3 أشهر مفاوضات والنتيجة صفر مربع...كيري ضخ ملايين الدولارات للسلطة
نشر بتاريخ: 09/11/2013 ( آخر تحديث: 11/11/2013 الساعة: 09:03 )
بيت لحم- معا - أنتجت ثلاثة أشهر متواصلة من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية صفرا مربعا من التقدم والكثير جدا من الاتهامات المتبادلة ما اجبر الوزير الأمريكي " جون كيري" تقديم ملايين الدولارات للسلطة الفلسطينية فيما يبدو ضمن سياق المحاولات الأمريكية تهدئة الأوضاع والأجواء حسب تعبير ملحق السبت العبري" موساف شبات " الصادر عن صحيفة" معاريف" العبرية اليوم .
يمكن تفسير التشاؤم السائد بعد طرق لكن المشكلة المركزية وفقا لمصادر في مكتب أبو مازن تتمثل بالتدخل الأمريكي المحدود في مجريات المفاوضات " إصرار إسرائيل على عدم تدخل الأمريكان أدى إلى نتيجة صفرية " قالت مصادر في مكتب الرئيس الفلسطيني وأضافت " لقد عينوا " مارتين انديك " وهو رجل صاحب موهبة وخبرة كبيرة في شؤون المفاوضات بهدف التوسط بين طرفي المفاوضات ومحاولة جسر الهوة في مواقفهما خاصة أن الرجل يمتلك علاقات واتصالات مع الطرف الفلسطيني والإسرائيلي وكان من المفترض به أن يقوم بمحاولة تقريب المواقف والمساعدة على تفكيك العقبات والألغام التي تقف في طريق المفاوضات لكن عمليا إسرائيل أصرت على عدم حضوره جلسات المفاوضات او اللقاءات بين صائب عريقات ومحمد شتية وليفني ومولخو لذلك لم نحرز أي تقدم نهائيا " حسب الملحق العبري .
محللون فلسطينيون وصفوا الدور الأمريكي بدور رجل إطفاء الحرائق "رغم معرفتهم بوجود حكومة إسرائيلية يمينيه اجبرا الطرفان الدخول في مفاوضات بجدول زمني محدد لكن يبدو ان الأمريكان قد تركوا الساحة فور بداية المفاوضات وأهملوها وقفزوا لمواضيع اخرى مثل سوريا والمفاوضات مع إيران لقد كان هنا نوعا من الإهمال مفترضين إمكانية تحقيق الطرفين بعض التقدم تحت رقابتهم البعيدة لكن هذه الطريقة لم تنجح ولن تنجح في أي وقت من الأوقات " نقل الملحق العبري عن المحلل الفلسطيني " محمد عياد عوض ".
تحاول الإدارة الأمريكية ترتيب كافة ملفات المنطقة لكن ما يخافه اوباما ووزير خارجيته كيري هو انفجار الأوضاع في وجههم على شكل تصعيد امني تظهر فيه الولايات المتحدة مجددا كطرف يثير الفوضى في منطقة الشرق الأوسط وهذا هو احد أسباب وصول " كيري" مؤخرا للمنطقة على وجه السرعة ليبقى السؤال الهام ماذا ينوي كيري ان يفعل وهل يمتلك حقا القدرة على تغيير الوضع القائم ؟
تشير المصادر الرسمية في مكتب أبو مازن وتتحدث عن حل يمكنه إن يحقق تقدما معينا " من ناحيتها لم يعد متسعا لأي أمل طالما بقي الموقف الإسرائيلي على حاله والممثل الأمريكي ملزم على المشاركة الفاعلة في المفاوضات لا أن يكتفي بتلقي التقارير والأمريكان يدركون بأنهم اذا ما رغبوا بتحرك الأوضاع عليهم أن يتدخلوا أكثر بما يجري وان يطرحوا على الطاولة اقتراحات من قبلهم يجبرون الطرفين على قبولها " نقل الموقع العبري عن مصادر لم يسمها في مكتب الرئيس الفلسطيني .
انفجر البالون
قاد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ابو مازن إلى منصة المنتصرين التي تم نصبها في مقر المقاطعة بمدينة رام الله حيث ألقى عباس خطاب النصر الذي أضاف شيئا من القوة لموقفه الداخلي لكن وبشكل مفاجئ جاء إعلان نتنياهو الذي "فجر البالون" ليجد ابو مازن والسلطة الفلسطينية أنفسهم أمام معادلة لا يمكن احتمالها ومعادلة مستحيلة " بفضل العودة للمفاوضات حقق أبو مازن تحرير 104 أسيرا لكنه نال مقابلهم ألاف الوحدات الاستيطانية الجديدة ما يسمح بالقول بان أبو مازن سهل بعمل يديه بناء هذه الوحدات التي نالت أيضا غطاء أمريكي " حسب تعبير الملحق العبري.
واضاف الملحق العبري " سمحت معادلة نتنياهو " أسرى مقابل استيطان " لمعارضي الرئيس الفلسطيني خاصة حماس بعرضه كـ " عميل إسرائيلي يتعاون معها ليس فقط في مجال الأمن بل في المجال السياسي عبر توسيع رقعة السيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية فيما سارع ابو مازن لنفي أي علاقة بين تحرير الأسرى والبناء في المستوطنات قائلا " كل التقارير التي تتحدث عن معادلة " اسرى مقابل استيطان " او عن تنازل الفلسطينيين عن حقهم في التوجه للمؤسسات الدولية هي تقارير كاذبة " .
الجدار السيئ
أضاف بناء الجدار الأمني على الحدود الأردنية "مدماكا " اخرا في جدار الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية المتعلقة بالسيطرة العسكرية على منطقة غور الأردن وفي الوقت الذي يحتج فيه الفلسطينيون على بناء الجدار على ارض الدولة الفلسطينية المستقبلية يبرر نتناياهو الخطوة على أنها نابعة من حاجات أمنية على ضوء توافد الكثير من اللاجئين السوريين إلى الأردن .
ويرى الأردنيون في بناء الجدار مسا بالعلاقات بين الدولتين واتفاق السلام بينهما " تؤدي السياسات الإسرائيلية الحالية إلى ارتكاب أخطاء إستراتيجية ستمس بإسرائيل لقد أعرب الأردن بشكل جلي وواضح عن موقفه من القضية الفلسطينية وأكد إيمانه بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود 67 لكن إسرائيل تقوم بأعمال ترسيم حدودها بما يتعارض مع ما يجري داخل غرف المفاوضات بشكل مطلق " قال المحاضر في الجامعة الإسلامية في عمال الدكتور " حمدي مراد .
" بعيدا عن المساس بالعملية التفاوضية فان إقامة الجدار الأمني يعكس عدم ثقة إسرائيل بالأردن وهذا يلحق الضرر بالعلاقات بين الدولتين إضافة الى ان الجدران الأمنية تقام بين الدول المعادية وإقامة الجدار في هذه الحالة يبعث برسالة مفادها بان إسرائيل لا تؤمن ولا تثق بالسلام " أضاف الدكتور مراد .