الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أم نبيل" تستذكر محطات من مسيرة القائد عرفات

نشر بتاريخ: 13/11/2013 ( آخر تحديث: 13/11/2013 الساعة: 15:48 )
القدس- معا - لم تمضِ أيام قليلة على صدور التقرير السويسري في قضية التحقيق بوفاة الزعيم الراحل أبو عمار حتى حلت ذكرى وفاته.. فصدور التقرير فتح كتاب ذاكرة الحاجة مريم رمضان البنا الطويل "أم نبيل" 77 عاما التي كانت تربطها بالراحل علاقة متينة خلال عدة سنوات، كما ان ذكرى وفاته فتحت باب الحزن من جديد.

تتابع الحاجة أم نبيل الأخبار متنقلة بين فضائية وأخرى لعلها تجد جوابا لسؤالها "من قتل زعيم الأمة؟؟".. لا تمر ذكرى وفاة ابي عمار كأي يوم.. "لن يكون هناك بديل عنه.. ولا يوجد له مثيل بفكره وسياسته وطيبته وقربه للناس" تقول الحاجة أم نبيل وهي تنظر الى الصور التي جمعتها مع الرئيس الراحل المعلقة في زوايا منزلها ببلدة سلوان.
|249765|
تعرفت الحاجة مريم الطويل بأبي عمار في الخمسينات القرن الماضي، وتقول في لقاء مع مراسلة معا : "كان زوجي (الشهيد رمضان البنا) صديقا مقرباً لابي عمار خلال دراستهما بالقاهرة، حيث كانا في حزب الاخوان المسلمين ثم أسسا مع عدد من الوطنيين حركة فتح، التقيته بعد زواجي في بيروت وكنا نتبادل الزيارات الدائمة، كان أبو عمار بمثابة الأخ والصديق لي خلال فترة مكوثي وحيدة في لبنان، وبقيت علاقتنا جيدة حتى انتقلت مع عائلتي الى القدس".

وتتذكر الحاجة أم نبيل أيام بيروت وتقول :"عند ولادة ابنتي الاولى سهام زارني أبو عمار في المستشفى مع زوجي، وتكفل بمصاريف المستشفى بالكامل لمدة 40 يوماً حيث عانيت من عدة أمراض بعد الولادة".

أما عن زيارات أبو عمار الى القدس فأوضحت الحاجة أم نبيل أن أبو عمار كان يزور المدينة متخفيا في العهد الأردني، وتقول :"انتقلت وعائلتي وزوجي الى القدس، واشترينا ارضا وبنيا بيتا على مدخل بلدة سلوان، وتمكن أبو عمار من زيارتنا متخفيا حوالي 10 مرات في العهد الاردني".
|249767|
وتضيف :"كان يأتي أبو عمار الى القدس عن طريق صحراء سيناء، يقطع مسافات طويلة وتستغرق رحلته أياما، لكن فور وصوله الى منزلي يجلس ويشعر براحة لانه بالقدس وبالقرب من الاقصى.. يأتي ويصلي ويدعو باستمرار، فأبي عمار كان يعشق القدس وكان يتمنى العيش والاستشهاد فيها... كان يقضي وقته في منزلي وهو ينظر الى الاقصى، ويحب تناول الطعام تحت أشجار منزلي".

وتقول الحاجة أم نبيل :"كان ابو عمار يزور الاقصى من باب المغاربة- الذي سيطرت اسرائيل على مفاتيحه هذه الايام-، وكان يتخفى بالنظارة الشمسية والعباءة..أحب الصلاة على ارض الاقصى وكان يتجول في حارات القدس وأزقتها".

وأشارت الحاجة أم نبيل أن زيارات ابو عمار لعائلة البنا انقطعت بعد احتلال القدس، لكن الاتصال كان يتم بشكل دائم من خلال الاصدقاء والمقربين، وحتى بعد وفاة زوجها عام 1971 خصص لها راتبا شهريا.
|249766|
وبعد سنوات من انقطاع الزيارات واللقاءات بين أبو عمار والحاجة أم نبيل تمكنت من لقاءه لأول مرة بعد دخوله الاراضي الفلسطينية عام 1994، حيث توجهت الى غزة خصيصاً مع عدد من اقاربها حيث قالت :"عندما عَلِمَ أبو عمار بحضوري للقاءه من خلال ابن خالي الذي يعمل معه، أمر أن يحضروني بسيارته الخاصة، وتمكنت من الدخول اليه مباشرة رغم وجود العشرات من المواطنين خارج القاعة، ولم أصدق نفسي حين رأيته، واخذ الراحل أبو عمار يقبل يدي ورأسي ثم بكينا، ثم تبادلنا الأحاديث والذكريات تحدثنا عن زوجي.. منزلي ... الاقصى.. سألني عن أولادي جميعهم ... أوصاني بالدعاء له في الاقصى وللاقصى.. وأوصاني بأولادي".

بساطة ابو عمار وخفة ظله كانت حاضرة في جميع زياراته لمنزل الحاجة أم نبيل، حيث كان الراحل يقول لها دائماً :"يا مريم الخليلية اشتقت للباميا والملوخية من ايدك"!!: ، وأضافت :"أبو عمار كان يطلب الملوخية والبامياء على الطريقة المصرية -التي تعلمتها من زوجها-، وكان يحب تناول الزغاليل والمقلوبة والمنسف، والسلطة الافرنجية، وعلى الفطور كان يأكل العسل والبيض والحليب".
وبقيت الحاجة أم نبيل على اتصال بأبو عمار في اريحا ورام الله وغزة، حتى عام 2000.

وتقول في أيام الحصار الذي فرض عليه عام 2003 كنت اصل الى اقرب نقطة للمقاطعة في محاولة للوصول اليه، لكن أعود لعدم تمكني من ذلك، واتابع الاخبار وانا أتالم على ما يعانيه ابو عمار.
|249764|
شاركت الحاجة أم نبيل مع آلاف المواطنين في جنازة الراحل أبو عمار، وفي كل ذكرى تؤكد على رأيها عن فترة مرضه ووفاته حيث تقول :"كان ابو عمار يتمتع بصحة ممتازة، وهو مات مقتولاً، فعندما شاهدته وهو في طريقه الى الطائرة للعلاج في فرنسا قلت في نفسي أنه لن يعود حياً، لأن وجهه كان متعباً ولا يستطيع السير".

وختمت ام نبيل اللقاء وقالت: "لو يلد العالم مليون ولد.. لن يكون هناك مثيل للراحل أبو عمار".
|249763|