الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رافع كراجة 29 عاماً في الأسر ولم يحظ باحتضان والدته

نشر بتاريخ: 01/11/2013 ( آخر تحديث: 02/11/2013 الساعة: 09:17 )
رام الله – معا – لا تزال مشاعر الفقدان تعتري الأسير المحرر رافع فرهود كراجة، ابن قرية صفا غربي رام الله، بعد أن أفرج عنه ولم يجد والدته في انتظاره، فأضناها تعب الانتظار وزيارات السجون، لتقابل ربها وهي تتأمل أن تحتضن ابنها الذي اعتقل 29 عاماً، وهو ثاني أقدم أسير في محافظة رام الله والبيرة، حيث انه معتقل منذ 20 ايار 1985، ويقضي حكما بالسجن المؤبد.

وكانت والدة الأسير، الحاجة أم كامل قد توفيت قبل عام تقريباً، ولم يلب الاحتلال رغبتها بالسماح لها بزيارة نجلها رافع بشكل خاص، لا سيما وأنها كانت مريضة ولا تستطيع الجلوس على الشبك المخصص للزيارة، إلى أن توفيت وهي تحلم باحتضانه مباشرة وليس من خلال شباك الزيارة.

واعتقل كراجة بتهمة مسؤوليته عن قتل احد الجنود الإسرائيليين على مدخل مبنى الجمارك في رام الله، وإصابة آخر في عملية أخرى، إضافة إلى مسؤوليته عن خلية عسكرية تابعة للجبهة الشعبية في منطقة غرب رام الله.

ويقول رافع كراجة لمراسل معا : هناك مشاعر مختلفة، هناك مشاعر فيها حزن، أن يتم الإفراج عنك، ولا تجد الوالدة التي انتظرت لسنوات طويلة جداً، وتعبت معي، وكانت تعاني معي في الزيارات، في البرد وفي الحر، وكانت تنتظر سنوات طويلة، ثم يخونها جسدها وتفارق الحياة.

ويضيف: "تخيل معي لو عدت إلى البيت ووجدت الوالدة والتقيت فيها، وهذا كان حلمي أن تكون أم كامل أول من التقي بهم بعد تحرري من المعتقل، حتى أحاول أن أعيد لها جزءاً يسيراً مما قدمته لي من تضحية، فهي ظلت مواظبة على زيارتي طوال ثلاثة عقود تقريباً، وأنا اتنقل بين المعتقلات الإسرائيلية، رغم مرضها وتعبها".|247913|

ويؤكد رافع أن أكثر من يتذكره هي لحظات الانتظار الطويلة التي عاشتها والدته، كونها كانت تتأمل وتعيش على أمل أن يتم الإفراج عن فلذة كبدها، وأن تلتقي به بعد غياب سنوات طويلة من القهر والعذاب، ويضيف: لك أن تتخيل أنه كيف سيكون الشعور في هذه اللحظة، لحظة صعبة لكن مع ذلك، وجود الناس واحتضانهم واستقبالهم لي، ومشاعرهم الجياشة تجاهي، يبعد لحظات الحزن على فراق الوالدة، وغيابها عن مشهد استقبالي.

وتنقل كراجة بين 10 سجون ومعتقلات إسرائيلية، فاعتقل في داخل السجون التي كانت مقامة على أراضي الضفة الغربية، وبعد قدوم السلطة الفلسطينية، نقل إلى المعتقلات داخل الأراضي المحتلة.

كما خاض رافع كراجة 10 إضرابات مفتوحة عن الطعام، فضلاً عن العديد من الإضرابات لأيام معدودة وبشكل متقطع في أوقات معينة وفي ظروف معينة.

مشاعر الغضب لا تزال تعتري رافع إزاء عدم المطالبة بالإفراج عن الأسرى لحظة توقيع اتفاقية أوسلو، وبالتالي فإن هؤلاء الأسرى يشعرون بالغضب، ولديهم شعور أن كل الفصائل بدون استثناء قصرت بحق الأسرى عامة، وهؤلاء الأسرى على وجه الخصوص، الذين كان يجب الإفراج عنهم قبل التوقيع على أوسلو.

ولكن يرى أن هناك ظروفاً معينة وواقع مرير وتوازنات قوى وإمكانيات حالت دون الإفراج عنهم سابقاً، رغم إدراكه وجود رغبة دائمة للإفراج عن جميع الأسرى القدامى، من قبل القيادة، رغم بعض التقصير الذي يطالب بضرورة تجاوز هذا التقصير وهذا الخطأ التاريخي.

ويوجه رافع رسالة إلى الشباب الإسرائيلي، بضرورة الخروج إلى الشارع للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، لإحلال السلام بين الشعبين، وحقناً لدماء الشعبين.

ويرى رافع كراجة أن الاعتقال في العقل الإسرائيلي يهدف إلى ترسيخ شعور الإحباط لدى الشعب الفلسطيني، وشعور الخوف من مقاومة الاحتلال واليأس والتعايش مع الواقع ومع الاحتلال والاستيطان، وهو شيء مستحيل أن يقبل به أي شعب، أن يتعايش مع الاحتلال والاستيطان، فكان من الطبيعي أن يرفض شباب فلسطين التعايش مع الاحتلال، ويرفض مصادرة حريته ومصادرة حياته ومستقبله.