"مهندس الحمير" ورفاقه يتخوفون من إندثار سوق جبع
نشر بتاريخ: 25/10/2013 ( آخر تحديث: 25/10/2013 الساعة: 09:05 )
جنين- تقرير معا - مع شروق الشمس في كل يوم ثلاثاء، يقود الحاج السبعيني سليم ابو الوفا من قرية الزاوية، دوابه من "الحمير" الى السوق المتواجد على مدخل بلدة جبع جنوب مدينة جنين، يعرضها على مزارعين من كبار السن ما زالوا يتمسكون بالحمار كوسيلة لحراثة الارض والتنقل، وخاصة اذا وقعت الارض على منطقة جبلية.
يقف ابو الوفا وبجانبه ثلاثة رؤوس من الحمير يستعرض اهم المميزات فيها، من لون وحجم وعمر، كل واحد له قيمته فالاسود لانه كبير السن يباع بعشرين دينارا اردنيا، بينما الحمار الابيض ولأنه قوي يستخدم لحراثة الارض ويباع بمائتي دينار وربما يزيد عليه مزارع اخر إن أعجبه الحمار، بينما الحمار الصغير والذي يطلق عليه "القر" ربما يباع بـ 100 دينار أو اقل.
يقول سليم لمراسل معا في جنين "انا اعمل في هذا المجال منذ 15 عاما تقريبا الى جانب ذلك اعمل في بيع المواشي والخيول، طوال الاسبوع اتنقل بين اسواق جنين ونابلس، فيوم الاثنين اتوجه الى سوق الحلال في جنين، بينما الخميس الى سوق الحلال في نابلس ابيع الحمير والمواشي، والثلاثاء اتواجد في سوق جبع لبيع الحمير".
|246746|
ويضيف قائلا "يطلق علي اسم مهندس الحمير لاني اقوم بعمل البردعه والرسن وتحفير حواف الحمير واقص وبر الاغنام وغير ذلك".
وحول سوق جبع، قال ابو الوفا "هذا السوق عمره 40 عاما كانت بدايته بالقرب من سيلة الظهر ومع التطور العمراني انتقل السوق الى قرية العصاعصة وقبل عشر سنوات استقر السوق هنا على مدخل بلدة جبع، وكان له ساحة خاصة لبيع الحمير لكن الارض بيعت وبني عليها مشروع لاحد المواطنين، فيقوم المزارعون بعرض حميرهم على اطراف الشارع عند المدخل الواصل الى بلدة جبع".
|246752|
في كل زاوية من المنطقة ترى عددا من المزارعين المسنين يتبادلون اطراف الحديث، فيوم الثلاثاء هو اليوم الذي يلتقون به ويخبرون بعضهم كيف سارت الامور معهم طوال الايام التي غابوا فيها عن بعضهم، ومجموعة اخرى من المزارعين يتفاوضون على اسعار الحمير المتفاوتة.
يقول ابو رياض ويظهر من ملامح وجهه انه دخل الثمانينات من عمره، "إن اسعار الحمير في هذه الايام تتراوح ما بين 20 دينارا اردنيا و100 دينار، وربما يصل بعضها الى 300 دينار وهو الحمار ذو المواصفات العالية، وقلما يجدون هذا النوع، بينما سابقا كان سعر الحمار في الزمن الماضي يصل الى عشر ليرات من الذهب أي ما قيمته 500 الى 700 دينار اردني ومن كان يركب الحمار سابقا فهو ابن عز، لان الحمار كان له قيمة وكان يستأجره بعض المزارعين من اجل حراثة ارضهم فهو لا يملك المال لابتياع حمار بسبب قيمته الشرائية العالية في ذلك الوقت".
|246751|
وحول وضع السوق يقول المزارع السبعيني عبد اللطيف حسن التجار "الان يشكون من تراجع حركة الشراء وبيع الحمير بسبب اعتماد الناس على المركبات وارتفاع اسعار الاعلاف، سابقا وقبل عشر سنوات تقريبا كان التاجر يبيع اسبوعيا حمارا او حمارين لكن في الوقت الحاضر يمر على التاجر خمسة اسابيع وربما سبعة حتى يبيع حمارا وبأبخس الاثمان".
ويضيف: "رواد السوق مزارعون من كبار السن وسوق الحمير يرتبط بوجودهم فان ماتوا تلاشى السوق وربما ينتهي الى الابد لانه ليس من المعقول في هذا الزمن أن يركب الشاب حمارا ويتوجه به الى الارض أو يستخدم حمارا للحراثة فهنا الجرارات الزراعية تقوم بواجبها على اكمل وجه مع العلم أن حراثة الارض بالحمار افضل من حراثة الارض بالجرار الزراعي".
|246749|
واوضح أن سوق الحمير بدأ يتلفظ انفاسه الاخيرة، لكن رغم التطور التكنلوجي وصناعة اكثر المركبات تطورا سيبقى سوق الحمير قائما لكن ليس كما كان فاستخدام هذه الدواب اقتصر فقط على تنقل المزارعين المسنين الى اراضيهم الجبلية ومن الممكن ان يتلاشى السوق الذي يرتبط بوجود كبار السن.
|246748|
|246753|
|246747|