الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نظرية بينت الأمنية: الدبابات ستجتاح إسرائيل من الشرق

نشر بتاريخ: 15/11/2013 ( آخر تحديث: 15/11/2013 الساعة: 14:04 )
بيت لحم- معا - نشر زعيم حزب "البيت اليهودي" وزير الاقتصاد الاسرائيلي الحالي "نفتالي بينت" قبل عدة أشهر على الشبكة العنكبوتية فيلم يوضح فيه خطته السياسية، ومن بين كل الأخطاء وعدم الدقة التي شابت خطته السياسية هناك أمرا واحدا لفت انتباهي بشكل خاص، حين قال المعلق داخل الفيلم بأن منطقة غور الأردن تشكل بالنسبة لإسرائيل "رأس جسر" يحمي إسرائيل من هجوم الدبابات الإيرانية، وكمن خصص ثلاثين عاما من حياته لخدمة الأمن القومي الإسرائيلية عبر مناصب قيادية عديدة توليتها في الجيش لم استطع أن امنع نفسي من الابتسام أمام الشاشة، قال اللواء احتياط والرئيس السابق لقسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي وعضو إدارة مجلس السلام والأمن "ناتي شروني" في مقالة نشرها في صحيفة "معاريف" العبرية تحت عنوان اقرب إلى السخرية "نظرية بينت الأمنية".

وأضاف "لا يوجد أدنى شك بأن الدعاية التي قادها زعيم حزب البيت اليهودي قد أتت أوكلها ولهذا هناك عدد ليس بالقليل من الإسرائيليين يرددون ألان مقولة أهمية وحيوية منطقة الأغوار للأمن الإسرائيلي، وعلى خلفية استئناف المفاوضات عادة الكثير من الأسئلة لتطرح من جديد حول قدرة إسرائيل حماية حدود قابلة للدفاع، في سياق اتفاق حل نهائي، وعاد بعض رجال السياسية المعروفين والثابتين لترديد الاسطوانة القديمة وإثارة حالة من الهلع والخوف في صفوف الإسرائيليين دون سبب واقعي وحقيقي".

وقال اللواء احتياط "لقد حان الوقت لإعادة الجدل العام والنقاش العام الى مساره الصحيح والجدي والمهني ومن المهم أن ندرك ونفهم أن إسرائيل صاحبة البناء الضيق والطويل لا تمتلك ولن تمتلك مطلقا عمقا استراتيجيا، وكل ادعاء بأن منطقة الأغوار تمنحنا مثل هذا العمق هو سخافة مطلقة".

وأضاف "يبدو أن نظرية "بينت" الأمنية قد توقفت في مكان ما من سبعينيات القرن الماضي؛ لان صورة التهديدات التي تواجه إسرائيل عام 2013 مختلفة تماما وجوهريا عما يقوله ويصفه "بينت" وهذه التهديدات لا تستوجب استمرار السيطرة المباشرة على منطقة غور الأردن".

وأشار الى أنه فيما مضى تمثل التهديد المركزي الذي واجهنا بإمكانية قيادة ائتلاف من الدول العربية بشن هجوم بري من الجبهة الشرقية لكن وعلى ضوء الميزان الاستراتيجي الحالية في الشرق الأوسط أصبح هذا التهديد "الهجوم البري" أمر غير واقعي وغير منطقي، إضافة إلى ذلك لم يعد الاتحاد السوفيتي قائما وتم مسح القوة العسكرية العراقية عن الخارطة، فيما انقسمت سوريا على نفسها وإيران التي وفقا لسيناريو "بينت" سترسل ارتال الدبابات لتجتاحنا بعد أن تجتاز أكثر من 1000 كلم من الصحراء توجه حاليا مواردها المالية تحديدا لبناء قوة بحرية ومدفعية ونووية.

وتابع "التهديدات المركزية التي تواجه إسرائيل هذه الأيام هي العمليات "الإرهابية" وعمليات إطلاق الصواريخ والضفة الغربية عموما ومنطقة غور الأردن خصوصا هي مناطق غير واقعية لتجسيد مثل هذه التهديدات، فيما تمتلك الجهات المعادية لإسرائيل حاليا قدرات صاروخية تغطي كافة أرجاء إسرائيل، وكل من يريد أن يوجه صواريخه نحو إسرائيل يمكنه القيام بذلك ألان، وهو لا يحتاج لنشر بطاريات الصواريخ على خط نهر الأردن، وفيما يتعلق بتهديد "الإرهاب" لقد ثبت على مدى العقد الماضي بان جدار الفصل يشكل خط الدفاع الموثوق بين إسرائيل والدولة الفلسطينية".

وقال "سبق لنا ان اشترينا عمقنا الاستراتيجي بوسائل غير مرتبطة بسيطرتنا على مناطق جغرافية بل عبر اتفاقيات السلام وتشكل شبه جزيرة سيناء الخالية من الجيوش عمقا استراتيجيا، وتعتبر كامل مساحة المملكة الأردنية الهاشمية عمقا استراتيجيا لنا، وإذا حدث في يوم من الأيام اللامعقول وتجددت معارك الدبابات التقليدية فلن نحارب الجيوش العربية المرابطة على نهر الأردن، بل سنحارب على الحدود الشرقية للأردن في مناطق السعودية والعراق وذلك بفضل اتفاقية السلام مع جيراننا في الشرق".

وأردف قائلا: "إن حل دائم مع الفلسطينيين بكافة أجهزتهم الأمنية على اختلاف أنواعها ستطرح أكثر من خيار وأكثر من بديل منطقي لاستمرار السيطرة على منطقة الأغوار، فبعد أن طور الجيش الإسرائيلي قدرات هائلة تمكنه من تدمير أهداف ثابتة ومتحركة على مسافات بعيدة وبدقة شديدة جدا، أصبحت السيطرة على منطقة الأغوار ليست ضرورية وهناك في عام 2013 أكثر من رد على مختلف التهديدات الأمنية".

وخلص اللواء "شروني" مقالته "لأنني اقدر أن هؤلاء الذين يحذرون وبشكل دراماتيكي من تدفق الدبابات عبر خطوط الجبهة الشرقية لتجتاح إسرائيل وتجوس شوارعها ومدنها ليسوا بالأشخاص الأغبياء لم يبقى أمامي سوى أن استنتج بان الأمر يتعلق بعملية خداع مقصودة ذات خلفية سياسية، إضافة لرغبتهم بمنع تسوية سياسية تقتضي إخلاء مستوطنات بأي ثمن وبأية وسيلة".