الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما حقيقة الجدار الذي يبنى على طول الحدود الاردنية؟

نشر بتاريخ: 06/11/2013 ( آخر تحديث: 06/11/2013 الساعة: 11:55 )
جنين- تقرير معا - على طول 20 كيلو مترا بالقرب من الحدود الاردنية في الاغوار الشمالية يلاحظ وجود دوريات ما تسمى التنظيم الاسرائيلي تتجول بالقرب من سياج نصب حديثا، وشوارع تم تعبديها قبل أربعة أشهر، وحركة لمركبات اسرائيلية على طول السياج المحاذي للأردن، مما يؤكد "كذبة" الحكومة الاسرائيلية على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتياهو الذي اصدر قبل ايام تعليماته الى الجهات المختصة بوضع مخططات لبناء جدار على طول الحدود الاردنية.

وقال عارف ضراغمه الخبير في شؤون الاستيطان في الاغوار لمراسل معا في جنين إن ما صرح به نتنياهو انما هو فبركة اعلامية والحقيقة تقول ان الجدار تم بناءه منذ اربعة اشهر وتم تعبيد الشارع وتجهيز المكان منذ ذلك الوقت.

وأضاف ضراغمه أن المنطقة الحدودية يمنع الدخول اليها منذ عام 1969 أي بعد حرب 67، فهناك سياج قديم وكانت المنطقة مليئة بالألغام وتفاجئنا بوجود المركبات والآليات تقوم بالتعبيد والتحضير والبناء وخاطبنا الجهات الفلسطينية المختصة وأخبرناهم أن هناك توقعات لرسم حدود اسرائيلية محاذية للحدود الاردنية؛ لكن ما من مجيب ولا أي مسؤول تحرك حتى تبينت الحقيقة، وهي بناء الجدار على طول الحدود الاردنية وبالتالي التأكيد من الجانب الاسرائيلي انه لا انسحاب من غور الاردن وسيبقيه تحت سيطرته.

وكان نتياهو قد طلب من المستوى العسكري وجهات الاختصاص في اسرائيل الاعداد السريع لهذه المخططات وطلب الاستمرار السريع في استكمال ما تبقى من الجدار على الحدود مع مصر، حيث تبقى مقطع بالقرب من مدينة ايلات كذلك استكمال بناء الجدار في الجولان المحتل وعلى طول شريط الهدنة.

وبرر نتنياهو بناء الجدار بتأمين الحماية للمستوطنات في منطقة الاغوار وباقي مناطق الضفة خاصة في ظل تزايد اعداد اللاجئين السوريين الواصلين الى الاردن، وعددهم وصل الى 700 الف لاجئ، معتبرا وجودهم هناك تهديدا لامن اسرائيل كما يقول نتنياهو.

وقال ضراغمه إن الجدار اغلق الطريق على ألاف الدونمات حيث ان المساحة الواقعة بين السياج القديم والجدار الجديد يمنع على الفلسطينيين الاقتراب منها، بالإضافة الى الاراضي الواقعة خلف الجدار الجديد يمنع على الفلسطينيين الاقتراب منها او امتلاكها بحجة انها اراضي حدودية لأمن دولة الاحتلال.

وأشار الى أن الجدار يبدأ من الحدود الشمالية وبالتحديد عند نقطة الحد بين اراضي 67 و48 وحتى الاغوار الجنوبية، مؤكدا أن الاعمال مازالت جارية في بناء السياج الجديد الذي يحد الاردن، مما يؤكد على "ان تصريحات نتنياهو ومفبركة اعلاميا".

وأفاد ان الجدار له تأثيرات سلبية على سكان الاغوار منها ان الاراضي الواقعة بالقرب من الجدار وخلفه لن يكون هناك امل في استلامها، رغم ان اصحاب الاراضي الفلسطينيين يملكون اوراق طابو، بالإضافة الى التأثير الكبير على الثروتين الزراعية والحيوانية، حيث يمنع الرعاة الاقتراب من الجدار مسافة نصف كيلو متر تقريبا.

وأوضح ضراغمه أن مخططات بناء الجدار الحدودي بدأت منذ ثلاث سنوات وكانت اولى المراحل ازالة الالغام من الاراضي وتسليم جزء منها الى المستوطنين لزراعتها والى مؤسسة صهيونية، ومن ثم بناء الجدار الذي بدأ قبل اربعة اشهر عدا عن توسعة المستوطنات وبناء مستوطنات جديدة في الاغوار، حيث صرح نتنياهو في وقت سابق ان المستوطنات في منطقة الاغوار هي حدود اسرائيل الامنة، بالإضافة الى مخططات اخرى تهدف الى الاستيلاء الكامل على الاغوار.

وأضاف ان اسرائيل تسعى دائما الى تغطية ممارساتها العدوانية بحق الاغوار وسكانه، ويتم الاعلان عنها بعد الوصول الى المراحل الاخيرة حيث يتم اما التعتيم الاعلامي او التغطية عليها او فبركة اعلامية من اجل التأثير على الرأي العام العالمي.

بدوره قال ابراهيم ضراغمه صاحب اراضي تقع خلف الجدار الجديد "كان اصحاب الاراضي يمتلكون بصيص من الامل في العودة الى الاراضي التي كان الاباء والأجداد يحرثونها ولم نرها الى الان، وكنا نتوقع ان نعود الى حراثة هذه الاراضي وإعادة امجاد ابائنا وأجدادنا، لكن وبعد بناء الجدار الامل فقدناه بشكل نهائي والى الابد".

ووجه رسالة الى الوفد الفلسطيني المفاوض "ان لا ينسى الاغوار وان لا يتنازل عن اي شبر من ارضه وإعادته الى اصحابه فالأغوار جزء مهم جدا في القضية الفلسطينية يتوازى مع قضية القدس واللاجئين".