الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اهلا بكم في دولة برطعة!! ... الحاجز الذي اصبح معبرا تمارس عليه كل اجراءات التفتيش المذلة .. شركة خاصة تتولى ادارته !

نشر بتاريخ: 22/05/2007 ( آخر تحديث: 22/05/2007 الساعة: 19:49 )
جنين - معا - رائد ابوبكر - أعرب المواطنون القاطنون في بلدة برطعة الشرقية الواقعة جنوب غرب مدينة جنين عن استيائهم من إجراءات التفتيش المذلة على الحاجز الذي حمل اسم بلدته لحاجز شبيه بالمعابر الدولية حيث تتولى ادارته شركة أمنية إسرائيلية خاصة.

تحويل الحاجز إلى معبر

توفيق قبها عضو المجلس القروي في بلدة برطعة تحدث عن الصوبت التي يواجهها اهالي البلدة من الاجراءات المتبعة على الحاجز فقال "أن سكان برطعة الشرقية واجهوا صعوبات كثيرة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي على حاجز برطعة "السابق" ولكن تمكنوا من التعايش مع هذه الصعوبات لأنه لم يكن في اليد حيله ولكن في تاريخ 16/5/2007 تم تسليم الحاجز إلى شركة أمنية خاصة إسرائيلية وتم تحويل اسم حاجز برطعة إلى معبر برطعة والمعابر لا تطلق إلا على الحدود بين الدول وهذا مؤشر خطير على هذه المسميات وخاصة أن يطلق على حاجز اسم معبر بين المدن الفلسطينية في الضفة الغربية مع العلم أن برطعة تقع خلف الجدار الفاصل والتي عايشت الصعوبات والويلات من الجدار الفاصل من مصادرة أراضي وحرمان الأقارب من زيارة بعضهم وقطع إجباري لصلة الرحم".

وأضاف "رغم أن أهل البلدة استطاعوا التعايش مع حاجز برطعة والإجراءات الروتينية من تفتيش وتدقيق في الهويات وتفتيش المركبات المذلة ولكن في يوم الأربعاء في تاريخ 16/5/2007 عند الساعة الثانية ظهرا انقلبت الأمور وبدأت تتحول حياة الناس إلى جحيم لا يطاق حيث انتشر أفراد الأمن في كل مكان حيث يتبادر للداخل إلى بلدة برطعة عبر المعبر وكأنه يدخل مطار بن غوريون الدولي أو حتى أصعب ".

الإجراءات الصعبة

وذكر قبها إجراءات الدخول من المعبر من الباب الأول وحتى الانتهاء من التفتيش والخروج من البوابة الثانية دخولا إلى البلدة قال " تبدأ العملية بنزول المواطن من السيارة ينتظر على الباب الخارجي حتى يسمح له بالدخول وعند دخوله يصرخ عليه أفراد الأمن الخاص للشرطة الخاصة الإسرائيلية عبر مكبرات الصوت يطلبون منه إخراج كل شيء من جيبه وخلع الحذاء وحزام البنطال والدخول إلى ماكينة التفتيش وهذا يكون على الباب الخارجي وبعد عدة محاولات ينجح في الدخول إلى منطقة في المعبر يطلق عليه "التيرمنال" وتبدأ رحلة العذاب الحقيقية داخل المعبر حيث التفتيش المهين والمذل والتدقيق الممل على الهويات والأوراق الخاصة والتصاريح الخاصة بالدخول إلى بلدة برطعة".

وأضاف "يقف المواطن في صف طويل قبل الدخول الى البلدة ويضع كل ما يملك من لوازم خاصة كحزام البنطال والحقائب الصغيرة والكبيرة وما شابه ذلك على قشاط "الشرشيرت" متحرك لفحص الأغراض ومن يدخل مرة أخرى إلى غرفة التفتيش الالكتروني "ماكينة تفتيش الجسم" وبعد خروجه يطلب منه أفراد الأمن على المعبر حيث يكون أفراد الأمن في غرف خاصة غير مرئية بفتح كل ما لديه من حقائب وأكياس ومن يدخل إلى غرفة فارغة أشبه بزنزانة لوضع اللوازم الخاصة بالمواطن ومن ثم يدخل إلى غرفة أخرى شبيه أيضا بالزنزانة لفحصه بالماكينة اليدوية بها قطعة من قماش ابيض اللون ويمكث المواطن في هذه الغرفة لمدة ساعة من الزمن وذلك في أحسن الأحوال".

العابرون من ذكر وانثى سواسية في تلقي الاهانة:

وتابع قبها في وصف الإذلال على معبر برطعة يقول "بعد ذلك يتوجه المواطن المسكين إلى فحص الكمبيوتر لفحص الهوية والتصريح وبعدها يسير عبر ممر للمشاة طوله 400 متر ليصل إلى السيارات المتوجه إلى بلدة برطعة حيث تكون في الجهة الأخرى من المعبر".

وأشار قبها إلى أن هذه العملية تستغرق من ساعة ونصف إلى ساعتين ونصف وأحيانا إلى ثلاث ساعات من وقت نزوله من السيارة حتى يصل إلى السيارة الأخرى في الجهة الأخرى من المعبر عند دخول بلدة برطعة كما أن عملية الدخول إلى الغرف الفارغة الشبيه بزنازين السجون لا يوجد فيها مراعاة الاختلاط بين الذكور والإناث والحالات المرضية وكبار السن فالكل في معبر برطعة سواسية في الذل والاهانة .

وأضاف كما أن إفراد الأمن الخاصة لا يتورعون عن طلب نزع حزام البنطال من الفتيات امام الشباب على المعبر وكأن الأمر مقصود لإذلال الناس ناهيك عن أن هذه الغرف ضيقة ولا تتسع لثلاثة أشخاص حيث يضعون فيها ستة أشخاص لنصف ساعة على الأقل كما أن وقت الدخول وعملية التفتيش في معبر برطعة مبالغ بها حيث يحتاج الشخص لدخول معبر اللنبي الفاصل بين إسرائيل والأردن عشر دقائق بينما يحتاج الشخص على معبر برطعة إلى ساعتين أو ثلاثة.

حدود دولية :

وأوضح قبها "بالنسبة إلى الشركة الخاصة التي استلمت المعبر يتعامل افراها مع المواطنين وكأنهم يدخلون الحدود بين دولة ودولة كما أن أفراد الشركة مدربين على انه يتعاملون مع المواطنون وكأنهم على الحدود وليس على بوابة الجدار وهذا مؤشر خطير يفهم من معناها الكثير من المخططات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية وخاصة أنها تقع في أراضي الضفة الغربية.

السيارات لم تسلم من إجراءات التفتيش

وتطرق قبها الى السيارات التي تقف على معبر برطعة حيث قسمها إلى نوعين من السيارات حيث توجد سيارات نقل الركاب والسيارات الخاصة حيث يقوم احد رجال الأمن باستعداء أربعة سيارات من الدور الطويل وبعد دخول الساحة المخصصة للفحص يأمر احدهم السائقين بالنزول من السيارات وفتح الأبواب ومغادرة المكان والوقوف في مكان مخصص للسائقين وبعد عشر دقائق يأتي شخص مع كلب ويبدأ بفحص السيارات فحصاً دقيقاً وتستغرق العملية عشره دقائق أخرى . وبعد الانتهاء من الكلب يأتي رجال أمن آخرون يفحصون السيارات فحصاً يدويا وتستغرق العملية عشره دقائق أخرى بينما في السابق كان الفحص يستغرق لدى الجيش في أقصى حالاته خمسة دقائق.

وأضاف بينما سيارات التنسيق (والتي تنقل المواد التموينية ) يتم استدعاؤها ليضعها السائق في مكان مغلق ويأمرونه بالخروج ويقوم عمال عرب بإنزال الحمولة في ماكنه خاصة ويفحصونها فحصاً دقيقاً وبعد الانتهاء من الفحص ووضعها في السيارة مره أخرى يأمرون العمال العرب الخروج من المكان المخصص للفحص ويجلبون رجل امن مع كلب ويبدأ الكلب بدخول السيارة والصعود على الخضار والفواكه والخبز علماً بأنهم ابلغوا المجلس القروي مسبقاً بان الخضار والمواد التموينية ستفحص فقط في الماكنه المخصصة لذلك وبعدها يتم استدعاء السائق لأخذ سيارته وهذه العملية تستغرق ساعة على الأقل".

وذكر قبها أن كل ما ذكر هو وصف بسيط للحالة التي يمر بها أبناء برطعة حيث يعتبر عذاب واهانة للمواطن الفلسطيني وتفتيش مذل ومهين دون اعتبار وجود رجال أو نساء كبار أو صغار مرضى أو ما شابه ذلك .

اهلا بكم في دولة برطعة !

وأشار قبها إلى أن قرية برطعة قائمه قبل الجدار وكل القرارات الصادرة بفعل الجدار قرارات باطله وليس لها أي مستند قانوني كما أن التصاريح التي يدخل بموجبها سكان برطعة إلى قريتهم هي تصاريح مكتوبة عليها 24 ساعة ولا يسمح لهم بالمرور إلا من الخامسة صباحاً حتى التاسعة مساء وهذا مخالف لما مكتوب بالتصريح

تساؤل ومناشدة

وتساءل قبها "إن التعامل على المعبر يوحي وكانه دخول من دوله إلى دوله فما هي ألدوله التي تدخل إليها هل هي دولة برطعة الجديدة؟".

وناشد قبها كافة المؤسسات الدولية المساعدة ووقف الظلم الإسرائيلي على أهالي برطعة فالمواطنون في حيرة والوضع بشكل عام صعب للغاية