بلدية بيت لحم توقع اتفاقية توأمة مع مدينة كابري في ايطاليا
نشر بتاريخ: 27/10/2013 ( آخر تحديث: 27/10/2013 الساعة: 23:29 )
بيت لحم- معا - وقع رئيس بلدية بيت لحم فيرا بابون ورئيس بلدية كابري في ايطاليا تشيرو ليمبو يوم الجمعة الماضي اتفاقية توأمة بين المدينتين، بحضور نائب القنصل الايطالي في القدس السيدة ايلينا كليمينتيه.
وقد تم الحفل الرسمي في دار بلدية بيت لحم بحضور اعضاء المجلس البلدي ونائب رئيس بلدية كابري السيد مارينو ليمبو وكاهن رعية كابري الأب كارمينو ديل جاوديو ومدير العلاقات العامة السيد لوتشيانو جاروفو والأب ابراهيم فلتس الوكيل العام لحراسة الأراضي المقدسة ومستشار فخامة الرئيس للشؤون المسيحية المهندس زياد البندك وعضو المجلس التشريعي النائب فايز السقا ونائب قائد منطقة بيت لحم المقدم ناضر عمر ومدير برنامج دعم البلديات الفلسطينية الدكتور أنطونيو لاروكا وأعضاء مجلس بيت لحم الشبابي وعدد من مدراء مؤسسات وجمعيات المدينة حشد من ابنائها.
قد تمّ تنظيم احتفال على شرف الوفد الضيف ابتدأ عزف النشيد الوطني الفلسطيني والنشيد الايطالي، تلاه عرض عن مدينة بيت لحم وطبيعة الحياة فيها قدمته الآنسة كارمن غطاس من دائرة العلاقات العامة والإعلام في البلدية.
رحبت بابون في كلمتها بهذه الخطوة التي ستعود بالخير والنفع على المدينتين معتبرةً اتفاقية التوأمة بين بيت لحم وكابري تأكيداً على العلاقة الفلسطينية – الإيطالية التي لا تتزعزع مضيفةً أن إيطاليا كانت وما زالت الرائدة في إعانة الشعب الفلسطيني بطرق مختلفة تمس جميع مناحي الحياة ودعم الحقوق الإنسانية المشروعة.
كما قالت بابون أنه وفي خلال الأعوام السابقة، فإنّ الروابط بين أيطاليا وفلسطين بشكل عام، وبيت لحم بشكل خاص، مثّلت رمزاً للتضامن الروحي، فقد وقّعت مدينة بيت لحم أول اتفاقية توأمة لها في عام ألف وتسعمئة واثنين وستين مع مدينة فلورنسا، في حقبة سعادة رئيس البلدية السابق السيد جورجيولابيرا، الذي كان دوماً يردد مقولة: "نجمة بيت لحم ستبقى ساطعة دوماً، مُرسِلة رسائل الحب والسلام للعالم أجمع".أما الآن فبيت لحم لديها اثنان وعشرون مدينة ايطالية مُتوأمة، وبإجمالي ثلاث وسبعون مدينة متوأمة حول العالم، وزيارة الوفد هذا تُظهر قوة العلاقات الثنائية المثمرة، فبلدية بيت لحم تقدّر هذه العلاقة المتبادلة التي تجمعنا، وتأمل تقويتها وتوثيقها في المستقبل.
وأضافت رئيس بلدية بيت لحم بأن بيت لحم ومنذ ألفي عام تعتبر محطاً لأنظار الملايين حول العالم؛ فآلاف الحجاج والسياح يقصدون يومياً كنيسة المهد بمغارتها العظيمة وأماكنها الدينية والتاريخية الأخرى، لكن الإحتلال الإسرائيلي ومنذ عدة سنوات يفرض حصاراً على المدينة ويطوقها بجدارٍ اسمنتي يعيق الحريات ويمنع التواصل؛ فهذا الجدار فَصَلَ بيت لحم عن توأمها القدس، وفصل العائلة الواحدة عن بعضها البعض، كما مَنَعَ حرية العبادة والوصول إلى الأماكن الدينية، وأعاق حركة السياح والحجاج القادمين إلى بيت لحم. ولكن بالرغم من إجراءات الإحتلال مازال شعبنا الفلسطيني ينادي دوماً بالسلام، فالسلام هو نعمة من الله نحتاجها جميعاً، ولكي ينجح يجب أن يكون مبنياً على أسس وقواعد عادلة، ومساواة واحترام لحقوق الآخرين.
ثم تلت الأستاذة بابون نص اتفاقية التوأمة التي حرصت بأن تتضمن فيه مساهمة علاقة التوأمة تعزيز قضية السلام وتشجيع علاقة التعاون المشترك الذي يشجع الصداقة بين سكان المدينتين ومؤسساتهما، بالاضافة الى تشجيع المبادرات ذات الاهتمام المتبادل في مجالات التاريخ والفن والثقافة والبيئة والسياحة والتجارة والحرف اليدوية بالإضافة الى مجالات التعليم والتدريب، وتعزيز ونشر الوعي بالمنتجات التقليدية والحرف اليدوية الخاصة بكل منطقة بالإضافة الى نشر المعرفة بالعادات والتقاليد المتبعة في كل مدينة وتشجيع تنمية التقاليد المحلية، كما تأمل تعزيز التبادل بين المدارس في المدينتين لتقييم خبراتهم واكسابهم المعرفة بلغاتهما، بالإضافة الى تعزيز التبادل بين الشركات والمؤسسات والجمعيات الثقافية والرياضية والترفيهية والتطوعية والربحية والغير ربحية، كذلك بين المنظمات الخاصة التي يمكن أن تشارك أو تتأثر بموجب هذا الاتفاق. وحيث أن مدينة كابري تعتبر رائدة في مجال السياحة فان بلدية بيت لحم تأمل تعزيز السياحة والحجيج بين الطرفين وتطوير هذا المجال الذي تعتمد عليه مدينة بيت لحم في اقتصادها وتنميتها المستدامة.
ومن جهته شكر السيد ليمبو رئيس بلدية كابري مجلس بلدية بيت لحم على رأسه أ. بابون على استضافتهم وحسن ضيافتهم خاصة على البرنامج الذي حُضر لهم والذي تضمن جولات الى الأماكن الدينية في المدينة والتي تشكل شرفاً عظيماً بالنسبة اليه والوفد المرافق كما والجولات الى مؤسسات المدينة وخاصة الى جامعة بيت لحم.
وأشار السيد ليمبو الى أن مدينة كابري هي عبارة عن جزيرة غنية بالثقافة والتراث والفن والتاريخ التي يعود الى عدة عصور مما يجعلها مرفداً للسياح من شتى بقاع الأرض وهي تحظى بثلاث مدن متوأمة فقط، اذ يرفض مجلسها طلبات التوأمة الكثيرة التي يتلقاها ولكن عندما يتعلق الأمر بمدينة بيت لحم فإن مدينة كابري هي التي تطلب عقد اتفاقية توأمة للمكانة الكبيرة التي تحظى بها مدينة المحبة والسلام بيت لحم معبّراً أهمية هذا اليوم التاريخي آملاً أن تتحد المدينتين نحو بناء علاقة دائمة تقوم على السلام والأخوة والتعاون المشترك الذي يعود بالمنفعة عليهما. وأضاف بأن في مدينة كابري أكاديمية فندقة معروفة بجودة تعليمها وعليه فانه سيعمل نحو تحقيق تعاون من خلالها لتطوير مجال الفندقة والسياحة في بيت لحم.
ثم قدم رئيس بلدية كابري الشكر العميق الى الأب ابراهيم فلتس على جهوده لتحقيق اتفاقية التوأمة واصفاً اياه برجل السلام العظيم وصديق مدينة كابري.
وبدورها رحبت نائب القنصل كليمينتيه باتفاقية التوأمة بين بيت لحم وكابري وأكدت دعم القنصلية الايطالية العامة في القدس وتشجيعها لمثل هذه المشاريع التي تعبّر عن تضامن الشعب الايطالي مع الشعب الفلسطيني وتعود بالفائدة على أهالي بيت لحم، فقد سبق وان انعكس تأثير العلاقات الايطالية الفلسطينية في مشاريع يتم تنفيذها حالياً بدعم من الحكومة الايطالية من خلال برنامج دعم البلديات الفلسطينية مثل مشروع اعادة تأهيل حوش السريان وتحويله الى بيت ضيافة ومشروع بناء القدرات لدوائر بلدية بيت لحم ومشروع مصنع البوظة في مركز السلام الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع مؤسسة يوحنا بولس الثاني ومشروع اعادة تأهيل شارع بولس السادس – المدبسة والذي كان حاضراً في الاحتفال من أجله المهندس اينزو ليججي والمهندس ماسيميليانو سايتا من مدينة فيتشينسا لمتابعة سير المشروع.
وتخلل الاحتفال عرضاً لشباب وشابات مسرح ديار الراقص الذي يعتبر تجمعاً ابداعياً شبابياً يعرض قضايا وهموم الشباب الفلسطيني بطرق فنية ابداعية معاصرة دمجوا فيه الدبكة الشعبية مع الرقص المعاصر، بالاضافة الى عرض للثوب الفلسطيني مع دلالاته من مركز التراث الفلسطيني بادارة السيدة مها السقا، عُكِسَت خلالها هوية بيت لحم وعاداتها وتقاليدها وثقافة أهلها وانتماء فئة الشباب الى مدينة بيت لحم الفلسطينية.
وفي الختام قامت رئيس بلدية بيت لحم الأستاذة فيرا بابون ورئيس بلدية كابري السيد تشيرو ليمبو بتوقيع اتفاقية التوأمة وتبادل الطرفان الهدايا التذكارية الدالة عن كل مدينة، وتوجه الجميع لحفل استقبال نظمته البلدية على شرف الوفد. ثم استضاف مجلس بلدية بيت لحم الوفد الضيف لتناول وجبة العشاء حيث انضم اليهم القنصل الايطالي العام بالقدس دافيده لاتشيتشيليا وعقيلته.