بطاقة صفراء للحكومة / بقلم اليكس فيشمان صحيفة "يديعوت احرونوت "
نشر بتاريخ: 22/05/2007 ( آخر تحديث: 22/05/2007 الساعة: 18:59 )
" بعد سبعة ايام من اندلاع ازمة القسام ينبغي لحكومة اسرائيل أن تصدر الى نفسها بطاقة صفراء فاذا عانت خلال الايام الاولى من الشلل يخيل أنها الان تصلي لمعجزة ما يحدثها سلاح الجو في غزة، هذا الانتقال من وضع الشلل الى الامل بالمعجزة من السماء هو على ما يبدو "خطة العمل المتدرج" التي قررتها الحكومة".
من غير اللطيف الاعتراف:
قد تكون لنا خطط رائعة، ولكن حماس ربحت الجولة حتى الان بالنقاط, فهي تضع لنفسها أهدافا، تحققها بوحشية الواحد إثر الاخر وتقود نفسها الى حكم متفرد بدون معارضة في قطاع غزة، حماستان باتت هنا."
ومن جهة اخرى، ما هي اهدافنا؟ ما هي سياسة اسرائيل حيال حماس في قطاع غزة ان وجدت على الاطلاق ؟ وما هي تعليمات القيادة السياسية للجيش في الازمة الحالية؟ الاغتيالات ليست سياسة بل حل تكتيكي.
يمكنها ان تكون حلا معقولا اذا واظبنا عليها على مدى زمني طويل في اطار سياسة شاملة تحتوي خطوات اقتصادية، سياسية واعلامية الى جانب نشاطات عسكرية متنوعة، ولكنها ليست سياسة بحد ذاتها. كما أن الاعلان عن "وضع خاص" في الجبهة الداخلية ليس سياسة هو الاخر. في الحالة التي امامنا فان هذا بالكاد يكون هراء".
بداية الازمة المالية ليست في سديروت. كل شيء بدأ من محاولة حماس منع تطبيق خطة حكومة هنية الامنية وعلى هذه الخلفية جرى تصفية رجال أجهزة فتح في معبر كارني. في اليوم السابع من الازمة حققت حماس ما تريد: لم تعد هناك خطة امنية كهذه، لم يعد هناك انتشار لرجال اجهزة امن السلطة في قطاع غزة. الذراع التنفيذي لحماس يسيطر على الارض دون معيق.
في الجبهة الفلسطينية الداخلية هذه هي الجولة السادسة من المواجهة المسلحة بين فتح وحماس منذ بداية السنة وفي هذه المرة فان حماس داست فتح ولم تكتف بضربها فقط المرة حيث قتل 70 فلسطينيا معظمهم من رجال فتح والاخرون فروا الى جحورهم.
حماس أيضا لم تتردد في ضرب الرموز الواضحة لفتح مثل رشيد ابو شباك، رئيس جهاز الامن الوقائي، وفي هذه الاثناء فتح في الضفة لا تصحو من شدة الصدمة والخوف وتبدد وهمها بوجود قوة فتحاوية في غزة يجب تعزيزها .
المواجهة المسلحة والوحشية حيال فتح خلقت موجة من الانتقاد الداخلي الشديد على حماس في الشارع الفلسطيني. ومن أجل عدم فقدان الشارع توجهت حماس الى اسرائيل "للمساعدة". فهي لم ترغب في ضربة أليمة جدا، وهي لا تريد ضربة عسكرية كبيرة او اجتياح بري كثيف. هي تريد فقط بعض الرد الاسرائيلي الذي يصرف الانتباه - وقد تلقت بالضبط ما ارادت.
وبالفعل، في اليوم السابع من المواجهة نحن في وضع "بعض الرد الاسرائيلي"، بالضبط بالتقنين الذي طلبته حماس. لو ارادت حماس أن تتلقى ردا اسرائيليا كثيفا لكانت أخرجت الصواريخ بعيدة المدى التي لديها وأطلقتها باتجاه عسقلان. ولكنها أخرجت الصواريخ العادية التي بحوزتها واسرائيل ردت كما توقعت بتقنين أدى الى ايقاف النقد على حماس في الشارع الفلسطيني ووقف القتال الكثيف ضد فتح.
وما هو الثمن الذي دفعته حماس حتى الان؟ نحو أربعين مسلحا، معظمهم جنود من الصفوف العادية. التصفيات المركزة لهؤلاء لا تمس بحد ذاتها بتصميم حماس على المواصلة. إذن فقد تكون القيادة متخفية اكثر، والتحرك قد يكون اصعب، وتعزيز الجبهات قد يكون اعقد، ولكن حماس لا تزال بعيدة عن نقطة الانكسار. ومقابل الثمن الذي تدفعه حماس بالجنود فانها تجترف مالا طائلا على المستوى الدعائي والسياسي. الانجاز الدعائي الاكبر لحماس حتى الان هو حقيقة أن سديروت تفرغ من سكانها. وفي الرأي العام الفلسطيني تتخذ حماس صورة من يقود كفاحا ناجعا ضد اسرائيل ويهينها.
وهناك انجاز اخر يقف الى جانب حماس: فهي من جهة تمارس الارهاب ضد دولة اسرائيل، ومن جهة تبقى على حكومة الوحدة قائمة . سلام فياض يواصل اللقاء مع زعماء في العالم ويجند الاموال. والعالم يعتاد على وضع تكون فيه حماس جزءا من حكومة وحدة وفي نفس الوقت تمارس الارهاب ضد اسرائيل.
وعلى الجانب الاخر من المتراس ما هي انجازات اسرائيل في الجولة الحالية؟ في العام الماضي رفعت للقيادة السياسية دراسة صاغت مفهوم الامن الحديث لدولة اسرائيل. وكتب الدراسة فريق كان يتشكل من افضل العقول في البلاد برئاسة دان مريدور. وفي الفصل الذي يعنى بالتصدي للارهاب كتب الخبراء ما هي الانجازات اللازمة للحكومة في مثل هذا النوع من الحرب: "
1. منع الارهاب وحرب العصابات وتقليص اضرار المواجهة.
2. حرمان المهاجم من الانجازات السياسية.
3. تعزيز الردع.
4. السيطرة على التصعيد.
5. السعي لانهاء المواجهة في أقرب وقت ممكن".
ومن يستطيع الاشارة الى اي من الانجازات الخمسة استطاعت الحكومة تحقيقه خلال هذا الاسبوع فلينهض .