الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عيسى يشارك في مؤتمر الحوار والتسامح بين الاديان في بيت لحم

نشر بتاريخ: 12/11/2013 ( آخر تحديث: 12/11/2013 الساعة: 09:23 )
بيت لحم - معا - شارك الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى في مؤتمر "الحوار والتسامح بين الأديان" من اعداد مركز ادم لحوار الحضارات، حيث قدم ورقة بحثية بعنوان "التطورات الإقليمية وانعكاسها على التعايش في فلسطين"، في مدينة بيت لحم، بحضور شخصيات اعتبارية دينية اسلامية ومسيحية، ولفيف من شخصيات بيت لحم الاعتبارية.

وفي محاضرته أكد د. عيسى على التعايش بين الأديان، مشيراً الى أن ثورة المعلومات الحديثة والتي تمثلت في استخدام الملايين لشبكة الإنترنت، جعلت العالم أشبه بالقرية الصغيرة، وسهَّلت التواصل والتعارف بين البشر من شتى الجنسيات والأديان، وهذا كله يزيد من سهولة التفاهم والتعايش السلمي.

وأشار الى أن التعاليم المسيحية متمثلة في الإنجيل، مملوءة بالتعاليم التي تلزم المسيحيين بالتعامل مع بقية أبناء الأديان الأخرى بالمحبة والتسامح، وعدم نبذ الآخر المختلف عقيدة ولونا وشكلا، وأن المحبة هي الشعار الرئيسي للدين المسيحي، والثقافة والحضارة الإسلاميتين منفتحتان على حضارات الأمم، ومتجاوبتان مع ثقافات الشعوب، وهما مؤثرتان ومتأثرتان. ومبدأ عالمية الإسلام، هو الأساس الثابت الذي تقوم عليه علاقة المسلم مع أهل الأديان السماوية.

وأضاف د. عيسى: "ما شهدته عدد من الدول العربية من ثورات "الربيع" التى أطاحت بالعديد من الأنظمة، ووعدت بالنظام الديمقراطي التعددي وتعزيز كرامة الإنسان، أعطى آمالاً للأقليات الدينية العربية، كى تستعيد مكانتها ودورها فى بناء نهضة دولها. لكن نجدها اليوم بعد وصول جماعات الإسلام السياسي إلى السلطة التشريعية في أكثر من بلد عربي تعاني التخوف والتهديدات في وضع حرج لا يبشر بالتفاؤل بالمستقبل، خصوصاً بعد ما شهدته بلدان عربية تمزقت إلى أكثر من دولة أو إقليم، كما حدث في السودان، والصومال، والعراق، وربما سوريا التي تشهد هذه الأيام شبه حرب أهلية فرقت النسيج الاجتماعي السوري، وأدت الى هجرة المسيحيين العرب من سوريا.

وأكد على ان العنف والاضطرابات "الثورية"، ومن القوى المضادة لها، والجماعات الإسلامية السياسية على اختلافها، تميل إلى التعبئة والحشد على أساس الانتماء الدينى والخلفية الأيديولوجية، وهو ما يؤدى إلى تمدد ثقافة الكراهية والتمييز والخوف بين مكونات المجتمعات العربية، ومحاولة نفي التعددية الدينية والمذهبية. من هنا، بدت العمليات الثورية التى شارك فيها بعض المسيحيين المصريين، إضافة إلى أسباب جديدة للانكفاء على الذات الجماعية، والالتفاف حول البطريرك ورجال الدين، في ظل تزايد وقائع انتهاكات حرية التدين والاعتقاد، مع تراجع نسب تمثيل المسيحيين ودورهم في بناء مؤسسات النظام الجديد - سياسياً ودستورياً- وسياسات تشريع سوف تنزع نحو أسلمة التشريعات، وممارسة قيود على نمط الحياة الحديثة، وأنظمة القيم المواكبة لها، فضلاً عن الحريات الشخصية والعامة. اضافة الى عنف الجماعات الإسلامية السياسية الراديكالية، واستهداف دور العبادة المسيحية كما في مصر (كنيستا صول وامبابة)، والعراق (كنيسة سيدة النجاة)، وتنامى المشكلات الطائفية، الأمر الذى أنتج ثقافة التمييز على مستوى المجتمع على نحو أدى إلى انقسامات رأسية على أساس الانتماء الدينى، مما دفع المسيحيين إلى العزلة أو التفكير فى الهجرة إلى الخارج.

وقال "اما مسيحيو فلسطين فلهم وضع خاص بهم، فما زال التعايش والتاخي الاسلامي المسيحي مثالا للعالم اجمع يحتذى به، الا ان الهجرة المسيحية فمن الواضح أن السبب الرئيسى لها هو الوضع السياسي المتأزم، وكذلك الوضع الاقتصادي المتدنى. فالمسيحي الفلسطيني مثله مثل المسلم الفلسطيني يهاجر، حين تضيق بهما سبل العيش، وحين يجدان في أماكن أخرى الإمكانيات للتقدم وللعمل، وبخاصة بين فئة الشباب. فالاستهداف هو للجميع، لأن ممارسات قوات الاحتلال الاسرائيلى لا تستثني كنيسة، أو مسجداً، أو مسلماً، أو مسيحياً. وتنامى سياسة تهجير مسيحيى فلسطين والقدس دفع بعدد كبير منهم إلى الهجرة إلى بعض البلدان الأوروبية، والولايات المتحدة وكندا، مما أدى إلى إفقار التعددية داخل المجتمع الفلسطينى، وتناقص أعداد المسيحيين بشكل حاد.