الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخسارة سببها الحكم

نشر بتاريخ: 09/11/2013 ( آخر تحديث: 09/11/2013 الساعة: 14:35 )
بقلم: أشرف أبو زبيده

تنامت في الآونة الآخيرة في ملاعبنا الفلسطينية ظاهرة الاعتداء على الحكام في مختلف المنافسات الكروية والتي ما زالت في بدايتها سواء كان دوري جوال للمحترفين أو دوري الاحتراف الجزئي، حيث نسمع بين الحين والآخر في مجالسنا أن الحكم تسبب في خسارة فريق ما وأن الحكم قام بطرد لاعب لانه يكره فريق ما وأن الحكم احتسب ركلة جزاء ليفوز فريق ما وغيرها من الآقاويل التي لا يمكن أن تصدر عن شخص لديه ثقافة كروية توازي ما وصلت اليه الرياضه الفلسطينة على مستوى الاحتراف.

حيث أصبح الحكم في نظر الكثيرين المعيق الوحيد في استكمال مسيرة الاحتراف الكروية نظراً لضعف مستواه وقلة خبرته وكفاءة، ولم تقتصر ظاهرة الاعتداء على الحكام من قبل اللاعبين الكبار والجمهور وإنما امتدت الى دوري الفئات السنية الشابة والتي ما زالت تشق طريقها نحو الاحتراف والنجومية حيث اصبحنا نشاهد لاعبين يبصقون على الحكام ويشتمونهم بعبارات بذيئة وكأنهم نسو هدفهم الحقيقي في أن يتعلموا فن ومهارات اللعب الى تعلم فن ومهارات الاعتداء وشتم الحكام في الملاعب.

ووصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم لأننا نسينا أن الحكم يعد انسانا قبل كل شيء والانسان له قدرة على التحمل عندما يتجاوزها قد يصل الى اسوأ حالاته لاسيما في مجتمعنا هذا الذي تختلف فيه وجهات النظر ما بين محب وكاره ومنتقد ومؤيد، لذلك نرى ان ارضاء النفوس غاية لا تدرك وهذا شيء دائما ما يضع حكامنا في اسوأ حالاتهم ليكونوا ضحية ارهاصات حالة آنية قد سعت ظروف معينة لنشوئها ونضوجها لاسيما عندما يمنح الحكم ضربة جزاء مشكوكاً بصحتها او يلغي هدفا بداعي التسلل او يمنح احد الفريقين ركلة جزاء تؤجج الموقف وتجعل جمهور الفريق المظلوم يثارون من دون مبرر لأن القانون قانون ولا يمكن التحايل عليه، عندها يكون الحكم او الحكم المساعد الضحيه لتعرضه للضرب بالقناني الفارغة او الحجارة او تصل احيانا لنعته بألفاظ فجة وألقاب ما انزل الله بها من سلطان .

ورغم اننا لا ننكر بوجود أخطاء يقع بها الحكام عند ادارتهم لبعض المباريات وهذه الاخطاء تكون غير مقصوده وناجمه عن الضغط النفسي الكبير الذي يتعرض اليه الحكم من الجمهور وكذلك قلة الخبرة واللياقة في بعض الاحيان إلا أن ذلك لا يقبل أن يكون مبرراً لتقوم الاندية بتعليق خسارتها على الحكم وكأنه السبب الرئيسي لخسارتهم للمباراة، وهذا ما نشاهده في جميع الدوريات العربية والاوروبية حيث شهدت كبرى الدوريات الاوروبية أخطاء وصلت الى حد الغاء أهداف صحيحة وحرمت فرق من التتويج بالألقاب الا اننا لم نسمع بحدوث مشاكل كالتي تحدث في ملاعبنا لان الجمهور واللاعبين والاندية لديها ثقافه كروية أوصلتها الى قناعه بأن الحكم إنسان وليس كاميرا ترصد كل كبيره وصغيره داخل الملعب ونمعن نحن كمشاهدين في الحكم عليها فبدل أن نشتم الحكم ونسبه نترك الجهات المختصه لمعاقبته بالطرق التي تراها مناسبة لتطوير مستواه ودفعه نحو تقديم الافضل في قادم المباريات.

وهنا نؤكد بأن الحكم يضع في قلبة مخافة الله في كل شي فهو قاضياً داخل الملعب وأن اختيار الحكام لإدارة المباريات لا يتم من قبل شخص بعينه داخل الاتحاد وإنما يتم من قبل لجنة الحكام والتي تختار الحكم والحكام المساعدون المناسبون والمؤهلون لادارة كل مباراة حسب أهميتها وقوتها.

وفي النهاية نتمنى أن نسمع كلمة شكر من قبل كافة الاطراف التي لها علاقة بالرياضة الفلسطينية بحق الحكام وخاصة وسائل الاعلام الفلسطينية والتي ابتعدت كثيرا عن شكر الحكام والثناء عليهم ودعمهم وتشجيعهم بدلاً من وضع العراقيل في طريقهم فكيف نطلب من الحكم إدارة المباراة بطريقة كفوءة وقبل المباراة يسمع الجمهور يشتمه ويسبه بسبب خطأ ما ارتكبه بحق فريقه سابقاً.