" العنصري اللطيف " في "غوش قطيف"!! بقلم موفق مطر
نشر بتاريخ: 23/08/2005 ( آخر تحديث: 23/08/2005 الساعة: 10:53 )
معا - أيجوز أن نشكر واضعي خطة إخلاء المستوطنين من غزة ومعهم وسائل الإعلام" الإسرائيلية" على ما قدموه لم يقصدوا من حقائق لا تقبل الجدل والنقاش أبداً.
· هل رأيتم كيف ظهر الشرطي الإسرائيلي, وكم كان لطيفا حتى بدا وكأنه يتعامل مع أطفال مشاغبين ومشاكسين في روضة تحصل فيها كل الاحتمالات حتى ولو كانت التبول في حضن شرطي مثلاً!!! فصار حمض الأسيد الحارق على قلب الشرطي الصهيوني أحلى من العسل !!
· أتظنون أننا نبدي إعجابنا بأسلوب الليونة واللطف "الأخوي الصهيوني" والأبوي "الحاخامي" ؟!! وهذا ماجعلناه ينطلي علينا أبدا ولا بلعناه كحبة حلوى ملغومة بالسم البطيء التأثير!!
· كيف فاتت الذين يعتقدون أن الصهيوني هو ( سوبرمان) زمانه ويحسب الحساب لكل شيء على الرغم مما خلصنا إليه ومعنا العالم إلى النتائج المذهلة الثابتة في حقائقها وبراهينها المصنوعة في مصانع المشروع الصهيوني ذاته - المستوطنات- إذ تأكدنا أنه في مرحلة الهبوط والانكسار والانحدار يفقد المخططون والمبرمجون والقادة الدهاة بعضاً من توازنهم " فيخبصون " وحسناً فعلوا هذه المرة !!!
· هل تأكدت لكم خلاصة الحدث بأن الشرطي الصهيوني وجندي الاحتلال وزميلهما المستوطن المسلح يقتلون العربي حباً بالقتل مدفوعونً بكراهية مميزة للعربي الفلسطيني فضحتها وكشفت عنها تعليمات صهيونية عنصرية لقتل الفلسطيني تتلخص بـ : أنت جاهز فأطلق النار دائماً النار مادام هدفك عربي.
· ماذا لو وضعنا مقارنة بين الشرطة التي نفذت إخلاء المستوطنين وما ألقي عليهم من "حامض الأسيد" وغيرها من أشكال التمرد وعصيان الأوامر، وبين الشرطة التي أخذ أفرادها الوقت الكافي " للتنشين" على صدور ورؤوس الشباب الفلسطيني في الجليل الفلسطيني استنكاراً لفعلة شارون في المسجد الأقصى ومن قبلها مظاهرات يوم الأرض الفلسطينية ـ لا ننسى أن أولئك الشباب يعتبرون مواطنو "دولة" إسرائيليين أيضاً!!
· أيكون صواباً إذا قارنا بين النتيجة في إخلاء مستوطنات غزة حيث الجرحى بالعشرات من الشرطة الإسرائيلية..و مظاهرات العرب الفلسطينيين من أجل الأقصى حيث القتلى بالعشرات والجرحى بالمئات ؟!..أم سيكون "هبلاً " وقلة نظر ومفهومية إذا استغربنا أصلاً نتيجة المعادلة!! وكأننا لا نعرف أولاد المشروع الصهيوني وتربيتهم " الشوارعية" التي تحكمها بلطجية السلاح وتحريف وتزييف الحقائق بقوة الزند والزناد.؟!!
· كم ستكون النتائج لصالح قضية شعبنا وكفاحه إذا أحسنا النفاذ عبر الصورة التي يسعى الاحتلال إلى بثها للعالم لتوضيح أبعادها الحقيقية موظفين قدراتنا وخبراتنا في كشف البعد الثالث فيها حيث لا تستوي الحقيقة إلا بالعناصر الموضوعية المرتبطة بنا بالذات لأننا نحن الفلسطينيين موضوع الأرض والحرية والمستقبل أساسا ؟!
· لماذا نقرأ الصورة والمعلومة الصهيونية بدونية مفرطة - دون الاستهتار- ولماذا نفترض أن ليس للمتلقي في هذا العالم عقل وضمير يناقش الوقائع والأحداث؟!! ..لأننا لو افترضنا أن كل مشاهد لصور الإخلاء في العالم سال نفسه السؤال التالي :" هل يعقل أن حكومة ديمقراطية تقلع مواطنيها من بيوتهم وأرضهم من اجل حل سياسي" سنجد أن الإجابة عند نفس المتلقي هي: لولا قناعة المستوطنين ومن قبلهم سلطات الاحتلال التي تمثلهم بان هذه الأرض ليست لهم جذور بها ولا مستقبل,أي لا حق لهم فيها ولا شرعية لكانت مواقف الطرفين مختلفة بمستوى مئة وثمانين درجة ؟! إذن يبقى علينا أن نعرف انه في أفلام توم وجيري الكرتونية -الرسوم المتحركة لا يموت البطل أبدا لأن حقيقة الأمر تكمن في أن الشخصيات في توم وجيري وهمية تماما كما وهم المستوطنين والاحتلال بأن البطل الحقيقي هو الشعب الفلسطيني لأنه يضحي إلى حد الموت من اجل أرضه وكرامته وحريته.. فانظروا كم الفارق بين بطل كرتوني وبطل من روح وجسد ودم اسمه العربي الفلسطيني؟!!