أسنان نتانياهو تؤلمه لكنه يريد الطبيب ان يدفع له مقابل علاجه !!
نشر بتاريخ: 10/11/2013 ( آخر تحديث: 10/11/2013 الساعة: 20:05 )
بيت لحم - ترجمة معا - تعتقد اسرائيل ان ايران وصلت الى الدرك الاسفل في وضعها الاقتصادي والسياسي وان المزيد من الضغط عليها سيثمر افضل ، لكن وزير الخارجية الامريكي جون كيري لا يقتنع بهذا الكلام ولا يريد ان يضغط اكثر على طهران . بل انه قرر الضغط اكثر على اسرائيل للحصول على ثمار افضل .
بهذه المقدمة كتب الاسرائيلي شالوم يروشالمي في صحيفة معاريف اليمينية الاسرائيلية واضاف : "ان ادعاءات نتانياهو لم تعد تعني امريكا, وكيري وصل الى اسرائيل ومنح لقاء تلفزيونيا مناهضا لاسرائيل وفر الى جنيف لاغلاق ملف الصراع مع روحاني" .
عضو الكنيست تساحي هنغبي وهو صديق مقرب لنتانياهو ويعتبرونه خبيرا في شؤون ايران يقول نكتة عن رجل يهودي يعاني اوجاعا كبيرة في الاسنان ، وقد تطلبه وقتا طويلا حتى وصل الى طبيب الاسنان .وبعد ان عالجه وازال له الالم ، قال المريض للطبيب : "مثلما يجب ان ادفع لك الان، لماذا لا تدفع لي انت ايضا لانك كنت تتسلق الجدران وانت صغير ".
نكتة معناها ان امريكا لا يجب ان تعالج الم اسنان ايران بل ان تضغط على الامهم اكثر واكثر حتى يفقدوا الوعي من شدة الالم وحينها يكونون مستعدين لدفع كل ما هو ممكن من اجل التخلص من العقوبات والحصار المفروض عليهم .
وبالعودة الى نكتة تساحي هنغبي ، يخشى نتانياهو ان ايران وحين تتخلص من الم اسنانها ان تبدأ في مجادلة الطبيب وترفض ان تدفع له ثمن المعالجة ، وتواصل تخصيب اليورانيوم .
وبالعودة مرة ثالثة الى نكتة تساحي هنبغبي ، فان كيري ، والمفروض انه طبيب الاسنان ، فعلا اقتنع بما يقوله نتانياهو وقرر طلب سعر باهض من المريض قبل معالجة اسنانه، ولكن المفاجئة الكبرى ان المريض من وجهة نظر كيري لم يكن الرئيس روحاني ، ولا الرئيس عباس ، وانما نتانياهو . وان على اسرائيل ان تدفع الان ثمنا باهظا قبل ان تخلصها امريكا من اوجاعها .
ويسأل الكاتب هل فعلا اتصل الرئيس اوباما ليواسي نتانياهو كما يقولون، ام ان الحقيقة انه وبّخه على عناده ، ويضيف ان نتانياهو لم يعرف اين يتوقف عن الضغط على امريكا فخرجت الصحافة الامريكية ضده بقسوة، بل ان خطوات نتانياهو القادمة معروفة تماما وهي الخطوط البديلة مثل الشكوى للكنغرس واعضاء اللوبي اليهودي، وهي خطوط كانت تنفع اسرائيل قديما اما اليوم فانها لا تجلب لاسرائيل سوى المزيد من الانتقادات من جانب الدول العظمى والعالم .
نائب وزير خارجية اسرائيل سابقا وهو داني ايالون خبير جدا في الشؤون الامريكية، ولا احد يعرف خبايا العلاقة بين امريكا واسرائيل مثله ، وهو يقول ان كيري يشبه وزير الخارجية الامريكي ايام بوش حينها جيمس بيكر . والذي يعتبر من أعند وزراء خارجية امريكا . وجيمس بيكر هو الذي هجر الاسرائيليين والفلسطينيين بغضب وقال لهم : اسمعوا انتم ، هذا هو رقم البيت الابيض 242338 وان احتجتمونا اتصلوا بنا وغادر البلاد وغمز في وجه اسرائيل يذكرها بقرارات الامم المتحدة .
ومن وجهة نظر ايالون ان الفرق بين جيمس بيكر وجون كيري ، ان كيري لم يهجر المنطقة ولم يغادر بل دخل بكل قوته في عين العاصفة ، وطلب من الاسرائيليين ان يرسموا خارطة حدود للدولة الفلسطينية ، ولكن نتانياهو طالب بترتيبات امنية في غور الاردن فرفض الفلسطينيون وجود اي جندي اسرائيلي هناك وطرحوا حل وسط وجود قوات دولية فوافق كيري على الفكرة ، وهو ما رفضه نتانياهو فوقع الخلاف بين نتانياهو وكيري .
داخليا وبشكل غير معلن يشن الاسرائيليون انتقادات لاذعة ضد كيري ، ويعتبرون انه قاسي عليهم ، وبعد المقابلة التلفزيونية الاخيرة يسأل سياسي اسرائيلي كبير : ماذا يقصد كيري حين يقول " على اسرائيل ان تفعل هكذا والا ستندلع انتفاضة ثالثة " ؟؟؟ ولماذا لم يقل اذا لا ينصاع الفلسطينيون فلن يكون لديهم دولة ؟
ويخلص الكاتب الى نتيجة ان كيري اتخذ موقفه وانتهى الامر، ووقف الى جانب الفلسطينيين والى جانب الايرانيين وترك نتانياهو يعاني ألم الاسنان حتى يدفع الثمن اللازم لتخليصه من الالم . كما ان موقف كيري هذا يقطع الطريق على وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد القديم افيغدور ليبرمان والذي عليه ان يعرف موقف كيري قبل ان يستخدم حيل الهروب الاسرائيلية المعروفة للامريكان .