الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

موقع الفيفا : الأردن وأوروجواي.. بين الماضي والحاضر!

نشر بتاريخ: 06/11/2013 ( آخر تحديث: 06/11/2013 الساعة: 19:20 )
زيورخ - معا - بدأ العد التنازلي؛ أسبوع واحد وأيام سبعة هو كل ما تبقى حتى تحين صافرة الإنطلاق لأولى مواجهتي الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم البرازيل 2014 FIFA بين منتخبي الأردن ممثل آسيا وأوروجواي ممثل أمريكا الجنوبية والتي ستقام في عمان يوم 13 نوفمبر/تشرين أول الجاري.

في الأردن لا صوت يعلو فوق حديث المواجهة الحُلم، أسئلة كثيرة يطرحها الشارع الرياضي عن قدرة "النشامى" في هذه المواجهة، ومتابعة متواصلة لأبرز نجوم الفريق المنافس وعلى رأسهم الثنائي الخطير (كافاني- سواريز) وفي سياق الأحاديث، يأتي ذلك اللقاء الوحيد الذي جمع الكرتين (الأردنية مع الأوروجوايانية) في نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة كندا 2007 .

كانت مشاركة رائعة لمنتخب شباب الأردن في أول ظهور عالمي للكرة الأردنية في بطولات الفيفا وكان لقاءاً تاريخياً أمام "لا سيليستي"، ولكن للحديث عن ذاك اللقاء التاريخي لا نجد أفضل من أصحابه، فهم أقدر على وصفه وهم من باتوا الآن يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة في ترجمة أحلام سبعة ملايين أردني.

على هامش التدريبات الأخيرة لمنتخب الأردن التقى FIFA.com، بمجموعة من لاعبي "النشامى" من الذين تمت دعوتهم لخوض الملحق العالمي وكانوا ممن شاركوا في نهائيات كندا 2007، فماذا تذكروا وكيف تحدثوا عن مواجهة أوروجواي السابقة واللاحقة.

عودة عبر التاريخ
علينا أول أو نذكركم بتلك الموقعة التي تعتبر تاريخية لأنها الأولى والوحيدة التي جمعت الأردن مع أوروجواي، في الجولة الثانية من كأس العالم تحت 20 سنة كندا 2007 FIFA دخل الفريقان اللقاء بنقطة واحدة بعد تعادل الأردن مع زامبيا 1-1 وتعادل أوروجواي مع أسبانيا 2-2، كانت بداية مشجعة للأردنيين الشباب، وكانوا بحاجة لنتيجة إيجابية بكل تاكيد.

ملعب سوانجارد "الجميل والقابع ضمن غابة خلابة" في مدينة بيرنابي- فانكوفر، كان مسرحاً للمواجهة، قدم الأردنيون عرضاً طيباً وطيلة أربعين دقيقة وقفوا نداً قوياً أمام هجمات صاغها كافاني وسواريز، ولكن الهداف البارع إدينسون كافاني غافل الدفاع وانطلق خلف كرة عالية داخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية وزاحفة مرت من الحارس وهزت شباكه، معلناً عن هدف الفوز الذي منح فريقه ثلاث نقاط مهمة كفلت لهم التأهل رغم الخسارة في الجولة الثالثة أمام زامبيا.

تشكل قلب الدفاع من القائد أنس بني ياسين وزميله إبراهيم زواهرة، ويُعد أنس واحداً من أهم المدافعين في الأردن خلال الأعوام الماضية، حيث يملك بنية جسدية مميزة ويحسن ألعاب الهواء. ويتذكر القائد الشاب مواجهته الفردية مع كافاني تحديداً "لم نكن نعرفهم جيدا، وخلال مباراتهم الأولى أمام أسبانيا لاحظنا قدرات الثنائي كافاني- سواريز، وخصوصاً أنهما سجلا هدفي أوروجواي، والواجبات المطلوبة مني كقلب دفاع هي بالتأكيد مراقبة كافاني الذي لعب في مركز رأس الحربة، عملت مع زواهرة على كبح جماحه في العديد من المواجهات، ولكن كرة واحدة أرسلت في العمق تحرك نحوها بسرعة وسددها قوية ليسجل الهدف الأول، كانت خبرتنا في مثل هذه المواجهات قليلة، ولكن لم نرد أن نمنحه أكثر من هذا، وبالفعل نجحنا في إيقافه طيلة الشوط الثاني، الآن بات لاعباً خطيراً وهدافاً كبيراً في أوروبا، نعرفه جيدا ويجب مراقبته بكل لحظة ومنعه من التهديد."

يؤكد هنا إبراهيم زواهرة "كان أول ظهور لنا في بطولة عالمية، لم أكن معهم خلال بطولة آسيا، وخلال التحضيرات للبطولة تعاونت مع أنس وتفاهمنا جيداً، قدمنا عرضاً مميزاً أمام زامبيا، وكانت مواجهة أوروجواي صعبة بكل تأكيد نظرا للفارق بين طريقة لعب وأداء أمريكا الجنوبية المعتمد على السرعة والمهارات، بالمحصلة عندما أتذكر كيف لعبنا بمواجهة هذا الثنائي في تلك المباراة، فإنني أشعر بالفخر ونريد أن نكرر هذا الآن، لن ندخر جهدا في ذلك."

الآن يعمل زواهرة بكل قوة لرفع درجة الجهوزية لخوض الملحق، بينما يسابق أنس بني ياسين الزمن ويكافح الإصابة التي ألمّت به في الفترة الماضية للحاق بموقعة الإياب بعد أسبوعين لعله يقدم المساندة لزملاءه والدعم لفريقه. فيما يضم خط الدفاع أيضا الظهيرين عدنان سليمان الذي شارك في الموقعة الأولى، ويملك قدرات طيبة ويحسن الأداء في أكثر من مركز، إضافة لمحمد الدميري الذي تواجد في كندا لكن الإصابة في الأيام الأخيرة من البطولة حرمته اللعب هناك، وهو من العناصر الهامة لكن البطاقة الصفراء ستحرمه من المشاركة في أول لقاء وينتظر أن يعوّض ما فاته في موقعة سينتيناريو.

أدوار خط الوسط
منذ أن أنشئ منتخب شباب الأردن في 2005 شكل ثنائي خط الوسط بهاء عبدالرحمن وعلاء الشقران ثنائياً فريداً، وكانت مساهمتهما فاعلة للغاية في بلوغ كأس العالم تحت 20 سنة FIFA للمرة الأولى. بعدها انضم الثنائي للفريق الوطني، وتمكن بهاء تحديدا من حجز موقعه في التشكيل الأساسي للفريق طيلة السنوات الماضية، وقدم إضافة مميزة في أداء أدواره، سواء المساندة الدفاعية أو صناعة اللعب وحتى التقدم للتسجيل، سجل بهاء هدف الفوز على الصين في دور المجموعات، ولكن مع بدء فترة احترافه في السعودية بداية 2013 تعرض لإصابة خطيرة في أوتار الكعب، واضطر للابتعاد عن الملاعب فترة ليست بالقصيرة، وغاب من بعد الجولة الثانية في الدور الحاسم، ولكنه تمكن من العودة للملاعب بداية هذا الموسم، واستعاد مكانه في قائمة الفريق بانتظار أن يستعيد دوره على أرض الملعب.

يقول بهاء "كانت فترة طويلة بالفعل، كنت على أعصابي خلال كل المباريات التي غبت عنها، المشاهدة من المدرجات أصعب من خوض المنافسات، والآن عدت للفريق وأنا على استعداد للقيام بما هو مطلوب مني وتحت إمرة المدرب، أمامنا لقاء كبير أمام أوروجواي، لا مستحيل في عالم كرة القدم، لدينا الحق في الحلم ويجب أن نثابر لتحقيقه مهما كان صعبا من وجهة نظر الكثيرين. عندما أتذكر لقاءنا بهم في كندا، أدرك أن العمل وتقديم الجهد فوق أرضية الملعب هو الفيصل في تحديد النتيجة، لا يختلف الحال الآن، هم لديهم التاريخ ويملكون النجوم، ولكن لا بد لنا من أن نحسن المواجهة بشجاعة ولا نخشى قوتهم."

لا بد من الهجوم
يدرك الجميع هنا أن الدفاع هو الأسلوب الأمثل لمواجهة أوروجواي، لكن أهداف الأردن لن تتحقق إلا عبر التقدم للهجوم ولو عبر مرتدات سريعة تميز أداءه الذي أبهر به المنافسين وعلى رأسهم اليابان وأستراليا. ويملك "النشامى" عدة عناصر هجومية متميزة ومنها عبدالله ذيب الذي تالق من منتخب الشباب من قبل وكان من أوائل اللاعبين الذين صعدوا للمنتخب الوطني وقدم أداءاً ممتازاً طيلة السنوات الماضية. في كندا 2007 سجل ذيب هدفين، التعادل في زامبيا والثاني أمام أسبانيا، ولكن بمواجهة أوروجواي وقفت العارضة لتحرمه من هز الشباك أيضاً.

يتذكر عبدالله تلك المشاهد التاريخية بالنسبة له "ذهبنا لكأس العالم برهبة كبيرة، لكن بتحد كبير مع أنفسنا ومع المنافسين أيضا، بعد تعادلنا مع زامبيا، أردنا تحقيق نتيجة إيجابية أخرى بمواجهة أوروجواي، من يتذكر المجريات يرى بأننا قدما وجها هجوميا طيبا للغاية، أصبنا "أخشاب" مرمامهم مرتين ولم تهتز الشباك، ردت العارضة كرة مباشرة أطلقتها من مسافة متوسطة، كان يمكن أن نخرج بنقطة التعادل وقتها."

ويضيف "الآن كمجموعة مهاجمين في المنتخب الوطني نعلم أننا أمام تحد كبير بمواجهة مدافعين كبار تمرسوا على لقاء أفضل مهاجمي العالم، ولكن هذا لا يمنعنا من ضرورة الهجوم، نريد الاستفادة من ميزة اللعب على أرضنا وبين جمهورنا، سلاحنا سيكون الحافز الكبير للتغلب على خصم كبير فاز بكأس العالم ويعد أحد أكبر المنتخبات في العالم وأمريكا الجنوبية. سنبذل أنا وزملائي ممن يختارهم المدرب لخوض اللقاءين جهداً كبيراً في سبيل الوصول لشباكهم، لم لا؟ لا يوجد مستحيل في كرة القدم."