الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطأ ابو مازن التاريخي .بقلم :داني روبنشتاين / هأرتس

نشر بتاريخ: 22/05/2007 ( آخر تحديث: 22/05/2007 الساعة: 19:01 )
بيت لحم - معا - بخطابات غير متناهية ومن خلال وسائل الاعلام وفي الشوارع يسأل الفلسطينيون احدهم الاخر كيف وصلنا الى هذا المستوى من الانحدار ؟ وسيطر شعارا واحدا على شوارع غزة وفاق سواه من الشعارت او المقولات وهو " اسرائيل تقتلنا من الجو وفتح وحماس من الارض " .

هناك الكثير من الاسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي انزلت هذه المصيبة على رأس الفلسطينيين لكن السبب الرئيس هو رفض القيادة التقليدية "قيادة حركة فتح " نقل السلطات والصلاحيات للقيادة المنتخبة " حماس" واستمرارها في رفض اشراك حماس بالحكم دون ان ننسى الاشارة الى من سارعوا الى فرض الحصار والمقاطعه على حكومة حماس وحكومة الوحدة الوطنية بمن فيهم اسرائيل ومعظم الانظمة العربية والمجتمع الدولي والذين يحاولون بحق او دونه مساعدة فتح وقمع حركة حماس والنتيجة كانت تقريب غزة الى الحالة الصومالية .

التاريح السياسي الفلسطيني في الفترة القريبة الماضية معروف حيث فشل الرئيس محمود عباس في تعبئة الفراغ القيادي الذي تركه رحيل الرئيس السابق ياسر عرفات وولاء قادة الاجهزة الامنية وغالبيتهم ان لم يكن جميعهم من قدماء فتح كان دائما لشخص واحد هو ياسر عرفات حيث انصاعوا لتعليماته وكأنه قائدهم المباشر واصطدمت كافة محاولات اصلاح الاجهزة بجدار قادتها الفتحاويين الذين طلبوا ونجحوا في المحافظة على قوتهم .

لقد كانت السلطة التي اقيمت في غزة والضفة الغربية بكل مكوناتها ومركباتها تقريبا فتحاوية الى جانب بعض الفصائل الصغيرة وقدماء فتح الذين تنازعوا فيما بينهم وتعاونوا على امر واحد فقط هو التمسك بكراسيهم وعلى موقعهم القيادي التقليدي ويمكن ملاحظة هذا الامر في العديد من المجالات على سبيل المثال رفض اللجنة المركزية لحركة فتح اجراء انتخابات داخلية رغم ان غالبية اعضاءها قد تجاوزا السبعين من العمر ويرفضون التنازل للقيادة الشابة " التي تجاوز معظمهم الخمسين من العمر " .

والامر ذاته ينطبق على مؤسسات منظمة التحرير التي تعمل وفقا للنظم والانظمة التي وضعت قبل 40 عاما حيث تمثلت فيها بعض الفصائل الماركسية والصغيرة التي يمكن القول بانها اختفت من الوجود منذ فترة بشكل محترم لكن الاساس في كل هذا هو ان تحافظ فتح على موقعها وقوتها داخل المنظمة ويبدو ان تعهدات فتح لضم حماس الى المنظمة تعهدات كاذبة لان المبدأ الاساسي الذي يحكم سلوك قدماء فتح هو " فقط الموت يستطيع سلبنا الكرسي والموقع" .

وعلى هذه الخلفية ارتكب ابو مازن الخطأ التاريخي والكبير الذي ما كان لياسر عرفات ان يقع فيه او يقدم عليه وهو اجراء الانتخابات التشريعيه رغم ما تحمله من مخاطر على حركته " فتح " التي كانت خسارتها واضحة وجليه وهنا حين خسر قادة فتح القدماء مواقعهم رفضوا التسليم بالنتائج الامر الذي تجلى بشكل خاص في قطاع غزة الذي حاول ابو مازن وقيادة فتح اظهاره بعد الانسحاب الاسرائيلي كنموذج على قدرة فتح في بناء الاستقلال الفلسطيني لكن الامر فشل لان قادة الامن الفلسطيني اعلنوا بوضوح عدم استعدادهم لتلقي الاوامر من وزير داخلية حمساوي وهنا اقام وزير الداخلية قوته الخاصة " التنفيذية " .

ورغم الحل الوسط الذي مثلته حكومة الوحدة الا ان قادة الاجهزة الامنية و بعض سماسرتهم داخل حركة فتح رفضوا الانصياع لاوامر وزير الداخلية الجديد والمستقل " هاني القواسمه " الذي قدم استقالته احتجاجا على ذلك تلك الاستقالة التي مهدت الطريق امام جولة الصراع الحالية التي لا يعرف احدا كيفية الخروج منها .