الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس الشاباك: يجب العمل على وقف الانفجار فورا

نشر بتاريخ: 01/11/2013 ( آخر تحديث: 03/11/2013 الساعة: 09:05 )
بيت لحم - معا - تحدث رئيس جهاز "الشاباك" السابق يوفال ديسكن اليوم الجمعة لصحيفة "يديعوت احرونوت" عن الوضع الراهن، داعيا الى العمل السريع والفوري لوقف الانفجار القادم كون الواقع يخلق تركيز خطير من وقود الانفجار، مشيرا الى قرب انتقال الربيع العربي الى اسرائيل، طارحا العديد من النقاط التي تساهم في انهاء الصراع والتوصل الى اتفاقية سلام، وعلى رأسها وقف الاستيطان فورا وتحرير عدد كبير من الأسرى.

رجل المخابرات الاسرائيلي الكبير والعالم بالوضع الفلسطيني كونه كان يترأس جهاز "الشاباك" والذي على تماس مباشر ويومي بالوضع الفلسطيني الداخلي، الذي انهى مهماته قريبا لم يخفي شيئا عن تخوفاته لما ستؤول اليه الأوضاع، مستندا للحالة الراهنة التي تعيشها المنطقة وبالذات طرفي الصراع الفلسطيني والاسرائيلي.

ينطلق ديسكن في بداية الحديث للتطرق للربيع العربي الذي شمل العديد من الدول العربية، والذي من خلاله استطاعت الشعوب اسقاط انظمتها ولكنها مع ذلك لم تستطيع حتى الان تحقيق اهدافها بالديمقراطية، وما يحدث اليوم في المنطقة يدلل على حقيقة واحدة بأن الشعوب عندما تهب وتنزل الى الشوارع تستطيع اسقاط النظام وتستبدله بنظام جديد.

هذه البداية تقوده للحديث عن الواقع الفلسطيني وحالة الاحباط التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، فكل يوم يتأكد الشعب الفلسطيني بان حلم الدولة يختفي ويتقلص، ويشاهد الارض التي يحلم ببناء دولته عليها تختفي ويتم بناء مزيد من المستوطنات عليها، كذلك الوضع الاقتصادي الصعب للشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال يزيد من حالة الاحباط، خاصة بأن 70% من الشعب الفلسطيني أقل من 35 سنة، وأغلبهم عاش تحت ظروف الاحتلال القاسية والتي لا تعطيه امل في الحياة.

وقال "وفقا لهذه الظروف والتي يضاف عليها وضع الفلسطينيين داخل مناطق عام 48 والذين اعتادوا مشاركة الفلسطينيين في المظاهرات خاصة في المواجهات الكبيرة، فأن الوضع سيكون قابل للانفجار وليس في وقت بعيد في حال لم نتحرك فورا، والذي يعتقد بان الوضع بحاجة لحدث كبير لاندلاع مواجهات واسعة وعنيفة فهو لا يصيب الحقيقة، فالتاريخ الفلسطيني يدلل على وقوع هذه الاحداث الواسعة نتيجة حدث عرضي كما حدث في الانتفاضة الأولى عام 87، أو حتى الانتفاضة الثانية عام 2000، فحتى مروان البرغوثي الذي كان يقف على رأس هذه الاحداث، لم يكن يخطط لانتفاضة تستمر الى 7 سنوات ويقع نتيجتها الاف القتلى والجرحى من الطرفين، فقد كان يريد تظاهرات تستمر لعدة اسابيع ولكنها خرجت عن السيطرة.

ويستمر في التحليل للوضع ويصل الى النقطة الاساسية والتي قد تمنع هذه الانفجار والمتمثلة بالحل السياسي على اساس حل الدولتين، والذي يعتبر نفسه يدعم هذا الحل بقوة ولكنه مع ذلك يبدي تخوف بأن هذا الحل لن يرى النور لوجود العديد من الاسباب التي تتعلق بالتركيبة السياسية الحالية، وكذلك بالجو العام داخل اسرائيل وكذلك الشعب الفلسطيني، بالاضافة الى حالة الانقسام وعدم التواصل بين الضفة وقطاع غزة، فطبيعة المواضيع التي يجري التفاوض عليها "الحدود، اللاجئين، القدس" وغيرها قد تفجر هذه المفاوضات، خاصة لعدم وجود ثقة بين الجانبين وكذلك عدم استعداد بعض الاطراف في الائتلاف الحكومي للسلام.

ويضع ديسكن حلول للخروج من هذا الوضع من خلال ثلاث نقاط اساسية تساهم في وصول طرفي النزاع الى حل سياسي يصمد لوقت زمني طويل.

الأول: يجب مشاركة فعلية للأطراف المرتبطة بشكل مباشر في النزاع في المفاوضات "مصر، الاردن"، ويجب ان تكون هذه المشاركة فعلية ومؤثرة وليس فقط في جوانب ثانوية، وهذه المشاركة سيكون لها تأثير كبير خاصة انها تمنح الرئيس الفلسطيني أبو مازن ثقة أكبر ودعم مباشر في اتخاذ القرارات المهمة، كذلك تضمن لهذا الاتفاق الاستمرارية لوقت زمني طويل.

الثاني: مشاركة لاطراف أخرى لها علاقة بالصراع "السعودية ، تركيا ، دول الخليج العربي" وهذه الدول سيكون لها دور مهم في صمود هذا الاتفاق من ناحية الدعم الاقتصادي وكذلك السياسي.

الثالث: الاطراف الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، والتي تضمن استمرار هذا الاتفاق من خلال التزامها اتجاة طرفي النزاع بالعديد من القضايا التي تساهم في انجاح الاتفاق وتطبيقه على الواقع.

ولكن كيف يمكن تحقيق هذه الاتفاقية في ظل عدم توفر الثقة بين طرفي النزاع، وهم الأساس في التوصل لهذا الاتفاق، ويمكن ذلك في حال اتباع النقاط التالية والتي ستساهم في منع حدوث الانفجار.

أولا: يجب أن نؤمن بالسلام ويعني ذلك بكل ما أوتينا من قوة وأمام الجميع من القادة، انتم الذين قمنا بانتخابكم كي تمثلونا على اساس برنامجكم السياسي بحل الدولتين لشعبين.

ثانيا: يجب بعث رسالة واضحة من قبل قيادتنا بأنها تريد السلام بشكل حقيقي، وهذه الرسالة لا تأتي الا بتغيير كبير في الخارطة السياسية، يجب تشكيل ائتلاف حكومي جديد من الاحزاب الاسرائيلية التي تؤمن بالسلام، كون الائتلاف الحكومي الحالي لا يوجد فيه أمل كي يقود عملية سلام.

ثالثا: بناء ثقة شخصية بين القادة، كون كافة الاتفاقيات التي تم التوصل لها مع العرب جاءت بناء على وجود ثقة بين القادة أو بين المبعوثين.

رابعا: يجب ان تجري المفاوضات بسرية تامة قدر الامكان، مع تسريبات لبعض النقاط المدروسة من حين لأخر.

خامسا: يجب تغيير الأجواء داخل المجتمع الاسرائيلي والفلسطيني، من خلال احداث تغيير حقيقي على خطابات القادة.

سادسا: يجب القيام بخطوات فعلية على أرض الواقع والتي تعطي أمل كبير للسلام وانهاء الصراع ومنح الثقة في هذه العملية، وعلى رأس هذه الخطوات وقف فوري للبناء الاستيطاني خارج التجمعات الرئيسية في الضفة الغربية، تحرير عدد كبير من الأسرى وعدم الانتظار لتحريرهم مقابل جندي مخطوف او اسرائيلي، بمعنى يجب ان تبادر اسرائيل لاطلاق سراحهم دعما لعملية السلام وبناء الثقة.

سابعا: اتخاذ خطوات جريئة من القادة، مثلا ان يقوم القادة الاسرائيليين بعقد اجتماعات مع قيادات من فتح أو منظمة التحرير في رام الله، وتقديم خطابات دعما للسلام، أو دعوة الرئيس أبو مازن كي يقدم خطاب أمام الكنيست الاسرائيلي.

ثامنا: صلاحية الأراضي "Viability for Land" هذه الصيغة للمفاوضات تسمح من ناحية قيام الدولة الفلسطينية ، ومن ناحية ثانية تقلص من تبادل الأراضي ، وقد تكون هذه الخصائص على سيبل المثال "توفير مناطق ساحلية أو موانئ، شراكة في مرافق تحليه المياه وامدادات المياه ، التزام بتزويد الكهرباء والغاز، اقامة منطقة صناعية تساهم في التطوير الاقتصادي وخلق فرص عمل".

وينهي ديسكن بالقول، أنني مؤمن بمزيج من قيادة جريئة والتفكير الاستراتيجي، تنسيق التوقعات، خلق الأمل، التفكير خارج المنطقة المغلقة والحوار مع الجمهور في كلا الجانبين، يمكن لكل ما ذكر ان يخلق منعطفا في المسار يخرجنا من المسار المؤكد بأن الحريق والانفجار قادم.