في ذكرى حرب غزة... عائلات الشهداء تخشى تكرار المشهد

غزة- تقرير معا - ما زال شبح الحرب يطارد العائلات المنكوبة في قطاع غزة....خوفا من ان يتكرر مشهد حرب ثالثة... ما زالت اعينهم وعقولهم لم تنسى ما حدث في عامي 2008 و2012.

اسرائيل التي اعتادت ان تشن حربا شرسة على سكان القطاع كلما اقترب موعد انتخاباتها "الكنيسيت" لم تتردد في الفترة الماضية من ان تصعد الاوضاع مع فصائل المقاومة ما دفع بعض المواطنين الى الاعتقاد بان حرب ثالثة على القطاع يمكن ان تقع في اية لحظة.

"في حال وقعت حرب ثالثة سأهرب من المنطقة", هكذا بات يفكر المواطن ابو علاء حجازي كلما سمع هدير الطائرات الاسرائيلية, مبينا ان شن حربا اسرائيلية ثالثة على القطاع باتت مزحة يتداولها المواطنون فيما بينهم.

ابو علاء أعاد بناء منزله المكون من 5 طوابق في مشروع بيت لاهيا الذي دمرته طائرات الاحتلال في ليلة من ليالي الحرب الثمانية بالاضافة الى ثلاثة منازل مجاورة له, مبينا انه يعيش اليوم على اعباء ديون تراكمت عليه بفعل الحرب.

ويقول في هذا الصدد: "اليوم رغم ان الكل مشغول بذكرى الحرب على غزة ولكني اخشى ان تاتي حرب ثالثة وانا مازلت اسدد ديون تراكمت بعد اعادة بناء المنزل", مبينا ان الحرب الاخيرة حولته من صاحب مشاريع الى عامل تثقله الديون.

ويتابع: "كان وضعي قبل الحرب جيد جدا ولكني اليوم بت ملحوقا لفلان وعلان على الرغم من اني تلقيت مساعدة من وكالة الغوث قيمتها 2600 دولار فقط", مبينا انها لا تكفي لتشطيب شقة في ظل الاوضاع الاقتصادية التي يعيشها القطاع.

حال ابو انس ريان لا يختلف كثيرا فذكرى الحرب تمر عليه الذكرى اليمة قائلا:"اصعب شي على الانسان انه يفقد بيته الذى قضى عمره في بنائه".

وحول امكانية ان تعيد اسرائيل شن حرب على قطاع غزة, قال ابو انس "ان المواطن في غزة اعتاد الحرب فاسرائيل في وقت السلم تشن حربا نفسية ", مبينا انه على استعداد للهروب في أي وقت من المنطقة بعد اجواء الرعب التي عاشتها عائلته السنة الماضية.

على الرغم من ان القصف الاسرائيلي لم يكن موجه لمنازل الريان وحجازي الا ان حجم الصاروخ الملقى على المنطقة كان كفيلا بتدمير المنازل كليا وتشريد افرادها.

والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والذي استمر 8 ايام الى ارتقاء أكثر من (191) شهيداً منهم 43 طفلاً بالإضافة 15 من النساء وعدد من كبار السن وأكثر من (1200) إصابة.

وسقط اول الشهداء في العدوان الاسرائيلي القيادي في القسام احمد الجعبري واخرهم مقاوما من سرايا القدس.

وارتكبت اسرائيل خلال العدوان سلسلة مجازر اودت بحياة عائلات كاملة مثل عائلة الدلو وابو زور اضافة الى استشهاد افراد وأقارب من عائلات اخرى مثل عائلة حجازي.