السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

التوجيه السياسي يحاضر في مدرسة بنات بيت لحم الثانوية

نشر بتاريخ: 27/10/2013 ( آخر تحديث: 27/10/2013 الساعة: 11:31 )
بيت لحم -معا- القى حسن ربعي مدير التوجيه الوطني في الجنوب يوم أمس محاضرة أمام عدد كبير من أولياء أمور طالبات مدرسة بنات بيت لحم الثانوية حول مخاطر الاستخدام السلبي لوسائل الاتصال الحديثة وتأثيره على الأسرة والمجتمع بحضور المربية ابتسام العبد مديرة المدرسة وسامي صلاحات مدير العلاقات العامة والإعلام بهيئة التوجيه السياسي في بيت لحم.

وفي بداية المحاضرة استعرض ربعي التطور الهائل الذي حصل على وسائل الاتصال خلال العقدين الماضيين وما رافق هذا التطور من ايجابيات على صعيد القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية وأجهزة الموبايل, والتي اختزلت العالم بأسره في مساحة ضيقة لا تتجاوز مساحة شاشة الكمبيوتر أو الموبايل, فسهلت بذلك عملية الاطلاع على أنماط حياة الآخرين والتواصل معهم رغم بعد المسافات.

وتابع ربعي حديثه عن عملية الغزو الثقافي المبرمجة, التي تواكب هذا لتطور, والتي تستهدف أبناءنا, وبالذات جيل الشباب, للسيطرة على عقولهم من خلال ضرب قيمهم الدينية والثقافية والاجتماعية وفرض أفكار جديدة في تربيتهم لا تمت لثقافتهم وحضارتهم بصلة.

وقال ربعي أنه رغم الايجابيات الكثيرة لهذا التطور فهناك سلبيات وآثار جانبية قاتلة تترتب على استخدام أبناءنا الخاطئ لهذه التقنيات والذي يتم غالبا دون مراقبة أو متابعة من الأهل, والجلوس أمامها ساعات طوال ما يزيد الفجوة بين الآباء والبناء ويهدد العلاقات الأسرية, فتختفي العلاقة القائمة على حرارة المشاعر وصدق الأحاسيس لتحل محلها علاقة غريبة على مجتمعنا وثقافتنا تتسم بالجمود والنزاعات والهروب من العالم الواقعي للبحث عن حلول في العالم الافتراضي.

وأضاف ربعي أنه رغم هذه السلبيات والمخاطر, فالحل لا يكمن في إبقاء أبنائنا بعيدين عن أحدى أهم ميزات العصر الحديث المتمثل في الانتشار المذهل لهذه التقنية, فهم حتما سيوصفون بالغباء والتخلف والجهل, ولكن يجب متابعتهم وتوجيههم في اتجاه الاستخدام العقلاني لوسائل الاتصال, وكذلك نشر ثقافة الحوار في نفوس الأبناء منذ الصغر وتعويدهم على الحوار مما سينعكس إيجاباً على اتجاهاتهم وسلوكهم في تعاملهم مع الآخرين في المجتمع، وكذلك بناء العلاقات الإيجابية بين الوالدين والأبناء حيث يؤدي الحوار الفعال بينهما إلى الاحترام المتبادل وتعزيز الثقة لدى الأبناء وتشجيعهم على التفكير السليم والتعبير والشفافية والمصارحة التي تكشف عن المشكلات وتساعد في البحث عن الحلول المبكرة، عبر إزالة الحواجز وتنمية علاقة الصداقة بين الطرفين التي لا تكون إلا من خلال الحوار بينهما.

وشدّد ربعي في محاضرته على أهمية عدم الاعتماد على جهاز التلفزيون بنسبة كبيرة في تربية الأبناء.ترسيخ القيم الدينية والوطنية والموروث الاجتماعي الجيد في تربيتهم وتنشئتهم التنشئة السليمة, وكذلك إزالة الحواجز بين الآباء والاستماع لكل ما يعترض حياتهم من مشاكل ومساعدته على تجاوزها, ثم تربيته على احترام الوقت وعدم تضييعه أمام شاشة التلفاز أو جهاز الكمبيوتر أو في استعمال الهاتف النقال, خاصة وأنّهم يجب أن يدركوا جيدا أنّ هذه الأدوت هي فقط لتسهيا الحياة وليس للقضاء عليها أو للسيطرة على أفكارهم وسلوكياتهم.