المتحدث باسم حماس في الضفة :هناك حاجة جدية لإعادة دراسة أسس العملية السياسية في فلسطين
نشر بتاريخ: 17/05/2007 ( آخر تحديث: 17/05/2007 الساعة: 18:47 )
غزة - معا - قال المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الاسلامية - حماس - في الضفة الغربية " إن إعلان الحركة مساء أمس وقفا شاملا لكل أشكال القتال في قطاع غزة، جاء في سياق أخذ زمام المبادرة الفعلية والتحرك على الأرض وليس على وسائل الإعلام من أجل وقف الانهيار الشامل الذي أخذت تدفع إليه فئات معنية بصراع دموي بين فتح و حماس"..
وحول كون هذا الإعلان الذي جاء من جانب واحد، قال المتحدث في تصريح صحفي تلقت "معا" نسخة منه، "بعد أن لاحظنا انهيار الاتفاقات الثنائية السابقة بفعل تدحرج الأحداث، قررنا العمل من جانب واحد على ضبط كافة أبناء الحركة والقسام منذ بدايات اليوم في سبيل إعلان وقف النار منذ تمام الثامنة مساء، بغض النظر عما ترتكبه الأطراف الأخرى و هو الأمر الذي شهد ترجمة عملية بعد ذلك تمثلت في هدوء نسبي يشهده القطاع منذ ذلك الوقت".
وحول الأجواء التي خلقتها هذه الأحداث، قال المتحدث" إن جماهير الشعب الفلسطيني باتت على أعتاب فقدان الثقة بمجمل العملية السياسية و العمل الوطني المشترك، مما يضعف من مصداقية القيادة ومن المناعة و الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الخارجية الممثلة أولاً بالاحتلال، باعتبار أن أية عملية اشتباك طويلة المدى مع الاحتلال تحتاج إلى وحدة الشعب وتوحده خلف قياداته السياسية"..
وأضاف المتحدث، "نتيجة لكل ما سبق تظهر الآن الحاجة الجدية و الفورية لإعادة دراسة مجمل أسس العملية السياسية الفلسطينية، وخاصة تلك التي ظهرت إثر اتفاق مكة الأخير، حيث كشفت الدعوات التي تصاعدت مباشرة وبشكل ممنهج إبان الأحداث إلى إعلان حالة الطوارئ، و فرض الأحكام العرفية، و الانسحاب من الحكومة ، و الانسحاب من المجلس التشريعي، وهشاشة اتفاق مكة و اقتصاره على العناوين والتي يظهر الخلاف التلقائي الحاد إن تم التعمق فيها درجة واحدة للأمام، ولعله بات واضحا أن التحديات الداخلية التي تمثلت في موضوع إصلاح منظمة التحرير والمرجعيات التنفيذية المختلفة و الشراكة السياسية لا زالت ماثلة أمام القيادة السياسية ولا زالت بحاجة إلى حلول واضحة لا تراجع عنها"..
وفي هذا السياق أكد المتحدث " أنه ليس المطلوب الآن تشريح اتفاق مكة أو العودة عما تم الاتفاق عليه، ولكن أضحت الضرورة ملحة التقدم بهذا الاتفاق خطوة أخرى للأمام، من باب أن المراوحة في ذات المكان في هذه المرحلة شديدة التغير و التعقيد، هو في حد ذاته تراجع ونكوص للوراء، ولعل ما يدفعنا إلى التمسك بهذا الطرح هو بروز الحرص العام على عدم اتخاذ أية خطوات مصيرية تخالف الإجماع الوطني، مستغربا في هذا السياق دفع البعض من أمثال السيد ياسر عبد ربه للرئيس الفلسطيني واللجنة التنفيذية لاتخاذ قرار خطير مثل إعلان الأحكام العرفية ونحيي في هذا الإطار كل العقلاء الذين عاينوا هذه الخطوة ورفضوها لما رأوا فيها من تصيّد في المياه العكرة و أخذ في البلاد إلى المجهول."
وفي ختام حديثه أكد المتحدث.. "أننا وفي أعقاب قرار القيادة الاسرائيلية بتصعيد عدوانها على أهلنا في قطاع غزة بتنا مسؤولين و معنيين بدرجة قصوى بنزع كل أشكال التوتر الداخلي وحقن الدم الفلسطيني في سبيل الاستعداد للتصدي من جديد لأي عدوان إسرائيلي محتمل و العودة بالرصاص الفلسطيني إلى وجهته الطبيعية".