بعد ان حصدت الاحداث الدامية أرواح العشرات.. اهالي غزة يعيشون هدوءاً حذراً ومظاهر التوتر لا تزال قائمة
نشر بتاريخ: 17/05/2007 ( آخر تحديث: 17/05/2007 الساعة: 14:11 )
غزة- معا- بدأت الحياة في قطاع غزة تعود الى طبيعتها وسط ترقب مشوب بالحذر خشية تجدد الأحداث الدامية التي دارت على مدى اربعة ايام مضت, بين عناصر مسلحة من حركتي فتح وحماس, أودت بحياة 42 مواطناً وأوقعت عشرات الاصابات وأحدثت خسائر كبيرة في ممتلكات المواطنين.
ورغم الهدوء الذي ما زالت تتسم به أجواء مدينة غزة, الا ان بعض مظاهر التوتر لا تزال بادية في الشوارع حيث تنتشر العديد من الحواجز التي تمنع السيارات من المرور, ويظهر مسلحون في اماكن متفرقة كما تسمع اصوات طلقات نارية بين الفينة والاخرى دون أن يبلغ عن وقوع اصابات.
وكان الفرقاء من حركتي فتح وحماس قد توصلوا مساء أمس لاتفاق جديد يفضي بوقف كافة الاشتباكات والاحداث الدامية في القطاع.
المواطنة سناء سي سالم تمنت من الله أن يضع المودة في قلوب عناصر فتح وحماس لحقن الدماء. قائلة: "إننا ما زلنا نتعرض لهجمات الاحتلال وعلى الجميع ان تكون بنادقهم موجهة لصدر العدو بدلاً من صدور بعضنا البعض".
ودعت الأمهات الفلسطينيات, سواء أمهات أعضاء فتح أو حماس- كما قالت- أن يستعطفن أبناءهن لعدم ايذاء اخوانهم لكي لا يصل الانتقام إلى منازل من اقترف القتل.
"أبو محمد" صاحب محل تجاري تعرَّض للدمار اثناء الاشتباكات بدا حزيناً والتزم الصمت وحين وجهت إليه الأسئلة من المواطنين عن طبيعة ما حدث قال "لا أريد الحديث بشيء اتركوني وشأني".
المواطن سعيد حسونة قال "إن جميع المسؤولين مقصرون في عملهم, والا لما تطورت الاحداث الى هذه الدرجة من الخطور, فعدم تطبيق القانون دفع الجميع الى اخذه بيده, والكل اخذ يثأر لنفسه بدلاً من ان ياخذ القانون مجراه.
بدوره عبر المواطن محمد ارشي عن سعادته لعودة الهدوء إلى شوارع غزة "التي بكت دما من شدة مصابها على ايدي المتناحرين من فتح وحماس", متمنيا أن يظل الوضع هادئا ولا يشوبه أي خرق وأن يلتزم الجميع بدعوة الرئيس أبو مازن إلى وقف اطلاق النار, إلا أنه أبدى تخوفا من أن يكون للاشتباكات الدامية تبعات وقال "أتوقع أن تخرج العائلات التي فقدت أبناءها لتنتقم في ظل عجز السلطة عن محاسبة المجرمين".
وحمل المواطن أبو السعيد عناية مسؤولية الأحداث الدامية إلى كل مسؤول انتخبه الشعب الفلسطيني ليدافع عن حقوقه.
وتوقع عناية أن لا يستمر هذا الهدوء طويلا في ظل عدم احترام القانون وسيادة ظاهرة أخذ القانون باليد, الا أنه تمنى أن تأتي الظروف مخالفة لظنونه ويعم الهدوء المناطق كافة في قطاع غزة.