الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المجالس المحلية الشبابية: تجارب رائدة في المساءلة الاجتماعية

نشر بتاريخ: 30/10/2013 ( آخر تحديث: 30/10/2013 الساعة: 18:02 )
رام الله ـ معا- اجمعت هيئات محلية ومؤسسات أهلية وناشطين ومانحين وخبراء، على ما حققته المجالس المحلية الشبابية من نجاحات عديدة من خلال مبادراتها ونشاطاتها، من بينها تولي رؤساء مجالس شبابية رئاسة بلديات في مواقعهم (كما حدث في أريحا وعلار وبديا)، وتولى بعضهم الإدارة التنفيذية لمؤسسات أهليةـ اضافة الى تعميق علاقاتها بمؤسسات المجتمع المحلية، من خلال التشبيك وتنفيذ عشرات الاعمال التطوعية، والحملات الشبابية التي ركزت على خدمة المجتمع المحلي.

جاء ذلك خلال اجتماع الطاولة المستديرة الذي عقده اليوم منتدى شارك الشبابي والمجالس المحلية الشبابية ومؤسسة مجتمعات عالمية، بمشاركة عدد كبير من رؤساء البلديات وممثلي المؤسسات المحلية والدولية والقطاع الخاص والخبراء وما يزيد على 200 شاب وشابة من أعضاء المجالس المحلية الشبابية المنتخبين في 17 بلدية فلسطينية بالضفة الغربية ضمن المرحلة الثالثة من مشروع المجالس المحلية الشبابية الذي ينفذه منتدى شارك الشبابي وبالشراكة مع مؤسسة مجتمعات عالمية - برنامج الحكم المحلي والبنية التحتية، والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وشركاؤها تحت رعاية معالي وزير الحكم المحلي د. سائد الكوني بعنوان "الشباب والمساءلة الاجتماعية"، ومناقشة آفاق العمل وتحديد الأولويات والأفاق المستقبلية للمجالس المحلية الشبابية بمناسبة اختتام المرحلة الثالثة من مشروع المجالس المحلية الشبابية، وذلك في فندق سيزر برام الله.

حيث نقل وزير الحكم المحلي د. سائد الكوني تحيات الحكومة ورئيس وزرائها للشباب، مؤكدا على دور الشباب بالنهوض بالواقع الفلسطيني لما هو أفضل في كافة المجالات، مشيرا الى سعي الوزارة بايجاد حكم محلي ديمقراطي قادر على تحقيق التنمية المستدامة بمشاركة مجتمعية فاعلة.

وقال:"ان تطوير الاداء ومواكبة السياسات الاصلاحية لقطاع الحكم المحلي والخطط الحكومية امر يحتاج الى متابعة دائمة وحثيثة"، مشددا على دور الشباب كشريك استراتيجي في التخطيط والعمل لتحقيق رؤية الوزارة بحكم محلي رشيد قادر على تحقيق التنمية المستدامة، مؤكدا دعم الوزارة الكبير لفكرة ومبادرة تشكيل المجالس المحلية الشبابية.

واضاف:"اظهرت تجربتكم في المجالس المحلية الشبابية انكم الاقدر ليس فقط على تحمل مسؤولياتكم في تحديد احتياجاتكم وأولوياتها، بل وفي بذ كل الجهود لتحقيقها وترجمتها لواقع عملي ملموس وكان منكم الكثير من الافكار والمبادرات الخلاقة والمبدعة على المستوى الوطني".

وقال:"اثبتم انكم قادرون على تحقيق التغيير وربيع فلسطيني مزدهر ومسؤول يحمي الانجازات المحققة ونرى ذلك من المبادرات التي تدعمها الافكار الشابة والتطلعات الشبابية التي تهدف الى تحسين وتطوير حياة أفضل لهم وللاجيال القادمة."

ووجه المختص في المعلوماتية والشباب د. صبري صيدم عدة رسائل للشباب حثهم فيها لتبوأ المراكز القيادية على كافة الصعد والمستويات وتنشيط مبادراتهم وتفعيلها ليكونوا مؤثرين في مجتمعاتهم، حاثا اياهم على تحدي اليأس ومواجهته بالعمل والريادية وتجديد العطاء وقال ان المهمة التي تضطلعون بها هي اكبر من الفصائل والاحزاب فلتكن المجالس المحلية فتح كبير بحماس أفضل.

من جهتها قالت مدير عام مؤسسة مجتمعات عالمية لنا أبو حجلة، أتت مبادرة المجالس المحلية الشبابية كنمو وتطور طبيعي للجهود الحثيثة التي تبذل في سبيل بناء هيئات الحكم المحلي ودعمها في ظل التحديات الكبيرة التي يفرضها الواقع، مؤكدة ان اهم عناصر البناء في النسيج الفلسطيني هو عنصر الشباب الذي لا بد من اشراكه في معترك العمل البناء وتحضيره لدوره القيادي مرحليا ومستقبليا.

وأكدت أبو حجلة ان تغييب الشباب في الملية التنموية سيشكل أكبر المعيقات ويتخطى فرص النجاح، مبينة عمق التأثير الذي احدثته المجالس المحلية الشبابية في مجتمعاتهم وايجابية التأثير على الشباب والشابات الذين اتيحت لهم فرصة المشاركة في العملية التنموية لمجتمعهم والمساهمة الفاعلة في تشكيل صورة الغد المشرق.

وأشادت بتجربة المجالس المحلية الشبابية والتي ترى انها تستحق الوقوف وتوفير كافة سبل الدعم لتطويرها وضمان الحفاظ على قيمها النبيلة والعمل على مأسستها ضمن الوعي العامكمكون أساسي من المجتمع يهدف الى خلق حراك ايجابي بناء يعزز روح المواطنة والعمل المجتمعي.

من جهته شدد رئيس بلدية بيت فجار صلاح الديري في كلمة البلديات، على الشراكة الاستراتيجية ما بين البلديات والمجالس الشبابية المحلية لاحداث تنمية مستدامة محورها الشباب الذين يمثلون العنصر المركزي فيها، وحيا الشباب وكل من شارك في تعزيز هذه التجربة الريادية داعيا اياهم للتسلح بالمعرفة وتشبيك العلاقات مع المنظمات والمؤسسات الشبابية العالمية.

بدوره أعرب ممثل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية براد بسير، عن ايمانه بالشراكة مع المجالس المحلية الشبابية ومنتدى شارك الشبابي، مؤكدا ان مشروع المجالس المحلية الشبابية من شأنه تغيير المجتمعات ويحفز الشباب للعب دور مؤثر خصوصا ان واقع البلديات والهيئات المحلية صعب وتفتقر لمصادر الدخل بالمقابل توجهها تحديات كبيرة في توفير الخدمات للمواطنين ما يستوجب تدخل الشباب وتفعيل دورهم والتواصل مع مجتمعاتهم.

بدوره اوضح المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، بان فكرة المجالس المحلية الشبابية بدأت في عام 2009، حيث سميت آنذاك بالمجالس المحلية الشبابية المساندة، اذ قامت فكرة المشروع على تأسيس هذه المجالس لتكون مناظرة للهيئات المحلية في تركيبتها ووظائفها وأعمالها. وانبثق هذا المشروع من الحاجة الفعلية لتوفير السبل والآليات لزيادة انخراط فئة الشباب في الخدمة المجتمعية المدنية، عبر إطار شبابي قادر على الانخراط المسؤول في مجال الحكم المحلي، وتمثيل احتياجات الشباب وطموحاتهم المستقبلية على المستوى المحلي.

وأضاف، استنادا لهذه التجربة، بالبناء على إنجازاتها، وتصويب مكامن الخلل أو القصور فيها، تم في بداية عام 2010، الانتقال لمستوى جديد من العمل، وهو المجالس المحلية الشبابية، حيث قام منتدى شارك الشبابي بمراجعة معمقة لمفهوم مجالس مساندة، أو مجالس ظل شبابية، اذ اعتبر المنتدى ان تشكيل مجالس محلية شبابية، وسيلة لمشاركة الشباب الفاعلة والمؤثرة في الشأن المحلي، بشكل يحاكي بالكامل ما يتم في الهيئات والمجالس المحلية، ولا يتوقف الأمر عند المشاركة الشكلية فيها.

واستنادا الى ذلك بدأ العمل المشترك بين المنتدى، ومؤسسة مجتمعات عالمية "CHF الدولية سابقا"، لتأسيس مجالس محلية شبابية منتخبة تضم في عضويتها الشباب من عمر 15-22، في عدد من المواقع (كمرحلة أولى) هي: عنتبا، أريحا، قلقيلية، سلفيت، الطيبة، الرام، بيت فجار، بيت ساحور، حلحول، إذنا. حيث أجريت الانتخابات في سبعة مواقع جديدة، مع الإبقاء على المجالس الشبابية في كل من بيت فجار، والرام، وسلفيت المنتخبة في عام 2009.

واشار الى انه بعد الانتهاء من انتخاب المجالس الشبابية المحلية، في النصف الثاني من عام 2010، تركزت جهود المنتدى، على ثلاثة محاور تتمثل في : بناء قدرات الأعضاء المنتخبين عبر تدريبهم في عدد من المجالات المرتبطة بالحكم المحلي، ومهارات التفاوض والإقناع، وتقدير الاحتياجات، والعمل كفريق، والقيادة، وغيرها.

ونسج شبكة من العلاقات مع المجتمع المحلي، وتعريف الشباب الأعضاء على الأدوار المؤسسية في مجتمعهم المحلي، وتنفيذ عدد من المبادرات الشبابية على المستوى المحلي.

وتابع قائلا:"في العامين 2012 و2013، أجرت انتخابات جديدة في 17 موقعا، هي: عنبتا، حلحول، الطيبة، أريحا، بيت ساحور، سلفيت، الرام، قلقيلية، أبوديس، بيت فجار، بديا، بيت لحم، بيرزيت، قبلان، بيت جالا، بيت أمر، عقابا. حيث بلغ عدد الهيئات العامة الانتخابية في تلك المواقع 6539 (70% ذكور، 30% إناث). شارك منهم في الاقتراع 57%. أما المجالس المنتخبة فبلغ عدد أعضاءها 225 (40% منهم من الإناث).

أما رئيسة مجلس محلي شبابي بير زيت آرلين عودة فتحدثت باسم المجالس المحلية الشبابية فعرضت فكرة هذا النموذج الشبابي للحكم الرشيد والمساءلة الاجتماعية مع جميع الاطراف المعنية من الحكم المحلي كوزارة وأفراد وصندوق تطوير واقراض البلديات، ومجتمع محلي ممثلا بقيادات وأفراد ومجموعات، ومؤسسات مجتمع محلي، والشباب أنفسهم كناشطين منهم من عايش التجربة ومنهم من يهتم بها وبتقييمها ونقاشها كفكرة رائدة تُعمم على المستوى المحلي.

وقالت:" نحن كمجالس نؤمن بالتنمية الشبابية داخل المجتمعات المحلية على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ومجالسنا تدعم المبادرات والنشاطات التي تهدف الى تمكين الشباب ذكورا واناثا ليكونوا قادرين على المبادرةوالتواصل من خلال التخطيط والمشاركة والمثابرة والعمل بروح الفريق.

وتم توزيع الشباب اعضاء المجالس الشبابية المحلية على ثلاثة مجموعات، ناقشت الاولى "نقل التجربة من شاب لشاب" وعرضت فيها اربع تجارب تمثلت في تجارب محلية وعالمية في مجال مبادرات الشباب ونقل تجاربهم، وتجارب مجلسي محلي شبابي بيت أمر وقلقيلية على المستوى المحلي، وتطورهما، ونقل التجارب وتعزيز دور الفتيات ومشاركتهن على المستوى المحلي.

وناقشت المجموعة الثانية"تجربة نحو المساءلة الاجتماعية والحكم الرشيد" وعرضت فيها مداخلات تتعلق بتجربة المجالس المحلية الشبابية ودورها في المساءلة الاجتماعية والحكم الرشيد، والحديث عن التجربة في رئاسة المجلس الشبابي والمؤسسات الشبابية، ودور البلديات في تعزيز مشاركة الشباب في الهيئات المحلية، بلدية عقابا نموذجا، واقع الشباب ومشاركتهم في الحكم المحلي.

أما المجموعة الثالثة فناقشت" شراكة ومبادرة: نحو مجتمع مدني خلاق" وعرضت فيها تجربة جمعية نجوم الامل وتعاونها مع المجالس المحلية الشبابية – الحملة الوطنية نموذجا، وآليات التعاون والشراكة ما بين الشباب والمجتمع المحلي- رسالة الشباب، وتجارب مجالس محلي شبابي بيت لحم وعنبتا ومنتدى شارك وعلاقاتهم مع المجتمع المدني.