الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مذكرة تفاهم لأرشفة كافة المعلومات والرسائل الصادرة عن الحركة الاسيرة

نشر بتاريخ: 16/11/2013 ( آخر تحديث: 16/11/2013 الساعة: 12:32 )
رام الله- معا- وقع وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع ومدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة د. فهد أبو الحاج اتفاقية للتعاون والعمل المشترك بينهما.

وتهدف الاتفاقية إلى تنظيم العمل في مجال جمع وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، وتم ذلك في مكتب وزير شؤون الأسرى والمحررين في وزارة الأسرى وحضور حشد غفير من الأسرى المحررين وطاقم مكتب الوزير ووفد من مركز أبو جهاد، ووسائل الإعلام المحلية والعربية.

وحول هذه الاتفاقية قال عيسى قراقع "انه يسعدني ويشرفني أن يوجد مثل هذه الاتفاقية بين وزارة الأسرى ومؤسسة عريقة مثل مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس، وهو شريك استراتيجي للوزارة في مجال العمل والاختصاص، بعد النجاح الذي حققه المركز في خدمة قضية الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والعرب، من خلال عمليات البحث والتنقيب الشاقتين عن موروث الأسرى الثقافي والإنساني وعرضه أمام شعبنا والعالم بأساليب وطرق عرض حديثة وفي منتهى الرقي، وحفظ تلك المقتنيات بأفضل أساليب الحفظ والتوثيق، تلك المقتنيات التي كان من الممكن أن تندثر ويطويها النسيان والضياع، لولا وجود هذا المركز الهام في مسرتنا، فحن نوقع هذه الاتفاقية لمساعدة مركز أبو جهاد في توثيق ما لدينا من وثائق تخص أسرى وأسيرات حُكموا وأنهوا محكومياتهم، وترجمة أنواع أخرى من الوثائق ومن ثم حفظها مثل ملفات المحاكم التي تتضمن لوائح اتهام وقرارات الحكم الصادرة عن المحاكم الإسرائيلية. بما يحفظ خصوصية كل ملف من الملفات المنوي التعامل معها، لجعل تلك الوثائق متاحة مستقبلا للاستخدام الدراسي والأكاديمي داخل أرشيف مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس".

وقدم الوزير قراقع شكره لمدير المركز د. فهد أبو الحاج، حيث قال "هذا ما كنا نتوقعه من هذا الصرح الإنساني والثقافي والوطني الذي يؤرخ لتجربتنا ولمعاناتنا وآلامنا التي ما زلنا نكابدها على يد الاحتلال الإسرائيلي الظالم، أن هذا المكان هو متحفاً من أجل المستقبل حتى تكون كل وثيقة فيه وكل كلمة وكل صرخة آلم دوت في أقبية الظلام، شهادة حية تدين هذا الاحتلال وما أرتكبه من جرائم ومن أعمال لا إنسانية بحق أسرانا داخل سجون الاحتلال"، وقال أيضاً " كل الاحترام لهذه التجربة العظيمة التي كنا بحاجة إليها حتى لا تضيع هذه التجربة ويطويها النسيان وتضيع بطولات وتضحيات أولادنا وبناتنا في تلك المعتقلات الظالمة".

وأضاف قائلاً: "فأنني أحي جهود الأخ فهد وجهود الإخوة والأخوات زملاؤه في مركز أبو جهاد على قاموا ويقوموا به من اجل هذه القضية، وأن هذه الاتفاقية هي جزء من جهد الوزارة المبذول في خدمة وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني المقاوم التي تغني وتثري التنوع في مجال الاختصاص. فنحن على استعداد للتعاون مع كل جهد جاد ومثمر وبناء يخدم ويعزز ويمكن الأسرى، لأن أي جهد من هذا النوع بقناعتي يرفع من مكانة الأسرى إلى مقامها الإنساني والعالمي الرفيع، أقول ذلك بعد ما رأيته في العديد من المحافل والمؤسسات العالمية الصديقة التي تؤيد كفاحنا العادل، وكان أخرها المؤتمر الذي عقد في جزيرة (روبن آيلاند) في دولة جنوب أفريقيا، وهي الجزيرة التي أسر في معتقلاتها القائد الوطني الفذ (نلسون مانديلا)، وهو مؤتمر هام نظمته الحملة الشعبية لإطلاق سراح القائد مروان البرغوثي ومؤسسة (كاتدرادا) وافتتح بمشاركة وحضور عدد من الشخصيات العالمية المرموقة والحائزين على جوائز نوبل للسلام.

بسبب كل ذلك أرى مرة أخرى بأن هذا المؤتمر وغيره من الفعاليات العربية والدولية المناصرة لأسرانا هي استجابة ورجع صدى للجهد المخلص الذي تبذله المؤسسات العاملة من أجل الأسرى، لذا صدقوني فأنني أشعر بالفخر وأنا أضع يدي بيد مؤسسات ناجحة تنشد النجاح وتنبذ الفشل من أجل رسالتها وأهدافها وقيمها التي هي أهدافنا وقيمنا جميعاً، وأنا على يقين بأن أسرانا إن شاء الله سيرون نور الحرية عما قريب.

بهذه المناسبة فإنني أتقدم بشكري الجزيل والعميق لمعالي الأخ والصديق عيسى قراقع على تفاعله معنا واستجابته البناءة لاحتياجات تطوير مركز أبو جهاد من خلال توقيعه لهذه الاتفاقية معنا، وأنا أقول بأن العمل المكرس لخدمة قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب قد اكتمل في هذا اليوم، الذي أعتبره يوماً فاصلاً بين عهدين من العمل المثمر والجاد القائم على التعاون والتكامل بين المؤسسات الشريكة، ونقطة تحول لصالح الجهد المخلص المبذول في هذا الطريق، وقد كان لأخي وصديقي عيسى قراقع قبل هذا اليوم وقفات مهمة مع مركز أبو جهاد عندما قرر منح المركز أطول رسالة تضامنية مع الحركة الأسيرة، لحفظها في أرشيف مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس، في يوم 12 كانون ثاني 2011م وأنا أقول لأخي عيسى في هذا اليوم شكراً جزيلاً لوقفتك الكريمة والمعتادة منك معنا ومع إخوانك المناضلين والأسرى، وشكراً لدورك الإبداعي البناء في خدمة قضيتهم العادلة.

وأضاف أبو الحاج " وأمل من باقي المؤسسات الوطنية الأخرى أن تحذو حذو وزارة الأسرى، وتزودنا بما لديها من مقتنيات ووثائق متعلقة بالأسرى، سواء كانت تقارير عن زيارات المعتقلات أو ملفات حقوقية للأسرى القدامى، أو أي شيء آخر، لأن هذا المركز مخصص لحفظ إرثهم النضالي بكل مُكوناته، هذا الجانب الناصع من تاريخ شعبنا، والذي يعد جزءً مهما من تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي كنزت الكثير من الأدب والشعر والرسائل الشخصية والتنظيمية، والتي تجعل من هذا النتاج كنوزاً حقيقية لا يمكن طمسها أو التلاعب بها، وبالتالي يكون من واجبنا جميعا أن نوثق ونحافظ على هذا الإرث، ونحن نعاهد كل أبناء الشعب الفلسطيني على الحفاظ على هذه الأمانة وعلى هذا الإرث النضالي العظيم للشعب الفلسطيني وكل الشعوب الحرة.

وأضاف أبو الحاج بأنه وبفضل تعاون المؤسسات الشريكة والعاملة في قطاع الأسرى، فأن مركز أبو جهاد تمكن من جمع 34 ألف وثيقة خلال عام 2013م، بينما كان هذا الرقم يناهز 57729 وثيقة إلى نهاية عام 2012م ليصبح عدد الوثائق التي نجح المركز في جمعها 100000 وثيقة، وهذا انجاز لا يضاهيه أي انجاز آخر، وينطوي على إصابة مباشرة لهدف مركز أبو جهاد الرئيس في هذا المضمار، وهو جمع الوثائق، الذي تصاعد بشكل مضطرد من عام إلى عام بفضل طواقم البحث والتقصي في المركز التي توصل الليل بالنهار حتى تكمل عملها وبهذه المناسبة فأنني أود أن أسرد أمام الإخوة الإعلاميين بعض الأرقام التي تبين للجميع حجم الجهد المبذول والمضني في هذا المضمار فقط.

لقد بدأت عملية جمع الوثائق داخل مركز أبو جهاد كما هو معروف للجميع في عام 1997م، وتمكن المركز من جمع 900 وثيقة فقط في ذاك العام، وفي عام 1998م جمعنا 1000 وثيقة، أي بزيادة قدرها 1%، وفي عام 1999م 1000 وثيقة، أي تشابه مُحصلة عمليات جمع الوثائق مع العام الماضي، وفي عام 2000م 2250 وثيقة، أي بزيادة قدرها 1.5%، وفي عام 2001م 600 وثيقة، أي بتراجع قدره 4%، وفي عام 2002م 800 وثيقة، أي بزيادة قدرها 1%، وفي عام 2003م 500 وثيقة، أي بتراجع قدره 1%، وفي عام 2004م 450 وثيقة، أي بتراجع قدره 1.5%، وفي عام 2005م 700 وثيقة، أي بزيادة قدرها 2%، وفي عام 2006م 1100 وثيقة، أي بزيادة قدرها 3%، وفي عام 2007م 1229 وثيقة، أي بزيادة قدرها 1%، وفي عام 2008م 1300 وثيقة، أي بزيادة قدرها 1%، وفي عام 2009م 900 وثيقة، أي بتراجع قدره 2%.

وفي عام 2010م حظي مركز أبو جهاد بدعم سخي من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في دولة الكويت الشقيق لمشروع جمع الإرث الحضاري للأسرى الفلسطينيين الأمر حسن من قدرات المركز في تجاوز المعيقات المادية واللوجستية والاستمرار في إنفاذ هذا المشروع ووجد ذلك انعكاسه في إجمالي عمليات جمع الوثائق مع نهاية نفس العام والتي كانت محصلتها 8000 وثيقة، أي بزيادة قدرها 14%، وفي عام 2011م تمكن المركز من جمع 12000 وثيقة، أي بزيادة قدرها 21%، وفي عام 2012م 25000 وثيقة، أي بزيادة قدرها 43%. أي أن عام 2012م اختتم العمل فيه على جمع (57729 وثيقة) هي مجموع ما تمكن المركز من جمعه خلال ستة عشر عاماً، ليكن عام 2013م عام القفزة النوعية في مضمار جمع هذه الوثائق حيث تمكنت طواقم العمل في المركز من جمع 43000 وثيقة ليصل التعداد الإجمالي مع نهاية شهر تشرين الثاني 2013 إلى 1000000 وثيقة.

وأضاف أبو الحاج "ولأننا على ثقة بأن هناك المزيد من الوثائق المقدر عددها إلى نسبة الأسرى والأسيرات الذين دخلوا المعتقلات الإسرائيلية منذ عام 1967م إلى الآن وهو (مليون أسير وأسيرة) فأن المركز يسعى خلف مثل هذا النوع من الاتفاقات مع المؤسسات الشريكة في استراتيجيات العمل، وهنا لا بد من التوقف لتوجيه كلمة شكر للمؤسسات الرسمية والأهلية التي قدمت وثائقها الأصلية أو نسخ عنها لمركز أبو جهاد مثل وزارة الأسرى التي منحت المركز وثيقة (اكتب رسالة للأسرى) التي شرع بها الجمهور الفلسطيني في عام 2011م، ومنح التلفزيون الفلسطيني الرسمي له نسخاً من برامج (لأجلكم) و(زرد السلاسل)و(في بيت مناضل)، ومنحته مؤسسة الحق نسخة من أرشيفها الضخم والخاص بالشهادات المشفوعة بالقسم حول (التعذيب) والتي تقدر بـ 4000 شهادة، ومنحته مؤسستي مانديلا والضمير مجموعة كبيرة من الوثائق الهامة حول الأسرى، وتمكن المركز من الحصول على أكثر من 4000 ملف قانوني كانوا بحوزة المحامين الإسرائيليين حيث تم حفظها بعد ترجمتها في أرشيف المركز.

وهذا يدل على - أضاف أبو الحاج- ارتفاع مستوى ثقة الجمهور الفلسطيني ومؤسساته الرسمية والأهلية بمركز أبو جهاد وتحوله إلى عنوان محلي وعربي وإسلامي وعالمي يعتد به للمشاركة والعمل في قطاع الأسرى. وسنبقى أن شاء الله أهلا لهذه الثقة وسنقوم بواجبنا خير قيام.