الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لك منا " بيت ساحور " الف الف باقة ورد

نشر بتاريخ: 30/10/2013 ( آخر تحديث: 30/10/2013 الساعة: 22:30 )
بقلم : عمر الجعفري

" لجنة اليوبيل الذهبي ورئيس واعضاء مجلس ادارة النادي الارثذوكسي الثقافي العربي بتشرفون بدعوتكم لحضور حفل انطلاق فعاليات " اليوبيل الذهبي للنادي " والذي سيقام تحت رعاية سيادة اللواء جبريل الرجوب ، رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وذلك في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الخميس الموافق 31/10/2013 في قاعة الرويال بيت ساحور "

هذا نص بطاقة الدعوة التي وصلتني من الاخوة في النادي الساحوري لحضور الاحتفال باليوبيل الذهبي للنادي .

تسلمت الدعوة وباعتباري رجل " ستيني " مر شريط ذكرياتي بمحطات كثيرة ، بدأت تسترجع ذاكرتي عندما كنت طفلا محبا للرياضة واذهب الى ملعب " دير اللاتين " في بيت ساحور لاستمتع باداء اللاعبين السواحرة سواء كانوا من النادي الثقافي او من النادي الارثذوكسي ، وتذكرت من هؤلاء اللاعبين جورج غطاس وحنا عواد واميل متري واميل بنورة وجريس المشني واميل هلال وجريس البطل وواصف ظاهر وعبد الله موسى ومحمد مناصرة والقائمة تطول .

و مر شريط الذكريات عندما نقل الملعب من موقعه السابق " ملعب دير اللاتين " ثم اقيم الملعب الجديد " الموقع الحالي " ،وتذكرت الجمهور الساحوري خاصة والتلحمي عامة كيف كان يشجع الرياضة ، وكيف كانت جنبات الملعب تغص بالمشجعين فلا مدرجات ولا عشب اخضر ولا منصات كانت في الملاعب ،وكيف كنا اطفالا صغارا نسترق المتعة والفرجة من بين كبار السن الذين كانوا يتابعون كل صغيرة وكبيرة امامهم ، وكيف كانت احاديثم ناضجة وروحهم رياضية .

وقلت في نفسي ان بيت ساحور بنت مجدها بهمة شبابها ، الذين لا يعرفون الا طريق المجد ،هاماتهم مرفوعة وجباههم عالية ،فها هم يسطرون كل يوم انجازا تلو الانجاز وفي كل الاصعده ، هؤلاء الشباب الذين تتلمذوا في احضان ناديهم ، الذين اصروا على ان يكون ناديا واحدا لا اكثر ، فقد جملوا انفسهم والوطن بوحدتهم ، في الوقت الذين نعيش فيه في حالة من التشرذم والفرقة ،وسياسة "فرق تسد "هي السياسة المسيطرة .

لقد سطر السواحرة بذكائهم وفطنتهم وقدرتهم على التصدي تاريخا مجيدا وبرز ابناءها في شتى المجالات ، ولم يقتصر عطاءهم على الجانب الرياضي فقط ، بل تعدى ذلك الى مختلف الميادين .

خمسون عاما واكثر تعرضت فيها اندية بيت ساحور للاغلاق وتعرض فيها الشباب للاعتقال ،الا انهم كانوا اقوى من السجن والسجان ، وفي كل مرة كانوا يتخرجون من جامعة السجون اقوى من التي سبقتها .

هذه هي بيت ساحور وهؤلاء هم رجالها الذين عرفناهم ، منتمون ، مناضلون ، عصيون على الاحتلال .

مبروك لك بيت ساحور...

ومبروك لكل الرجال الرجال.. وأخص هنا بالذكر الصديق " جورج غطاس "رجل الوفاق ، والدكتور " اغلب خوري " رجل المهمات الصعبة .
مبروك لنا في بيت لحم ...
ومبروك للوطن جميعا .. .

فلك منا بيت ساحور الف الف باقة ورد .
واطال الله في عمر ابناؤك .