يوميات وزارة: ثانيا الثقافة ج3
نشر بتاريخ: 22/10/2013 ( آخر تحديث: 22/10/2013 الساعة: 08:13 )
ملخص الجزء السابق: تناول اهمال القدس، ومطالب المبدعين من فنانين ومسرحين وسينمائيين، وانتقاد آلية النشر، وغياب حركة نقدية وصحافة ثقافية من شأنها إعلاء صوت الثقافة في عملية البناء والنضال والصمود.
روح الثقافة في الخطاب الإعلامي
ضمن 960 خبراً عن وزارة الثقافة خلال الأربع سنوات الماضية نشر 79 خبراً عن الوزيرة سهام البرغوثي، 20 منها نشاطات بتنظيم أو بالتعاون مع الوزارة معظمها في رام الله (18 نشاط) و6 في سلفيت و5 في طولكرم و5 لنابلس و3 في القدس، ونشاط أو اثنين في المدن الأخرى، كما شاركت في 15 نشاط ثقافي لمنظمات أخرى.
تشير هذه الأرقام البسيطة إلى ضعف مشاركة وتشجيع الوزيرة للنشاطات الثقافية في المدن الفلسطينية ولا حتى المناطق المهمشة رغم خطابها القائم على محاولة دعم هذه المناطق عموماً، كما كانت مقلة في الإلتقاء بشكل دوري بمجتمع المثقفين والفنانين والكتاب وربما لقاء واحد بمثقفين من القدس وآخر من الـ 48 ولقائين في الشمال. في حين لا بد من ملامسة واقع المجتمع الذي يفترض أن تستهدفه الوزارة ليكونوا أمناء ومستشارين وشركاء حقيقيين لمجمل أعمال الوزارة.
أما العلاقة مع الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين فهو أيضاً غير واضح اعلامياً، ويبدو أن الشراكة مع أي اتحاد كما هو بين وزارة شؤون المرأة واتحاد المرأة أمر من الصعب تحقيقه رغم أنه من مصلحة القطاع، بل إن مشاركة الوزيرة في اجتماعات رابطة المسرحيين الفلسطينيين اعتبر في عنوان الخبر ومضمونه "سابقة" وقد كانت سابقة وحيدة لا يبدو أنها شملت اتحاد الكتاب أو الفنانين وقد يعود السبب إلى ترهل هذه الاتحادات وضعف امكاناتها في تكوين أجسام قوية بمطالب واضحة من الحكومة والوزارة.
وتاتي الفجوة ما بين الوزارة واتحاد الكتاب للأسف رغم أن أمين عام الاتحاد هو مسؤول بيت الشعر أي موظف يتبع مباشرة للوزير حسب الهيكلية التمظيمية للوزارة.
تفهم للنواقص.. بدون ميزانية
ومع ذلك فإن خطاب الوزيرة كان متفهماً لبعض مشاكل الوسط الثقافي فكانت تركز على الحفاظ على التراث وضرورة انجاز قانون لحمايته لأهميته في ظل السرقات الاسرائيلية المتكررة لكل ما هو فلسطيني، ففي الأخبار ورد سرقة فرقة اسرائيلية للدبكة الشعبية الفلسطينية وتقديمها عرضاً على أنها تراث اسرائيلي في مهرجان في ايطاليا، ورغم إعلان وزارة الثقافة المصرية أنها لو كانت تعلم بالمشاركة الاسرائيلية لما شاركت في المهرجان بل ورفض الوفد المصري الاحتكاك أو التقاط الصور مع الوفد الاسرائيلي، إلا أنه لم يكن هناك رد إعلامي من الوزارة بينما كان يجب أن تنشر رداً بكل اللغات ومراسلة المهرجان عبر سفاراتنا، ودون أن يدفعها هذا للعمل جدياً على القانون الذي أنجزته جامعة بيرزيت قبل عام 2009.
كان لافتاً في خطاب الوزيرة إيمانها بوجود نظرة نمطية للمرأة الفلسطينية وأنها لم تأخذ حقها في المجتمع الفلسطيني، وكان لافتاً اعترافها بقصور الوزارة والحكومة ومن أبرز ما أقرت به عدم طرح وزارتها الدراما التلفزيونية على جدول أعمالها، وضعف مساهمتها في مدينة القدس مع عدم وجود موازنة جيدة ولا حتى مكتب، وأن ميزانية الثقافة التي تشكل 3 بالألف من موازنة السلطة أي ما يعادل 5 ملايين دولار منها الرواتب والميزانية التشغيلية لاشك أنها ضئيلة لا يمكن أن تنفق كاملة على تأسيس قصر ثقافي (تكلفته 5 ملايين دولار) رغم تخصيص 370 ألف دولار لإنشاء قصر ثقافي في قلقيلية. وفلسطين اليوم بقصر ثقافي واحد بعد 17 عاماً على تأسيس السلطة.
في الجزء القادم والأخير: 17 عاماً من اللا...انجاز الثقافي... أين تذهب الميزانيات حتى الشحيحة منها؟ وماهي مهرجانات فلسطين الأساسية؟ حكومة فياض هل بنت مؤسسات دولة؟
*تدرس سلسلة المقالات المكتوبة في أربعة أجزاء عمل وزارة الثقافة خلال الفترة مابين 2009-2013، بتحليل نحو 960 خبر وقرارات مجلس الوزراء والاطلاع على الخطة الاستراتيجية والدليل الثقافي لعام 2012 والموقع الإلكتروني للوزارة.