دعوة للعمل لإعادة الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 30/10/2013 ( آخر تحديث: 30/10/2013 الساعة: 16:21 )
غزة- معا - دعا اليوم، مشاركون في ندوة عمل نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية إلى العمل الجاد لإعادة وترسيخ الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب الفلسطيني.
وشدد المشاركون في الورشة التي عقدت تحت عنوان: " وعد بلفور وتأثيره في التاريخ الفلسطيني" على إصرار الشعب الفلسطيني على تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها.
وأكد المشاركون في الندوة التي عقدت في قاعة المؤتمرات بالكلية في ذكرى وعد بلفور على أهمية استذكار وعد بلفور لاستلهام الدروس والعبر من هذه الذكرى مشددين على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بين جناحي الوطن.
واستعرض الدكتور عدنان الكحلوت أستاذ في جامعة الأقصى بغزة في ورقته الصيغة التي طرح فيها بلفور تصريحه، والتي عمل وايزمن على تطويرها لصالح إقامة دولة يهودية في فلسطين، مبينا أن الحركة الصهيونية عملت على توفير البنية التحتية لتحويل تصريح بلفور إلى شهادة ميلاد للدولة اليهودية عبر نشاط دبلوماسي وسياسي مكثف واستعدادات ذاتية أخرى مثل بناء المستوطنات وقوات العصابات الصهيونية بدعم من الانتداب البريطاني.
وعرض د. الكحلوت نص الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور، والتي تعهد فيها بإقامة وطن قومي لليهود، وتطرق إلى حياته السياسية ورؤيته للصهيونية.
وتحدث د. الكحلوت عن هذه الذكرى التي ما زالت تغص في حلق الفلسطينيين، وآلامها ما زالت تنبئ بالكثير من أسرار حياة ضحاياها، منوهاً إلى أن جيلا بكامله رحل وهو على العهد، وجيلا آخر ما زال يورث الذاكرة لمن يأتي بعده، مكذباً الحلم الصهيوني القديم الذي يأمل أن يموت الكبار وينسى الصغار.
وأشار إلى أن الأيام والسنوات لم تنجح بمسح الذاكرة الفلسطينية، ولا سيما ذاكرة جيل الشباب منهم الذي ما زال يعي جيداً حجم المؤامرة التي أحيكت ضد الشعب الفلسطيني، من قبل آرثر جيمس بلفور، ومن خلفه الحكومة البريطانية التي وقفت بكل ثقلها من أجل إقامة دولة للاحتلال وإعطاء ما لا تملك لمن لا يستحق.
واستحضر محمد شلح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الواجهة التاريخية لهذا الوعد والأسباب التي دفعت بلفور إلى إعطاء هذا الوعد.
وقال أن الشعب الفلسطيني لا زال ينزف دماً منذ ذلك الوعد، الذي استصدره وزير الخارجية البريطاني، والذي منح اليهود دولة على أرض فلسطين دونما وجه حق، فهو لا يملك أن يعطي مثل هذا الوعد، والذي ترتب عليه كل ما يحدث على مدى الأعوام الماضية، وما يحدث الآن من قتل وتدمير واغتصاب.
وذّكر بأن هذا الوعد تسبب في تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين، وتسبب لهم بالعذابات والآلام والعيش في الشتات بعيداً عن أرضهم ووطنهم ومقدساتهم، كل ذلك من أجل التخلص من هذا العبء الذي اسمه اليهود والذي كان يؤرق بريطانيا وأوروبا، والتي أرادت أن تتخلص من هذا العبء حتى لو كان على حساب شعب آخر".
وفي استعراضھ للظروف التاريخية التي أحاطت بالحدث، وأشار شلح إلى أن الوعد صدر أثناء الحرب العالمية الاولى التي كانت بريطانيا طرفاً فيھا، وكانت القوات البريطانية آنذاك بقيادة الجنرال اللنبي قد احتلت مدينة بئر السبع وباتت تحاصر غزة، أي أنھا لم تكن قد استكملت السيطرة على كامل فلسطين حيث كانت لا تزال تخوض معارك ضارية مع القوات التركية، وبعد أكثر من شھر على صدور القرار سقطت مدينة القدس (شھر 12/1917)، مؤكداً أن المصالح الدولية ھي التي دفعت بريطانيا من خلال وزير خارجيتھا آرثر جيمس بلفور إلى منح ھذا الوعد للحركة الصھيونيةبتاريخ 2/11/1917، والذي ينص على إقامة وطن قومي لليھود في فلسطين.
وتطرق زياد جرغون عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الى التطورات التي صاحبت الحركة الوطنية الفلسطينية منذ أن كانت جزءا من الامبراطورية العثمانية والمراحل التي مر بها النضال الوطني الفلسطيني.
وأضاف أنه منذ صدور وعد بلفور عملت الحكومة البريطانية المتعاقبة إلى تذليل العقبات كافة التي تعترض ذلك الوعد من أجل تحقيق الحلم الصهيوني على الأرض الفلسطينية.
واعتبر أن وعد بلفور لم يكن وعداً بريطانياً بل وعداً وافقت عليه كافة الدول الغربية ذات الشأن وتقاسمت بريطانيا وفرنسا المنطقة العربية بموجب معاهدة سايكس بيكو وأعطيتا معاً لوعد بلفور شرعية "عصبة الأمم "رغم تناقضهما أحياناً إلا أنهما اتفقتا ضد الشعب الفلسطيني سياسياً وعملياً. وكانت بريطانيا تقاتل مناضلي الشعب في فلسطين، وفرنسا تطاردهم في سوريا ولبنان.
وكان الدكتور محمد شعث النائب الأكاديمي في الكلية ألقى كلمة ترحيبية استعرض فيها الظروف التي واكبت صدور وعد بلفور وتطرق الى العديد من التأثيرات التاريخية والجغرافية التي ترتبت على صدور هذا الوعد.
يشار الى أن الندوة التي حضرها ممثلو القوى الوطنية والاسلامية والمؤسسات التعليمية في قطاع غزة بدأت بالسلام الوطني وايات من الذكر الحكيم ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين.