسافة متوسطها 1250 متر، أي أن المسافة التي تم قطعها لنقل البلاطات ذهاباً وإياباً تبلغ نحو 18 ألف كيلو متر".
وأكد المغاري أن الافراج عن الاسرى لا يأتي عن طريق هذا الجهد وقال"يجب أن يعلم فريق المفاوضات الفلسطيني أن الإفراج عن الأسرى لا يأتي إلا بمثل هذا الجهد الأسطوري، الذي لم يستعدّوا له ولا يقدرون عليه، وأن إسرائيل لن تُفرج عن الأسرى على طاولة مفاوضات مليئة بأشكال الزينة".