التلفزيون الاسرائيلي: اذا تهرب حماس للامام وتعلن حل السلطة سيجري القضاء عليها واقامة سلطة جديدة
نشر بتاريخ: 18/05/2007 ( آخر تحديث: 19/05/2007 الساعة: 00:11 )
بيت لحم- تقرير معا- عكف المحللون السياسيون والامنيون الاسرائيليون على تلخيص الاوضاع الجارية في قطاع غزة بصورة عميقة و"سياسية " خطيرة.
فبالاضافة الى متابعة وسائل الاعلام العبرية لادق تفاصيل ما يحدث في غزة عن طريق خبراء الشؤون العربية، يعمل التلفزيون الاسرائيلي على "تقليد" حزب الله في متابعة شؤون وتصريحات ووسائل اعلام (العدو) وصولا الى فهم عقليته.
من جانبها وزارة الخارجية الاسرائيلية تنقل صور الاسرائيليين لا سيما الاطفال والنساء - وهم يهربون من سديروت ، تنقلها الى شاشات العالم ليظهر وكأن غزة هي التي تحتل اسرائيل.
ولوحظ ان وسائل الاعلام الاسرائيلية ابتعدت جدا عن تصوير جنود او دبابات اسرائيلية وتركز فقط على بث صور الاطفال المذعورين من الصواريخ وصور المدارس والشوارع التي اصابتها تاركة صور السلاح لقطاع غزة .
وقد تحولت بلدة سديروت الى "الضحية الكبرى" للاعلام الاسرائيلي حتى ان ما يحدث في غزة اصبح هامشيا قياسا معها، وحظيت بزيارة كبار قادة الدولة العبرية مثل رئيس الوزراء اولمرت وزعيم المعارضة بنيامين نتانياهو ووزير الصحة ورئيس الاركان وحتى الملياردير جايداميك، والذي تبرع باقامة ملجا يتسع الى 3500 شخص بكلفة 60 مليون شيكل لحمايتهم من الصواريخ.
وفي التحليل الامني للاوضاع قدر المراسلون العسكريون ان خطة الجيش الاسرائيلي لمهاجمة غزة ستعرض يوم الاحد القادم على الحكومة وعلى مجلس الكابينت الاسرائيلي.
فيما اوضحوا ان التكتيك الجديد المتبع هو "انهاك حماس"عن طريق اطالة فترة الضرب من الجو لايام وايام ، وان الخطة مبنية على الصبر وطول النفس، ما سيجعلها عملية طويلة ومديدة .
وتبعا لهذا السيناريو يتوقع الخبراء الاسرائيليون ان حماس ستحاول الهروب من الانهاك باتجاه الهجوم ولكن الاوامر الاسرائيلية تقضي ان يجري التعرض لحياة كوادرها ونشطاءها ما سيضعفها ويربكها.
وحسب المحلل السياسي ايهود يعاري سيبقى امام حماس الهروب الى الامام، والهروب الى الامام سيعني دعوتها لحل السلطة ما سيفسح المجال منطقيا لاجتياح شامل ولاحق. وحتى دون اجتياح شامل فان الحرب ستكون شاملة ضد حماس.
وردا على اهداف حماس الثلاثة التي ادعى التلفزيون الاسرائيلي قبل يومين انها سعت لتحقيقها من خلال هجومها الصاروخي على سديروت (افشال خطة دايتون+ فتح تدفق الاموال لسلام فياض+ استبدال رشيد ابو شباك واضعاف دحلان) قال يعاري ان الرد على حماس سيكون من خلال خطة ثلاثة ايضا:
اولاً: تحطيم حماس ومحاصرتها عربيا ودوليا ومحليا وسياسيا وعسكريا وامنيا وجغرافيا.
ثانيا: استنزافها وانهاكها ليتمكن محمد دحلان من السيطرة عليها من جديد وتنفيذ دايتون.
ثالثاً: اعادة بناء جهاز امني فلسطيني جديد وقوي بتمويل سيصل الى مليارد دولار يقوده محمد دحلان ويخضع لتدريب وادارة صادقة.
وقد وصف المحللون الاسرائيليون ما تقوم به اسرائيل انه عمل عسكري احادي الجانب قياسا مع انسحاب شارون احادي الجانب من قطاع غزة قبل عامين.
ومن وجهة نظر ايهود يعاري فان حركة فتح الضعيفة والمهلهلة سيعاد بناؤها من جديد لمعرفة اذا كانت تستطيع الحكم او لاً؟ واشار الى ان هناك قيادات في فتح مثل جبريل الرجوب تعيق عمل دحلان في غزة وتعرقل السيطرة على حماس وهو ما يتطلب من قيادة فتح اعادة النظر في "ضرورة" الاصلاحات الداخلية.
والنتيجة، خطة لتقوية واصلاح حركة فتح تستغرق سنة كاملة تواصل خلالها اسرائيل تحطيم حماس التي تمردت على الاتفاقيات والقوانين الدولية وبدا انه لا امل في التوصل معها الى اي اتفاق.